يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

إيران تخرج منتصرة.. أقوى من السابق
02/12/2022

إيران تخرج منتصرة.. أقوى من السابق

سندس الأسعد

تشهد الجمهورية الإسلامية في إيران عدوانًا جماعيًا قذرًا تقوده قوى الاستكبار وأدواتها الإعلامية. وتحتاج الحملات الإيديولوجية الإعلامية الحالية إلى شرعية داخلية لتقدم نفسها كغطاءٍ للحريات. والطريق الأقصر للترويج للهدف الاستكباري لتدمير الجمهورية الاسلامية من وجهة نظر واشنطن وحلفائها الغربيين، هو عبر إحاطته بغطاء مزيّف من شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو بالظبط ما يحدث في إيران حاليًا.

الدكتور في العلاقات السياسية في جامعة طهران فؤاد ازادي أكد في مقابلة لموقع "العهد" الإخباري أنّ "أعداد المشاركين في أعمال الشغب قليلةٌ جدًا، فإذا شاهدت مقاطع الفيديو التي تنشر في وسائل الإعلام الرئيسية، سترى أعدادًا قليلةً عمومًا بينما تغيب التغطية الإعلامية عن مئات آلاف المشاركين في المظاهرات المؤيدة لنظام الجمهورية الاسلامية والمعارضة لأعمال الشغب".

يُشدد الأكاديمي الإيراني على أن بلاده تشهد "حربًا هجينة وحرب تضليلٍ دعائيةً سوداء. لسوء الحظ يركز الإعلام الغربي المتواطئ على الفئة الثالثة ويتجاهل الضحايا الذّين قضوا للدفاع عن بلادهم وحماية شعبهم. وتُموَّل "إيران إنترناشيونال" و"BBC الفارسية" وغيرهما من المنصات الإعلامية المعادية من الحكومات الأمريكية والبريطانية و"الإسرائيلية" والسعودية".

كما قسّم الدكتور ازادي الشارع الايراني إلى ثلاث فئاتٍ: "أولًا، المضحون بحياتهم للجمهورية الإسلامية، حيث استشهد مؤخرًا أربعون عنصرًا من الباسيج خلال الهجمات الإرهابية، ثانيًا، المواطنون العاديون الذّين يناصرون وطنهم وتعارض الغالبية الساحقة منهم أعمال الشغب لأنها على دراية بما يحدث وترفض تحويل إيران إلى مثال شبيهٍ بسوريا أو ليبيا، ثالثًا، أقليةٌ صغيرةٌ تنقسم بين من بدأوا احتجاجاتهم انطلاقًا من شبهات اختُلِقت حول قضية موت الشابة مهسا أميني، وبين المرتبطين بالمعارضة المسلحة التي تدار من خارج إيران، وآخرين مرتبطون بوكالات استخباراتية أجنبية معادية".

إيران تخرج منتصرة.. أقوى من السابق

يجزم الدكتور ازادي أنّ "أعمال الشغب المشبوهة هذه ستنتهي قريبًا جدًا وستعود إيران أقوى مما كانت عليه، وهذه الممارسات ستنعكس على المدى الطويل على الأنظمة الأمريكية والكيان الصهيوني والسعودية التي ظلت ولسنوات طويلة مهتمةً بتأجيج ثورةٍ ملونةٍ في إيران لكنها فشلت".

يعتبر ازادي أن الخطاب الأخير لآية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي أرسل رسالةً واضحةً مفادها أنّ المواجهة الرئيسة هي مباشرة مع الولايات المتحدة وليس ضد الأدوات الداخلية المساهمة في الهجمات الإرهابية وأماكن المواجهة ستمتد على امتداد آسيا الغربية.

ازادي لفت الى أن "ما يحدث اليوم في العالم، وخلال الأشهر الأخيرة تحديدًا في أوكرانيا، هو دلالة على التحوّل الذّي يشهده العالم إلى عالم متعدد الأقطاب عاجلًا أم آجلًا، ستلعب فيه إيران دورًا محوريًا بعد التخلص من العقوبات الأمريكية الخانقة"، مستطردا: "يمكننا قراءة ما يحدث حاليًا كمحاولة لإضعاف إيران مسبقًا؛ وحسب السياق الجيوسياسي ستفشل محاولاتهم لأنّ الفشل كان حليفهم الوحيد على مدى العقود الأربعة الماضية".

تحكم الغرب بالعالم على مدى عقودٍ، بحيث غيّر خرائطه وسرق ثروات الشعوب متذرعًا بعناوين حماية الحقوق وفرض الديمقراطيات. هذا الغرب لا يقبل ــ بأيّ شكلٍ من الأشكال، وجود نموذجٍ سياسي مستقل وحيوي يعارض استكباره وغطرسته بما يهدد نفوذه في العالم، وهو ما يبرر هستيريته العدائية تجاه طهران بسبب استقلال نظامها السياسي وتمسكها بالحضارة الإسلامية ورفضها قبول هيمنته والتحدي الذّي يفرضه حضورها في الميادين الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية.

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: خاص العهد