خاص العهد
المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في طهران: إصرارٌ على نشر ثقافة الوحدة في العالم الاسلامي
العهد ـ مختار حداد
شهدت عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية طهران الدورة الـ36 للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية الذي عقد بحضور جمع من علماء ونخب الأمة الاسلامية تحت شعار "الوحدة الإسلامية وإحلال السلام وتجنب الصراع في العالم الإسلامي"، حيث أكد المشاركون في المؤتمر على أهمية ودور الوحدة بين المسلمين في تعزيز المقاومة بوجه الصهيونية وتحرير فلسطين، معتبرين أن الكيان الصهيوني هو أساس الفتنة ويجب أن تكون البوصلة باتجاه فلسطين ومواجهة مساعي العدو بث الفرقة بين المسلمين لحرف الأنظار عن القضية المركزية.
* اذا حررنا فلسطين سنحرر كل الأمة الاسلامية من الفرقة
وعلى هامش المؤتمر التقى موقع "العهد" الاخباري عدداً من المشاركين حيث قال عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" بفلسطين صلاح البردويل في تصريح لموقعنا: "إن النزاعات ليست حقيقة الأمة الاسلامية، بل فُرِضت علينا بعاملين، العامل الأول يغذيه الاستعمار والصهيونية والعامل الثاني يغذّيه الجهل، ومشكلتنا في الأمة الاسلامية هي عدم التعمق في فهم أصول الاسلام وعدم فهم الاسلام وشخصية الرسول(ص) وفهم مقاصد الشريعة الاسلامية، وهذه مشكلة أساسية وبالتالي الجهل هو الذي يجعل حالة من الأنانية والهوى الذي يدمر العلاقات ما بين كل مكونات الأمة".
وأضاف البردويل: "العامل الثاني هو الاستعمار ونظرية فرّق تسد. لا يوجد استعمار يقبل أن يكون المستهدف باستعماره متحدًا، وبالتالي فهم يحرصون كل الحرص على تمزيق هذه الأمة ووحدتها ومقوّماتها وخاصة تمزيق عناصر القوة فيها. هذان العاملان معناهما أنه إذا أردنا حل المشكلة يجب علاجها من ناحيتين، الناحية الأولى أن كل علماء الأمة يتفقون على آلية وطريقة لزيادة الوعي لدى المسلمين ويتفقون على طريقة لتوعية الأمة وشبابها والجيل الجديد في مناهج التعليم على فهم حقيقي وسليم للاسلام، وايضًا نحن لا نتحدث عن وحدة المذاهب لأنه من الصعب تحقق وحدة المذاهب ولكن تنظيم الخلافات من خلال أن يعذر كل واحد منا الآخر على حساب مذهبه. اذا كان الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نتعايش مع أبناء الأديان الأخرى، فكيف نحن لا نتفاهم بيننا كمسلمين؟ يجب أن ننظم خلافاتنا، هذه الثقافة يجب أن تنتشر بين الأجيال ومناهج التعليم، ثم بعد ذلك علينا أن نبحث عن رأس الفتنة ورأس المصيبة وهي "اسرائيل"، واذا هزمنا "اسرائيل" هزمنا كل عناصر التخلف وحررنا فلسطين، واذا حررنا فلسطين سنحرر كل الأمة الإسلامية من الفرقة".
الميناوي: الأمة الإسلاميّة القوية تحقق للعالم السكينة
بدوره، قال عضو المكتب السياسي في حركة "الجهاد" الاسلامي في فلسطين عبد العزيز الميناوي في تصريح لـ"العهد": "إن وحدة الأمّة الإسلامية هي داعم كبير لمقاومة العدو الصهيوني والمقاومة هي مظهر خارجي للأمّة والصراع مع "اسرائيل" صراع متعدد الأبعاد والمجالات منها عسكري وسياسي واقتصادي ودبلوماسي، الأمة عندما تكون قوية تؤثر على البيئة العالمية، العالم يحتاج للإسلام، ففيه فوضى متعددة الأبعاد ومنها أخلاقية وسياسية، ووجود أمة اسلامية قوية وفقاً لشرع رب العالمين يحقق للعالم السكينة والهدوء والاخلاق".
سليمانوف: الاسلام دين الأخوّة والمحبّة
من جانبه، قال رئيس الجامعة الاسلامية في روسيا الشيخ آرتور سليمانوف في تصريح لموقع "العهد": "دعوة النبي(ص) الناس إلى الإسلام، تعني أن كل الناس يصبحون أمة محمد(ص)، ومن هنا على الأمة جميعها أن تتبع النبي(ص) والقرآن الكريم وهذا يؤدي إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين من خلال المشتركات وكما يقول الله بالحكمة والموعظة الحسنة ندعو الناس للوحدة والانسجام والحكمة، أما أمثال "داعش" الارهابي فهؤلاء لا يمتون بأي صلة للدين. الاسلام دين الأخوّة والمحبّة وهذا يتحقق من خلال التمسّك بتعاليم الرسول(ص) والقرآن الكريم".
عبداللهي: الامام الخميني(رض) رائد الوحدة الاسلامية
بدوره قال مساعد الشؤون الدولية في مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني(رض) الدكتور محمد رضا عبداللهي فرد في حوار مع موقع "العهد" إن "الإمام الخميني (رض) بصفته مؤسس الجمهورية الإسلامية الايرانية، كان لديه اهتمام منذ بالبداية بموضوع الوحدة بين المسلمين".
ويضيف عبد اللهي: "أطلق سماحة الامام على آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك اسم يوم القدس العالمي، الذي أعتقد أنه يمكن أن يكون العنصر الموحِّد للعالم الإسلامي"، وتابع: "كان الإمام شخصًا أخلاقيًا. يمكن للأخلاق أن تنجح في العالم الإسلامي. ووفقًا للفتن الأخيرة التي حدثت في العالم الإسلامي، خاصة من قبل الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي، فإن ضرورة الوحدة في العمل وتجنب أي خلافات واختلافات بين المسلمين من أي عرق ودين يمكن أن تحدث تحت راية الإسلام".
وختم مساعد الشؤون الدولية في مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني(رض): "اليوم إيران تلعب دورًا فعالاً للغاية في مجال الوحدة الاسلامية، وكان للإمامين الخميني (قدس) والخامنئي(دام ظله) بالتأكيد دور كبير ورئيسي في تحقيق وحدة الأمة الإسلامية واتخاذ خطوات نحو وحدة الأمة ودعم المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين والقدس الشريف".
إقرأ المزيد في: خاص العهد
14/10/2024