يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

متى ستنتهي الهزات الأرضية في لبنان؟ 
21/02/2023

متى ستنتهي الهزات الأرضية في لبنان؟ 

إيمان مصطفى

حينما بدأت الأرض تهتز بشدة أمس الاثنين ظنّ اللبنانيون أنهم على موعد مع زلزال مدمّر على غرار ما حصل في تركيا وسورية. عمد بعضهم سريعًا الى الهرب للشارع، فيما بات البعض ليلته في الأحراش والآخر في السيارة على سبيل النجاة في حال حدوث زلزال. 

الهزة جاءت نتيجة زلزال وقع في منطقة أنطاكية جنوب تركيا على خط زلازل مختلف عن الزلزال الذي وقع في السادس من شباط الحالي وأصاب جنوب تركيا وشمال سورية ونتجت عنه كارثة إنسانية شعر بها اللبنانيون الذين تعبوا من هذا الواقع. كثرة الهزات الأرضية وتتاليها أثار الذعر في أوساطهم وهم يردّدون: إلى متى سيبقى الحال كذلك؟

"نحن في منطقة زلزالية وعلينا أن نتقبل الفكرة"، يقول الخبير الجيولوجي البروفيسور ويلسون رزق لموقع "العهد"، ويضيف في الوقت نفسه "إن الزلزال بعيد عن لبنان".

يشرح رزق أن لبنان يقع ضمن 3 فوالق جيولوجية أساسية، فيما يتفرّع عنها فوالق جانبية عدة، لافتًا إلى أن الفوالق الزلزالية الرئيسية التي تمر بلبنان تتحرك بشكلٍ دائم ومستمر، وبالنتيجة، يكون لبنان سنويًا مسرحًا لهزات أرضية تتدرج قوتها بين 3 و5 درجات على مقياس ريختر.

ويؤكد رزق أن لبنان حاليًا ومستقبلًا سيشهد هزات خفيفة جدًا، اذ يُعد من البلدان التي تعرف نشاطًا زلزاليًا، لذلك نرصد من 10 لـ 20 هزة في لبنان يوميًا بدرجة 2 إلى 3 على مقياس ريختر، إلا أنه ما من أحدٍ يشعر بذلك. ويوضح أن المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية يسجل شهريًا ما بين 40 و60 هزة، قوتها أقل من 3 درجات على مقياس ريختر، ولا يشعر بها الناس، وهذا قبل أن يقع الزلزال في تركيا وسورية. 

رزق يقول "إن الهزة تأتي أقوى من غيرها أحيانًا، خصوصًا بعد الزالزل المدمّر"، مبينًا أننا ما زلنا في طور الهزات الارتدادية التي قد تستمر لعدة شهور، مضيفًا في الوقت نفسه "إن قوة الهزات الأرضية ستخف وتضمحل تدريجيًا وستنتهي". 

يعود ويذكر أن تحركات الفوالق طبيعية يعني أننا سنعود للهزات الخفيفة التي كانت تحدث يوميًا في لبنان منذ ما قبل الزلزال، وستبقى كذلك مئات السنين.

الخبير الجيولوجي يستنكر الأخبار الكاذبة والتهويل الذي لا أساس له من الصحة، وخاصة ما تداوله ناشطون مؤخرًا عن حصول تصدّعات في صخور أحد شواطئ منطقة عدلون - جنوب لبنان، فيما تحدث آخرون عن انحسار مستوى مياه البحر في المنطقة نفسها، مما ينذر بتسونامي مدمّر في لبنان، مشددًا على أن كل ما ورد بعيد كل البعد عن الواقع، ويشير إلى أن الفالق البحري الموجود في لبنان أيضًا يتحرّك بشكل طبيعي.

ويشدد على أن لا علاقة بالهزات أو الزلزال الأخير بتراجع مستوى مياه البحر في تلك المنطقة أو في أي منطقة أخرى، فهناك الكثير من العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تصدّعات في بعض الصخور البحرية، كما يستغرب رزق ربط بعض من يطلقون على أنفسهم لقب "مختصين" حركة الكواكب بالنشاط الزلزالي، مؤكدًا أنها خرافات لا أساس علميا لها، ويلفت في هذا السياق إلى أن الزلازل تحدث نتيجة اصصدام الصفائح مع بعضها بعضا وتدافعها. 

رزق يلفت إلى أن التسونامي يحصل كل 1500 سنة مرّة، وآخر تسونامي حصل في لبنان عام 550، ولا يمكن القول إن لبنان سيشهد مثل هذه الظاهرة، ويُطمئن عبر "العهد" المواطنين قائلًا "إنه ما من داعٍ للهلع"، مضيفًا: "كما يجب الا يخرج الناس من المنازل والسير في الطرقات أو النوم بالسيارات"، داعيًا إياهم الى استقاء المعلومات من الخبراء الموثوقين وليس "المنجمين"، مناشدًا أصحاب الاختصاص تجنب نشر الكلام الفارغ وبث الرعب في النفوس الأمر الذي وصفه بـ "الإجرام".

لبنانالكرة الارضية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة