طوفان الأقصى

خاص العهد

عبد الله بن زايد في سوريا للمرة الثانية خلال الأزمة
06/01/2023

عبد الله بن زايد في سوريا للمرة الثانية خلال الأزمة


محمد عيد

تتسارع خطوات الانفتاح العربي والإقليمي على سورية على نحو أخذ طابع التسابق الضمني فيما بينهم ، ففي الوقت الذي جهر الأتراك فيه برغبتهم في التواصل مع القيادة في دمشق استعادت الإمارات زخمها الريادي إقليمياً في الإنفتاح على هذه القيادة التي زارها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد للمرة الثانية خلال الأزمة فاتحاً باب الحوار أمام طرح العناوين السياسية الكبرى في المنطقة دون أن يغفل أهمية دور الاقتصاد في التشبيك المأمول بين الفرقاء المتنازعين.

عضو مجلس الشعب وليد درويش: بن زايد لا يمثل الإمارات وحدها

يؤكد عضو مجلس الشعب السوري وليد درويش أن الإنفتاح العربي والإقليمي على سوريا بقي ولا زال محكوماً بعوامل كثيرة قبل أن يسير وفق خطوات محسوبة ولكنها ثابتة.

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار درويش إلى أن الجميع يعلم جيدًا أن سوريا هي محور أساسي في جامعة الدول العربية وهي من مؤسسي هذه الجامعة وأن ثقل الجامعة العربية كان في وجود سوريا، فبعد أحد عشر عاماً من الحرب الإرهابية التي فرضت على سوريا اختلف الوضع سياسياً بعد أن انتصر الجيش السوري على الإرهاب وبالتعاون مع حلفائه سواء كانت المقاومة الإسلامية في لبنان أو الجمهورية الإسلامية في إيران الذين قاتلوا إلى جانب الدولة السورية لذلك كان هذا الانتصار بمثابة الركيزة الأساسية لحل سياسي على النحو الذي تريده الدولة السورية وليس كما يريده المحور الآخر".

وشرح عضو مجلس الشعب السوري في حديثه لموقعنا مواقف الدول العربية منذ بداية الأزمة تجاه دمشق مشيراً إلى أن عمان لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بل وقفت في خط التوازن العربي وكانت هناك بعض الترددات والذبذبات العراقية تبعاً للحكومة الموجودة في بغداد والضغوطات الأمريكية.

أما الإمارات فقد دخلت إلى البوابة السورية من خلال طرحها عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات بدعوة من رئيسها.

ولفت درويش إلى أن النقاشات التي دارت بين الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية الإماراتي كانت نقاشات "بناءة تلخص جلها حول فكرة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والإنفتاح العربي عليها وليس العكس".

ولفت عضو مجلس الشعب السوري كذلك إلى أن الدور المصري يملك طروحات إيجابية حول الوضع في سوريا والدولة السورية لا تغلق أبواب الحوار أبدًا.

وحول العلاقة مع تركيا شدد درويش على أن التقارب الذي يريده التركي يعكس مصالح تركيا فقط لا غير من خلال السعي للحصول على مكاسب انتخابية وسياسية ومع ذلك فإن الدولة السورية وافقت على عقد لقاءات أمنية وسياسية رغبة من الدولة السورية في الحصول على مكاسب تخص الشعب السوري سواء من الناحية الاقتصادية أو لجهة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية واستعادة إدلب كاملة وهذا كله يتلخص بفكرة أن سوريا ذاهبة نحو مرحلة جديدة في الحرب وهي مرحلة الانتصار السياسي المعلن، حيث يعلم الجميع أن هناك اتصالات أمنية تجري مع السعودية والكثير من الدول العربية لأن سوريا اليوم باتت خزانا أو بنكا أمنياً من المعلومات ليس فقط على مستوى الوطن العربي بل للعالم أجمع، فكل هؤلاء الإرهابيين الذين أتوا من الدول الأفريقية والدول العربية وقاتلوا في سوريا تملك الاستخبارات السورية معلومات كبيرة عنهم وعن خلاياهم والجميع يبحث عن هذه المعلومات سيما بعد أن تبين لهم أن القيادة السورية هي الممثل الشرعي للشعب السوري بكل أطيافه".

الخبير الاقتصادي عمار يوسف: فتش عن الاقتصاد

الخبير السياسي والاقتصادي عمار يوسف أشار من جهته إلى أنه لا يمكن أخذ الزيارة الإماراتية إلى سوريا ممثلة بوزير خارجيتها بـ"البند التكتيكي" وانما لها أبعاد استراتيجية كبيرة ودلالات إقليمية.  

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد يوسف أن الموقع الجغرافي لسوريا من خلال كونه يقع في مركز الوسط بين القارات الثلاث والعالم القديم إضافة إلى تكاليف التجارة التركية الباهظة فيما بينها وبين دول الخليج بعد استحالة مرورها ضمن الأراضي السورية خلال الأزمة ولعل الاستقرار الاقتصادي في المنطقة كلها مرتبط بسوريا بطريقة أو بأخرى.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن الزيارة الإماراتية هي زيارة لها أبعاد اقتصادية بداية ونهايةلتسهيل الترابط الاقتصادي بين تركيا والخليج نظراً لسنوات الجفاء الطويلة بين الحكومتين السورية والتركية والذي أدى إلى انقطاع هذا الشريان الأساسي والمهم الذي يصل بين أوروبا وتركيا مع الخليج العربي برا. ولفت يوسف إلى أن الإمارات لم تأت من تلقاء نفسها بل هي ممثل لكل دول الخليج إضافة إلى وساطة تركيا مع الروس بشكل دائم لإعادة العلاقات مع دمشق بطريقة أو بأخرى حتى لو كان الثمن غاليًا بالنسبة للأتراك.

واضاف الخبير السياسي والإقتصادي في حديثه لموقعنا إلى أن المعطيات كلها تؤشر بشكل واضح وصريح الى أنه لا يمكن الاستغناء عن دمشق بأي حال من الأحوال.

الإمارات العربية المتحدة

إقرأ المزيد في: خاص العهد