خاص العهد
هل تسحب "قسد" ذريعة الغزو من تركيا؟
محمد عيد
عزز جيش الغزو التركي من تواجده على خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية "قسد" في ريفي حلب الشمالي والشرقي بعدما دفع بأرتال عسكرية ضخمة إلى هذه المناطق، ضمت عشرات الدبابات والمدافع الثقيلة. ورغم ورود أنباء عن قرب حصول اتفاق بين "قسد" ودمشق لتشكيل غرفة عمليات مشتركة برعاية روسية لانتشار القوات في تل رفعت ومنبج إلا أن التجربة مع "قسد" تؤكد أنها قد تخرج من اتفاقاتها مع دمشق في أية لحظة حال ابتعاد الخطر التركي عنها لا سيما وأنها استقبلت بالأمس وفداً أمريكيا رفيعاً قد يجعلها تتنكر لوعودها جريا على تجارب سابقة.
الأتراك يحشدون
دخلت خلال ساعات أمس ارتال عسكرية من معبر باب السلامة إلى مدينة أعزاز بريف حلب شمال سوريا حيث تمركزت في النقاط العسكرية التابعة للقوات التركية في المنطقة.
كما توجهت حشود عسكرية تركية نحو منطقة الباب بريف حلب الشرقي حيث تولت فصائل المعارضة المسلحة المدعومة تركيًا حمايتها وتأمين خطوط الإمداد العسكرية وطرق التنقل التي يسلكها الجيش التركي الغازي في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
ومهّد الجيش التركي لعملية الغزو التي يبدو أنها باتت وشيكة بإطلاق نحو ٦٠ صاروخاً وقذيفة مدفعية على مواقع لـ"قسد" على محاور تل رفعت وريف منبج.
كما حلقت طائرات التجسس التركية في سماء المنطقة بكثافة وعلى علو منخفض ولمدة سبع ساعات متواصلة بغية رصد مواقع وأهداف قوات الجيش السوري و"قسد" في منطقة التماس مع الفصائل المسلحة المرتبطة بقوات الاحتلال التركي.
"قسد" تستنجد بدمشق
المحلل السياسي عيسى عيسى أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن هذه التطورات تتزامن مع ورود أنباء شبه مؤكدة عن قرب التوصل إلى اتفاق بين قوات سوريا الديموقراطية ودمشق لتشكيل "غرفة عمليات مشتركة" برعاية روسية لنشر قوات من الجيش السوري في تل رفعت ومنبج.
وهو الأمر الذي أكدته وسائل إعلام سورية أشارت إلى حصول مباحثات بين ممثلين عن القيادة السورية وقوات سوريا الديموقراطية لوضع "خطة مشتركة" استباقًا لتهديدات أنقرة بالقيام بعملية غزو جديدة للشمال السوري بعد عيد الأضحى المبارك.
ورأى عيسى أن "قسد" وعلى الرغم من استشعارها لخطورة الموقف وإدراكها أن ثمة مقايضة قد حصلت ما بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية أعطت من خلالها واشنطن الضوء الأخضر لقيام انقرة بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري مقابل سماح هذه الأخيرة لكل من فنلندا والسويد بدخول حلف الشمال الأطلسي.
يؤكد عيسى في حديثه لموقعنا أن ثقة دمشق بـ "قسد" ليست جيدة استناداً إلى تجارب الماضي لا سيما وأن وفداً أمريكيا رفيع المستوى زار قبل يومين مناطق سيطرتها دون أن يرشح عن هذه الزيارة أي خبر يتعلق بالعملية العسكرية التركية المحتملة، حيث اكتفى الوفد الذي يضم السيناتور ليندسي غراهام وقائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال جون برينان بزيارة سجن غويران في الحسكة ومخيم الهول الذي يضم الآلاف من عوائل "داعش" وعشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين.
ولفت المحلل السياسي الى أن مهمة الوفد الأمريكي قد تكون أبعد من زيارة سجن غويران ومخيم الهول بحيث إنها قد تنطوي على تحذيرات لـ"قسد" من المضي قدماً في الانفتاح على دمشق وربما تنطوي على تنسيق المواقف مع واشنطن في مرحلة ما بعد الغزو التركي المحتمل، مشيراً إلى أن الاختبار الحقيقي لمصداقية "قسد" يكمن في قيامها بتسليم مناطق الشريط الحدودي بالكامل إلى الجيش السوري طبقًا لما تريده كل من دمشق وموسكو وطهران وهو ما سيعطي الجيش السوري القدرة على صد الهجوم التركي وليس الاكتفاء فقط برفع العلم السوري على بعض النقاط مع تواجد محدود لقطع الجيش السوري كما كانت تفعل في السابق.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
14/10/2024