يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

25/03/2019

"فورين بوليسي": السعودية.. منشأ الفكر الإرهابي المتطرف

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقتطفات من إصدار جديد لفرح بانديت؛ التي شغلت منصب "الممثل الأميركي الخاص للمجتمعات الإسلامية" في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وفي كتابها بعنوان "كيف ننتصر"، تناولت الكاتبة بانديت قيام السعودية بنشر الفكر الوهابي المتطرف، مؤكدة أن "فكر الجماعات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة" يعود أصله إلى منطقة الخليج وتحديدا السعودية".

وتقول الكاتبة إن "هذا الفكر يقوم على الإدعاء بالتمثيل الحقيقي الوحيد للدين الإسلامي، وهذا الفكر يسمى الوهابية وهو فكر غير متسامح ومتزمت يتناقض والقيم الليبرالية".

وإذ تلفت بانديت إلى أن الفكر الوهابي انتشر خلال العقود القليلة الماضية بفضل الرعاية السعودية، شددت على أنه لا يمكن فهم الجذور الدولية للتطرف دون النظر في الدور الذي تعلبه الحكومة السعودية وكذلك جهات غير حكومية أخرى داخل البلاد.

وتشير الكاتبة إلى أن الرياض أنفقت خلال العقود القليلة الماضية ما يقارب 100 مليار دولار لنشر الوهابية ومحاولة الترويج لنفسها على أنها بمثابة "القائم على الإسلام"، وتطرقت الكاتبة في هذا السياق إلى الأساليب التي تعتمدها السعودية لتحقيق الهدف مثل تمويل المساجد والمدارس والمراكز الثقافية.

بانديت اعتبرت في مؤلفها أن السعوديين لا يريدون فقط أن ينتشر الفكر الوهابي، بل إن القوى الدينية داخل السعودية وبدعم من الأسرة المالكة تريد القضاء على أي فكر إسلامي آخر غير الوهابية، كما أشارت الكاتبة إلى أن الرياض ولتحقيق هذه الأهداف تقوم بإعادة كتابة التاريخ، وإلى أن متطرفين من حول العالم استفادوا من نفس هذا الأسلوب.

وتتابع الكاتبة في مؤلفها بالقول إن "العلاقة بين السعوديين والتطرف ليست مجرد علاقة تقارب"، مؤكدة أن "الحكومة السعودية ومواطنين سعوديين دعموا بشكل مباشر مجموعات إرهابية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى".

وفي سياق حديثها عن الفكر الوهابي، حذرت الكاتبة من مساعي السعودية لنشر الفكر المتطرف لدى الشباب المسلم حول العالم، وقالت إن "هذه المساعي جعلت هؤلاء الشباب عرضة للتجنيد من قبل المجموعات المتطرفة"، مشددة على أن "قيام الولايات المتحدة بقطع التمويل السعودي لنشر الفكر الوهابي يشكل أهم خطوة يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة في سياق القضاء على التطرف".

كذلك شددت بانديت على ضرورة أن تتخذ أميركا إجراءات لدعم "الثقافات والتقاليد الإسلامية المحلية غير الوهابية، محذرة من أن "عدم القيام بذلك قد يعني انتشار وهيمنة الفكر الوهابي في العالم الإسلامي"، كما أكدت الكاتبة ضرورة أن تعالج واشنطن ما وصفته بانديت بـ"جهل الحكومات والأفراد الذين يرون أن السعودية هي بمثابة الحاكم الشرعي للإسلام".

بانديت تطرقت في مؤلفها إلى الحديث عن نفوذ سعودي مماثل في أماكن مثل كازخستان وبورما والبلقان، وقالت إن قادة دول مثل باكستان والسينغال وإندونيسيا أبلغوها بعلمهم بالدوافع الحقيقة للسعودية، لكنهم قالوا لها في الوقت نفسه إنهم مجبرون على أخذ المال السعودي  لتلبية احتياجات مواطنيهم.

كذلك تشير بانديت إلى أن الولايات المتحدة وبدلاً من أن تحمّل السعودية مسؤولية المشكلة الإيديولوجية اختارت التعاون مع السعودية في قضايا قصيرة الأمد واعتماد السعودية الحَكَم في كل ما يرتبط بالإسلام فقط لأن السعوديين أسموا أنفسهم "خادم الحرمين الشريفين".

وفي هذا السياق، تشرح بانديت أن واشنطن تعامل الرياض كما تعامل الفاتيكان، إذ تفترض الولايات المتحدة-بحسب الكاتبة- أنه يحق للسعوديين إعطاء إملاءات للمسلمين، وشددت بانديت على أن الرياض لا تملك هذا الحق، وعلى أن ما تقوم به يغذي التطرف ويساعد في تناميه.

وفي مؤلفها تحذر بانديت من أن "السماح بانتشار الفكر الوهابي سيمكن المتطرفين من إيجاد أرض خصبة للتجنيد داخل المجتمعات المحلية، ومن أن مجموعات متطرفة أخرى ستحل مكان "داعش" بعد هزيمة الأخيرة، ذلك لأن الجذور ستبقى موجودة" بحسب الكاتبة.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم