طوفان الأقصى

خاص العهد

سوق سخانات المياه بواسطة الغاز ينشط وهكذا تستفيد دون مخاطر..
07/01/2023

سوق سخانات المياه بواسطة الغاز ينشط وهكذا تستفيد دون مخاطر..

علي ماضي

يقول المثل "الحاجة امّ الاختراع"، أمّا في لبنان فالحاجة للشيء تصبح تجارة وبابًا لجني الأرباح. وهذا ما حصل في مسألة انقطاع الكهرباء والحاجة إلى بديل لدى المواطنين، فما إن تطلّ تقنية جديدة حتى تنهمر الماركات إلى السوق وتكثر الإعلانات ويصبح من له علاقة بالمصلحة ومن لا خبرة له فيها يتعهد مشاريع بعضها ينجح وبعضها يلاقي الفشل، وتكون الخسارة على المواطن.

هذا ما حصل في موضوع ألواح الطاقة الشمسية، وما ترتّب عليها من آثار سلبية على السلامة العامة، وأدت لخسائر بشرية عدا عن المادية منها، والجديد اليوم على الساحة هو سخانات المياه العاملة على الغاز.

وكثرت في الفترة الأخيرة هذه "الموضة" للاستفادة من المياه الساخنة في المنازل لكونها أوفر من فاتورة الكهرباء التي لا يراها المواطن أصلًا إلا نادرًا، إضافة لسرعتها في تزويد الصنابير بالمياه الساخنة خلال لحظات.

وعلى الرغم من أنها ليست بشيء جديد، إلا أنها لاقت رواجًا كبيرًا وارتياحًا وبديلًا عن السخانات العادية العاملة بالكهرباء.

فاتورة الاشتراك الى انخفاض 

فيصل، مواطن لبناني يقطن في بيروت استخدم هذه التقنية من حوالي شهرين، وهو يشير في حديث لموقع "العهد" الإخباري الى أنه منذ تركيبه لهذا السخان خفّض فاتورة الاشتراك (نظرًا لاختفاء كهرباء الدولة منذ أشهر)، كما أنه كسب الوقت في سرعة تسخين المياه سواء للاستحمام أو الاستخدامات الأخرى.

ربّ العائلة المكوّنة من 4 أشخاص، تكفيهم قارورة الغاز سعة 10 كيلوغرامات حوالي الشهر، رغم أن المصروف كبير بحسب ما يقول "كل يوم نستحم جميعًا في المنزل، عدا عن استخدام المياه الساخنة في الجلي وغسل اليدين"، وهو لا يشكو من أيّة مخاطر لهذا النظام فقد وضع السخان وقارورة الغاز في حمام لا يستخدمه، لأنه يعرف أن هناك انبعاثًا للغاز المحترق قد يؤدي للاختناق.

سوق السخانات ينشط

متعهّد التدفئة المركزية علي حمدون يتحدث لـ"العهد" عن أنواع كثيرة من السخانات العاملة على الغاز، وهي تقسّم من حيث سعتها من الليترات من المياه، 5- 10- 12 ليتر، إضافة إلى تقسيمها بحسب بلدان المنشأ كالصين ومصر وإيطاليا وألمانيا وتونس واليابان، كما توجد سخانات تعمل للتدفئة المركزية وهي قليلة الطلب في لبنان.

حمدون يلفت إلى أن السخانات المصرية الصنع هي أكثر طلبًا في لبنان حاليًا، نظرًا لجودتها وسعرها الجيد، وهي بسعة 10 ليترات، مشيرًا إلى عدم وجود سعر موحّد في هذا الإطار، إذ إن لكل شركة سعرها، بحسب الجودة، وتبدأ من الصيني بمبلغ 110$ وصولًا إلى الألماني الذي يصل إلى 400 دولار أميركي، وهذا لا يشمل كلفة التركيب (حوالي 30$) وكذلك البضاعة المستخدمة (حوالي 20$).

الأمان موجود ولكن!

حمدون لا ينصح ولا يقبل أن يقوم بتركيب السخان في مكان مغلق، أو في الحمام الذي سيستخدم للاستحمام، والسبب أن احتراق الغاز خلال تسخين المياه يصدر غاز الـ CO (أوكسيد الكربون) الذي يحرق الأوكسيجين الموجود في المكان، والشخص الموجود في الحمام لا يشعر به ويتنشقه، إلى أن يسقط فجأة متأثرًا بهذا الغاز.

كما يؤكد على أن لا يتعدى وقت استخدام السخان أكثر من 20 دقيقة، والأفضل أن ينتظر حتى يبرد لكي يستخدمه شخص آخر، ذلك لأن المواسير إذا بقيت بحالة سخونة وارتفعت حرارتها بشكل كبير، ستنتقل الحرارة إلى باقي جسم السخان الذي يحوي على البلاستيك وقطع كهربائية، ما يشكل خطرًا على السلامة.

وإذ يؤكّد حمدون أن لا خطر لتسرّب الغاز أو انفجار السخان، يشير إلى أن المشكلة التي قد تطرأ يمكن أن يكون لها علاقة بخلل في التصنيع من المصدر، لأن ما بداخل السخان هو مواسير (قطاسل) نحاسية يمرّ فيها الماء ويقوم الغاز بتسخينها بعد اشتعاله، أما الانفجار -إن كان سيحدث- فهو متعلق بقارورة الغاز وليس بالسخان بحد ذاته.

وبخصوص الأخبار المتداولة عن وفاة أشخاص بسبب تنشق الغاز، لا يجزم حمدون بأنها حصلت بسبب السخانات، وإن كان تنشق غاز CO في مكان مغلق فيه سخان على الغاز قد يودي بحياة الشخص إن لم يتم إسعافه بشكل مناسب، وهذا متعلّق بوعي الشخص الذي يستفيد من هذه التقنية.

ويشير حمدون إلى أن بعض السخانات تعمل على صفر بار (وحدة قياس الضغط)، وبعضها لا يعمل إلا إذا كان ارتفاع المياه فوقها أكثر من 5 أمتار ولا يفتح صبّاب الغاز في غير هذه الحالة، وعادة عندما يفتح صنبور المياه (الحنفية) تجري المياه في السخان ويبدأ عملية التسخين مباشرة، وعند إقفال الصنبور تتوقف عملية التسخين وبالتالي يُطفأ السخان تلقائيًا.
كما يشدد حمدون على ضرورة تركيب بطارية أصلية، وهي المسؤولة عن إعطاء الأمر بإشعال أنبوبة الغاز لبدء عملية التسخين، كما أنها تعطي الأمر لصبابات الغاز أن تفتح وتغلق.

السخان لا يحتاج للكثير من الصيانة

بحسب حمدون، من يقوم بعملية التركيب ليس له باعٌ في الصيانة الداخلية للسخان، وإن حدث أي عطل يؤخذ إلى أشخاص ذوي اختصاص بصيانته، مشيرًا إلى عدم وجود مشاكل تذكر.

أما المصروف، فبالمقارنة مع تسخين المياه بقِدر على غاز الطهو فالسخان أوفر بالطبع، ويعطي مثًلا أن منزلًا مؤلفًا من 5 أفراد تكفيه قارورة الغاز حتى 3 أشهر في حال استخدامها فقط للاستحمام بمعدل طبيعي، نظرًا لسرعة تسخينه للمياه، التي تمرّ بداخله في مواسير نحاسية، وهو شكّل حلًا للكثير من المواطنين في ظل انقطاع الكهرباء المستمر منذ أشهر.

ويلفت إلى وجود بعض الإهمال في التركيب وفي اختيار نوعية رديئة من السخانات، حيث تلجأ الناس إلى الأرخص ثمنًا، لكن لهذا مخاطر، إذ إن البعض يشتري هذه السخانات عبر مواقع الكترونية "الأونلاين"، ولا يمكن بعدها أن يطال المصدر، وبذلك يخسر ماله.

وهنا ينصح بشراء بضاعة مجرّبة وأن يسأل من يريد تركيب هذا النظام جيرانه أو أشخاصًا سبق وجرّبوا نوعًا معينًا من السخانات، وأن يكون مصدر البضاعة شركة تقدّم كفالة لمنتجها إن حدث فيها أي عطل أو مشكلة، كذلك لا بد من اختيار المكان الصحيح للتركيب داخل المنزل، مع لحظ أن توجد تهوئة، إضافة لبطارية ذات جودة عالية.

وإذ يشير إلى أن لوزارة الصحة دورًا في هذا الموضوع، لما يتعلق بمادة الـ CO وتنشقها، يأسف حمدون لغياب الدور الرقابي من أجهزة الدولة على مستوى الوزارات أو البلديات لجهة الكشف على التركيب والسلامة العامة، آملًا أن تكون هناك خطوات مستقبلية رقابية في هذا المجال.

كيفية عمل السخان الفوري على الغاز

يقوم مبدأ عمل السخان الفوري على تحسّس جري المياه داخل المواسير المنزلية، والذي يكون نتيجة فتح صمام (حنفية) الماء الساخن في أحد حمّامات المنزل أو في المطبخ، عندها يقوم هذا السخان بالاشتعال لتسخين المياه داخل المواسير التي تمر داخله، حيثُ يتم تسخين المياه لإيصاله لدرجة الحرارة المطلوبة والتي يمكن التحكّم بها، ويستمر السخان الفوري في تسخين المياه بشكل متواصل طالما هناك تدفق للمياه.

وفي الغالب، فإنّ السخانات الفورية تعمل على الغاز المنزلي، إمّا من خلال تمديدات الغاز المركزي، أو من خلال توصيله بأسطوانة الغاز المنزلية، والذي يكون ضرورياً لإحداث الشعلة اللازمة لتسخين المياه داخل الأنابيب المارّة من خلال السخان. والبعض الآخر يعمل على الكهرباء من خلال وجود وحدة تسخين خاصّة سريعة التسخين.

لبنانالكهرباء

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة