نصر من الله

خاص العهد

مسؤول لجنة الإصلاح في حزب الله لـ"العهد": أمن الناس خط أحمر
25/02/2023

مسؤول لجنة الإصلاح في حزب الله لـ"العهد": أمن الناس خط أحمر

حسن نعيم

كغيرها من المناطق اللبنانية تعاني منطقة بعلبك من غياب الدولة بأجهزتها كافة لا سيما الأمنية منها. غير أن هذه الأزمة كانت أشد وطأة على هذه المنطقة بسبب الأزمة الاقتصادية والتركيبة الاجتماعية القائمة على أساس عشائري ينحو منحى الأمن الذاتي في عز وجود الدولة، كيف الحال اذا كان أن وجود هذه الدولة منذ الاستقلال رمزيًا بعيدًا  كل البعد عن الهيبة الحقيقية للدولة المفترضة؟

في بلد قائم على التوازنات الطائفية والمذهبية والكتل، ضعفت في الآونة الأخيرة الدولة ككتلة كبيرة مهيمنة وفاعلة ترهلت أجهزتها الأمنية الى حد التلاشي، فنمت الكتل الأخرى وازدهرت وبادرت إلى اقتناء أسلحة متوسطة وثقيلة مدفوعة بسباق محموم نحو التسلح مترافق مع حالات إعلامية واستعراضات وفيديوهات تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي أولًا بأول.
إزاء هذا الواقع المتفلت أمنيًا أنشأ حزب الله "لجنة الإصلاح" برئاسة السيد فيصل شكر لفض النزاعات والحؤول دون تفاقمها وإسالة المزيد من الدماء.

في حديث لموقع "العهد" الإخباري يتحدث مسؤول لجنة الإصلاح في حزب الله السيد فيصل شكر عن الهدف من انشاء اللجنة: "تم انشاء لجنة الإصلاح في حزب الله لإحلال الأمن الاجتماعي ودرء الفتنة بين الناس وهذه الوظيفة من أقدس الوظائف التي أوكلت للأنبياء والأوصياء والعقلاء من الناس، من هنا تأتي إقامة لجان الإصلاح كحاجة وضرورة من أجل تحقيق الأمن الاجتماعي سواء أكان هذا الأمر أمرًا عائليًا أو مناطقيًا وما شاكل ذلك، وأعتقد أنه ينبغي انشاء لجان الإصلاح في كل المناطق كي يصل المجتمع إلى الأمن والأمان وتأمن الناس في مدنها وقراها".

مسؤول لجنة الإصلاح في حزب الله لـ"العهد": أمن الناس خط أحمر

وحول العوائق التي تواجه لجنة الإصلاح في تحقيق مقاصدها يذكر السيد شكر في طليعتها "غياب الدولة والنظام العام في لبنان والتعصب العشائري والعائلي والجببي، فلو أن الأجهزة الأمنية والقضائية تقوم بواجباتها كما يجب لسهّلت مهمتنا وتمكنا بيسر من حل الكثير من المشاكل العالقة والتي لم تجد حلولًا لها بالرغم من مرور سنوات عليها".

أما فيما يرتبط بانجازات لجنة الإصلاح فيقول السيد شكر "الإنصاف يقتضي القول إن لجنة الإصلاح ليست الأولى في المنطقة فالمصلحون والحكماء الذين يعملون على إخماد الفتن وحجب الدماء موجودون حتى قبل تأسيس حزب الله، ومع وجود حزب الله تم تزخيم هذه الحركة الإصلاحية. وقد كان للوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك اياد بيضاء في رعاية الكثير من المصالحات في المنطقة. وفيما يتعلق باللجنة التي أخذت شكلًا تنظيميًا مؤسساتيًا لها مندوبون على امتداد المنطقة فقد أنجزت مئات المصالحات بمعدل وسطي يبلغ مئتي مصالحة في العام، ليس في لبنان فحسب وانما في سوريا أيضًا، هذا فضلًا عن المصالحات الصغرى التي نجحت في لم الشمل وإصلاح ذات البين. وقد أصبح مركز المصالحات مقصدا لكل طالبي فض النزاعات وحل المشاكل بين الناس في لبنان والمنطقة وحتى في بلاد الاغتراب".

وينهي السيد شكر حديثه بمطالبة الدولة بالتدخل الحاسم لمنع اختلال الواقع الأمني لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي يعيشها اللبنانيون وخصوصًا في منطقة البقاع فالوضع مرشح لمزيد من اختلال الواقع الأمني وازدياد المشاكل بشكل ملحوظ وهذا ما لن نسمح به على الاطلاق لأن أمن الناس خط أحمر ولا يجوز المساس به مهما كانت النتائج. فالناس التي ضحت وقاومت وقدمت خيرة شبابها للحفاظ على أمن وكرامة الوطن لن نفرط بأمنها وكرامتها بأي حال من الأحوال وتحصين مجتمع المقاومة هو هدف من أهداف حزب الله ولجنة الإصلاح أحد تشكيلاته التي وضعت خدمة الناس على رأس أولوياتها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد