خاص العهد
بعد عملية عدي التميمي.. جيل الانتفاضة الثانية يفرض مقاومته
حسـن شـريم
في عملية فريدة من نوعها فاقت بجرأتها ما عداها من العمليات الفدائية داخل الكيان المحتل، نفّذ أمس المطارِد عدي التميمي من مسافة صفر عملية عند مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" بمشهد بطولي هزّ أوساط العدو، تصدى خلاله لرصاص قوات الاحتلال بجسده الذي مُزِّق بوابل من الرصاص الحي وبقي يقاوم حتى الرمق الأخير إلى أن ارتقى شهيدًا بعد أن قدّم نموذجًا يخلّده التاريخ المقاوم.
للوقوف على دلالات العملية، يحدثنا الصحافي الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي محمد عتيق فيقول لموقع "العهد الإخباري" إنّ "للعملية رمزية وميزات شكّلت صفعة مدوية للصهاينة، فعلى الرغم من المحاولات الحثيثة والمتوثبة لكيان الاحتلال لقمع النهج المقاوم وتمييع أصل الفكرة لدى الشباب الصاعد -عبر اللجوء إلى عدّة أساليب- إلا أنّ محاولاته باءت بالفشل وانقلب السحر على الساحر، فنجد الشباب اليوم في عمر العشرين يواجهون الاحتلال ويتصدون له بأجسادهم العارية وبالأسلحة الفردية ومعظمهم لا ينتمون لأي جهة سياسية بل ما يجمعهم هو قدس الأقداس والمسجد الأقصى".
ويضيف عتيق أنّ هذه العملية خلقت معادلة جديدة، فالتميمي أرعب المحتل منذ تنفيذه العملية الأولى منذ 10 أيام والتي قتلت على إثرها مجندة في جيش الاحتلال ولم يتوارَ عن الأنظار بل مارس حياته بشكل اعتيادي، علمًا أنه كان بإمكانه الانتقال إلى نابلس أو مخيم جنين للاختباء، خاصة وأن الاحتلال ما يزال يراقب مخيم شعفاط ويمارس التدقيق بكافة الوسائل، إلا أن التميمي أقدم بالأمس وبهدوء تام على تنفيذ عمليته الثانية متحديًا غطرسة ووحشية وتجهيزات ورصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وقاوم حتى الرمق الأخير فارضًا معادلة المواجهة وعدم الاستسلام لكل مُطارد، فطالما هو مشروع شهادة فلا بد من المقاومة والمواجهة الدائمة وتنفيذ العملية تلو العملية حتى الشهادة.
ويلفت عتيق إلى أنّ "هناك قوة من الشباب الثائر تشكّل اليوم جيل الانتفاضة الثانية وقوة تربك وترعب العدو الصهيوني ومن كافة الجهات يتصدّون للكيان، فدم الشهيد التميمي سيؤدي الى تعاظم العمليات الفلسطينية لمواجهة المحتل".
ويؤكد عتيق أنّ "ثقافة المقاومة الفردية في فلسطين تنسف إمكانية التفاوض من أجل السلم وتعزّز موقف المقاومة"، ويشير الى أنّ المحتل اليوم يعجز عن قمع مثل تلك العمليات والتي ينفذها شباب في عمر العشرينات، فالمقاومة ثقافة وواجب تتوارثه الأجيال".
وعن عودة الفصائل الفلسطينية إلى سورية وتأثيرها على تعاظم قوة المقاومة في الداخل الإسرائيلي وانعكاسه صدًا لوحشية وهمجية الكيان الغاصب، يعتبر عتيق أنّ "هذه الخطوة تعزّز الموقف المقاوم في الداخل وتنعكس إيجابًا على تمتين محور المقاومة في المواجهة مع الكيان المحتل"، ويجزم بأنّ "المواجهة الشاملة ونهاية الكيان الغاصب والمحتل ستكون قريبة، لكن الأمر يبقى رهن التطورات في الضفة الغربية وقطاع غزّة ولبنان وسوريا".