آراء وتحليلات
28/06/2022
أبعاد ونتائج دولرة القطاع السياحي في لبنان
د. محمود جباعي
هذه الأرقام الكبيرة من الوافدين في الموسم السياحي تبشر بدخول أكثر من مليار دولار الى البلاد سيصرف جزء منها في الاستهلاك اليومي للسلع والخدمات المختلفة. هذا الأمر سيساهم في تحريك العجلة الاقتصادية في القطاعات السياحية من فنادق ومطاعم ومقاهي ومنتجعات سياحية على أنواعها. كذلك سيحرك الطلب على استهلاك المواد الغذائية اضافة إلى العديد من المصالح الأخرى مثل مكاتب تأجير السيارات ومكاتب بيع بطاقات التشريج الخليوي المسبقة الدفع.
إلا أن كل هذه الايجابيات الكبيرة لن تساهم في تطوير النشاط الاقتصادي بشكل مستدام أو على الأقل في الفترة المقبلة بعد مغادرة الوافدين والعودة الى الأماكن التي أتوا منها، إذا لم تتخذ السلطات المعنية عدة إجراءات تساهم في استغلال هذا الموسم السياحي الواعد من خلال الاستفادة من العوائد المالية والنقدية الناتجة عنه عبر العمل على إعادة توزيع الدخل على الفئات الاخرى في البلاد، وخاصةً الموظفين في القطاعين العام والخاص الذين يتقاضون مبالغ زهيدة بالليرة اللبنانية.
تماشياً مع هذا الموسم السياحي الواعد أصدر وزير السياحة اللبناني وليد نصار تعميماً سمح فيه للمؤسسات السياحية بشكل استثنائي بإعلان لوائح اسعارها بالدولار الأميركي على أن تصدر الفاتورة النهائية بالليرة اللبنانية على سعر الصرف اليومي حسب تسعيرة سوق السوداء أو بالدولار الاميركي حصراً وذلك حتى تاريخ 30 ايلول/ سبتمبر من العام الجاري.
ويربط الوزير قراره بحالة سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية المتقلبة يومياً. يعتبر هذا القرار مفيدًا للقطاع السياحي وللمؤسسات السياحية في البلاد، لكنه من ناحية أخرى شكل صدمة كبيرة للمواطنين اللبنانيين المقيمين في لبنان الذين لا يستطيع عدد كبير منهم شراء "سندويش" واحد من المطاعم وليس فقط زيارة المعالم الاثرية والمنتجعات السياحية، وذلك بعد انهيار سعر صرف الليرة 20 ضعف عما كانت عليه قبل الأزمة. فسعر الصرف اليوم مستقر نسبيًا بحدود 30 الف ليرة للدولار الواحد بعد أن كان 1500 ليرة قبل الازمة. علماً أن مؤشر الأجور لم يتحرك أكثر من 20 % كمعدل وسطي في البلاد بينما أسعار المواد الغذائية ارتفعت بحدود 1000 % عما كانت عليه سابقاً بمعدل تضخم سنوي وصل الى حدود 240 % في بداية عام 2022 بالمقارنة مع بداية عام 2021.
بناء على هذه المعطيات، إن دولرة الفواتير في القطاع السياحي ستساهم حتماً في ارتفاع الاسعار لانها ستحتسب حصراً بالدولار الاميركي أو بما يعادله حسب سعر الصرف في السوق السوداء مما سيساهم في حصول المزيد من التقهقر في القدرة الشرائية للمواطنين المقيمين في لبنان. لذلك وجب على الحكومة اللبنانية تقاضي ضرائب ورسوم عالية من أصحاب المؤسسات السياحية وأن تكون هذه الضرائب والرسوم إما بالدولار أو على سعر صرف دولار السوق الموازي ومن ثم استعمال هذه المبالغ المستوفاة في عملية تحسين أجور الموظفين في القطاعات الاخرى منعاً لحصول مزيد من التقلص في حجم الطبقة الوسطى، مع تفعيل نظام الرقابة على هذه المؤسسات من أجل الزامها ايضاً بدفع رواتب موظفيها على سعر الدولار أو على سعر الصرف الموازي له لانه من غير المعقول أن تتقاضى هذه المؤسسات فواتيرها بالدولار وأن تقوم بالمقابل بدفع الرواتب والرسوم والضرائب على سعر الصرف الرسمي.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
09/08/2022
حسابات النصر والانكسار في فلسطين
08/08/2022
إنها الحرب
08/08/2022
هروب "اسرائيل" من الفشل الى الجحيم
التغطية الإخبارية
البيت الأبيض: نطالب روسيا بوقف جميع عملياتها العسكرية قرب المواقع النووية في أوكرانيا
الصحة الفلسطينية: إصابة طفل (15 عاماً) برصاصة مطاطية في عينه أدت إلى تهتك بالشبكية خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل
قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة شبان خلال المواجهات المندلعة في بلدة الطور بالقدس
اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الأساسي: متى ستحدد وزارة التربية مواعيد قبض مستحقات الفصل الثالث وحوافز عن شهور عام انتهى ولم تنته مآسيه؟
العراق: نينوى تحيي يوم عاشوراء بمسيرة مهيبة
مقالات مرتبطة

مجاهدو المقاومة للسيد نصر الله: ثابتون على الثّغور وقسمًا إن عادوا عدنا

السيد نصر الله: يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات.. وسنردّ على أي اعتداء على أي إنسان في لبنان

الجنوب يتحضر لتلبية نداء الحسين صبيحة الثلاثاء

اكتمال التحضيرات للمسيرة العاشورائية في البقاع الغربي

فضل الله: لبنان قوي مهاب الجانب بفضل المقاومة

بعد توقفه بسبب الحرب معمل سكر تل سلحب يعود للعمل: فوائد جمّة على الاقتصاد السوري

أمريكا تواجه أعلى معدل تضخم منذ عقود: رفع الفائدة يتسبب بالركود

العقوبات الغربية فشلت.. التجارة الروسية سجلت فائضًا قياسيًا

الجوع مدخلاً للتقسيم؟
