يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!
19/10/2022

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!

حسين كوراني

لم يكن موسم الزيتون هذه السنة كسابقاته. عوامل عدة طرأت جعلت المزارع والمستهلك ضحيتي الغلاء الفاحش ما جعل عددًا لا بأس به من أرباب الأسر عاجزًا عن شراء "تنكة" زيت الزيتون. المادة التي لطالما كانت رفيقة الموائد ومن الأساسيات تحوّلت الى كماليات لدى العديد من الأسر بعدما باتت أسعارها خيالية وتتحرّك صعودًا كـ"البورصة". صحيح أن سعر صفيحة الزيت اذا ما احتسبناها وفق الدولار لم يتغيّر عن السابق، اذ تراوح سعر صفيحة الزيت قبل الأزمة بين 125 ألفًا و150 ألفًا أي ما يقارب الـ80 الى 100 دولار، لكن متوسط سعر صفيحة الزيت حاليًا والذي يبلغ مئة دولار يساوي أربعة ملايين ليرة، وهو رقم للأسف يفوق قدرة جزء كبير من أرباب الأسر على التحمل. 

ترشيشي: مواطنون عاجزون عن تأمين قوت بيتهم من الزيت 

رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم ترشيشي لفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري الى أنّ " ثمة صعوبات واجهت موسم قطاف الزيتون هذه السنة تمثلت بنقص كبير في اليد العاملة وارتفاع أجرة العامل التي وصلت الى 400 الف ليرة أي ما يقارب 10 دولارات". 

وفيما لفت ترشيشي الى أنّ هناك وفرة في المحصول هذا العام وسط طلب كبير على شراء الزيت والزيتون داخليًا وخارجيًا، أوضح أنه ورغم الطلب على الشراء، إلا أن هناك عددًا من المواطنين عاجزون عن تأمين قوت بيتهم من الزيت والزيتون، لأن رب الأسرة اعتاد أن يشتري تنكة الزيت قبل الأزمة (منذ 3 سنوات) بـ 100 دولار أي 150 ألف ليرة، واليوم يجد أن سعرها تجاوز الـ 4 ملايين ليرة وهو سعر خيالي بالنسبة له، وخاصة إذا ما قارناه براتبه الشهري الذي قد لا يتجاوز هذه التسعيرة.

وفي المقابل، رأى ترشيشي أن لا خوف من كساد الموسم رغم دخول الزيت المهرّب من سوريا وبعض الدول كونه لا يضاهي الزيت المحلي، مشيرًا الى أن أسعار صفيحة الزيت تختلف من منطقة لأخرى وتتراوح بين 75 دولارا في المناطق القروية و100 دولار في المناطق الجبلية، فيما يتراوح كيلو الزيتون بين 30 ألفا و45 ألف ليرة.

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!

نفقات معصرة "زيت الزيتون" ارتفعت

بدوره، مختار بلدة ياطر الجنوبية أبو قاسم كوراني -وهو صاحب معصرة في البلدة- أوضح أن "سعر تنكة الزيت (16 كيلوغرامًا أي ما يعادل 13 هقة) لا يقل عن 100 دولار وقد يصل الى 120 دولارا هذه السنة، والسبب أن نفقات معصرة الزيت زادت عن السنوات الماضية، فالمعصرة تحتوي على أكثر من 50 محرك كهربائي لتشغيل الأجران والمغاسل والمعدات الأخرى، ونتيجة العمل المتواصل خلال الليل والنهار تتعطل أكثر من 10 مولدات منها خلال الموسم، عوضًا عن صيانة المعدات بشكل سنوي والتي تتطلّب قطَع غيار يتم شراؤها بالدولار، هذا بالإضافة الى أزمة غلاء المازوت وزيت المعدات.

وأضاف كوراني أنّ "تكلفة "عصر" التنكة كانت حوالى 15 الف ، أما اليوم فقد باتت تكلف أكثر من 500 "، فيما كانت تكلفة إنتاجها لحين عصرها تكلّف 50 دولار أما اليوم أصبحت 70 دولار".

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!

أزمات قد تدفع بالمزارع للتخلي عن زراعة الزيتون! 

أحد المزارعين لفت لـ"العهد" الى أنّ زراعة الزيتون باتت تواجه أزمات عدة ربما تؤدي الى تخلي المزارع عنها، والتي أهمها الغلاء الفاحش الذي واكب سعر صرف الدولار، فأجرة العامل لا تقل عن 400 الف، وفلاحة "الدونم" حوالى المليونين بالإضافة الى رش المبيدات ووضع الأسمدة على جذوع الأشجار، وهذا يعني أن تكلفة التنكة أصبحت 50 دولارا إذا كان الموسم "كثير الخير" وإذا كان الموسم متوسطا أو قليلا فيفضل ترك حبوب الزيتون على الشجرة توخيًا لوقوع الخسارة خاصة أنه من المعروف أن شجرة الزيتون عادة ما تكون كثيرة الحبوب كل عامين.   

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!

مبادرة خيّرة لـ"جهاد البناء"

وسط هذا الواقع الصعب وعجز أرباب الأسر عن تأمين قوتهم السنوي من الزيت، برزت مبادرة خيّرة لمؤسسة "جهاد البناء" لمواجهة الأزمة قدر الإمكان. وفي هذا السياق، أكد مدير مديرية الجنوب في مؤسسة "جهاد البناء" المهندس قاسم حسن أن المؤسسة أطلقت حملة تشجيع زراعة الزيتون بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي قد يجعل كثيرين من أرباب المنازل عاجزين عن تأمين حاجة قوتهم السنوي من الزيت والزيتون لأولادهم، وذلك من خلال مندوبين ومزارعين ومتطوعين (من الفرق الكشفية أو من التعبئة التربوية)  في القرى يقسمون الى مجموعات يتلقون التدريب من مهندس زراعي مختص، يعمل على تدريب الناس على زراعة أغراس الزيتون وتعليمهم بعض الدروس عن كيفية الإهتمام بهذه الشجرة، وأحيانًا كثيرة يساعدونهم في عملية غرسها.

كما لفت حسن الى أن هذه الحملة تهدف للم شمل الأسرة، وتوفير اليد العاملة، ما يخفض تكاليف الإنتاج.

 زيت الزيتون لمن استطاع اليه سبيلًا!

لبنانالزيتونزيت الزيتون

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة