طوفان الأقصى

خاص العهد

مارك ميلي في التنف.. الاحتلال يخشى المقاومة الشعبية
06/03/2023

مارك ميلي في التنف.. الاحتلال يخشى المقاومة الشعبية

محمد عيد

لا يمكن النظر إلى زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي إلى قاعدة التنف في سوريا باعتبارها زيارة روتينية لمسؤول رفيع يتفقد أحوال جنود بلاده الذين يتمركزون بطريقة غير شرعية في سوريا بل لا بد من النظر اليها في إطار ترتيبات كبرى قد تستهدف الإعداد لتصعيد كبير قد يصل إلى اندلاع حرب كبرى في المنطقة لا سيما وأن زيارة ميلي قد جاءت بعد ساعات من زيارة قام بها إلى فلسطين المحتلة حيث يتوعد قادة الاحتلال الإسرائيلي هناك بإشعال المنطقة خوفاً من تنامي قوة محور المقاومة من جانب وهربا من الصراعات البينية داخل الكيان من جانب آخر.

جزء من خطة شاملة

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد قاسم قنبر أن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي إلى قاعدة الاحتلال الأمريكية في التنف تعتبر الأرفع لمسؤول في قوات الاحتلال الأمريكي منذ تواجدها غير الشرعي فيه العام ٢٠١٤.

وفي تصريح خاص بموقع " العهد" الإخباري أشار العميد قنبر إلى الزيارة ليست حدثا معزولاً عما سبقها من زيارة مارك ميلي نفسه الى الكيان الصهيوني الذي يقرع طبول الحرب على نحو اضطراري هذه المرة، وأضاف أن الزيارة كذلك غير معزولة عن تلك التي سيقوم بها وزير الحرب الأمريكي إلى المنطقة ويلتقي فيها عدداً من قادة الدول التابعة لواشنطن حيث يمكن أن تبحث في التصعيد الكبير الذي يمكن أن يحصل والذي وشى به الإعلام الصهيوني على خلفية أن الأمور يمكن أن تخرج عن السيطرة إذا ما استمرت إيران في العمل ضمن برنامجها النووي.

أولوية حماية الجنود الأمريكيين

وشدد العميد قنبر في حديثه لموقعنا على أن الإعلان الأمريكي على أن الهدف من الزيارة هو "تقييم مهمة عمرها ٨ سنوات لمحاربة تنظيم داعش مع مراجعة إجراءات حماية القوات الأمريكية من أي هجوم" هو أمر مثير للسخرية في شقه الأول على اعتبار أن كل هجمات "داعش" على قوات الجيش العربي السوري والمواطنين الأبرياء كانت تأتي انطلاقا من قاعدة التنف نفسها التي زارها ميلي وكانت تأخذ طابعا كيديا يرتبط بالنجاحات التي يحققها هذا الجيش.

ويضيف الخبير العسكري والاستراتيجي أن الجانب المتعلق بحماية القوات الأمريكية من أي هجوم هو فعلاً في صلب زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حيث كثفت المقاومة الشعبية في المدة الأخيرة من وتيرة هجماتها على القواعد الأمريكية المتواجدة في سوريا الأمر الذي أشعر جنود الاحتلال الأمريكي في هذه المناطق بأن حياتهم على المحك لا بل إنها في متناول من يهاجمهم ممن يريد أن يرسل لهم "رسالة إنذار بوجوب الانسحاب من المنطقة أحياء قبل أن يعودوا في توابيت".

واستدل العميد قنبر في حديثه لموقعنا على ذلك بالإشارة إلى دقة الإصابات في المناطق التي استهدفتها الصواريخ والمسيرات التي تطلقها المقاومة الشعبيّة كما حصل في استهداف مهابط الطيران المروحي في قاعدة العمر في دير الزور.

وأشار العميد قنبر في حديثه لموقعنا إلى أنه كان لافتاً إعلان الجيش الأمريكي قبل مدة عن إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية في شمال شرق سوريا بعدما نجحت في التحليق لساعات طويلة في الأجواء دون أن يشعر بها أحد وينسحب الأمر كذلك على وصول ثلاث مسيّرات إلى قاعدة التنف نفسها قبل شهرين واستهدافها بعدة صواريخ أدت إلى حصول اضرار مادية بليغة فيها الأمر الذي دفع قوات الاحتلال الأمريكي إلى القيام بإجراءات سريعة لم يثبت حتى الآن أنها فعالة وتتعلق بالاعلان عن الإتيان بأنظمة دفاع جوي لحماية هذه القاعدة وبقية القواعد الأخرى فيما تبدت هستيريا الخوف في استعمالها لهذه المضادات المتطورة والباهظة التكاليف في إسقاط إحدى المسيرات التي استهدفت حقل العمر النفطي. تبع ذلك إطلاق بالونات حرارية مزودة بكاميرات وأنظمة مراقبة في الأجواء لرصد المناطق التي تنطلق منها المسيرات والصواريخ فيما ألقت الطائرات الأمريكية منشورات تعد بمبالغ مالية لكل من يدلي بمعلومات في هذا السياق.

دمشق تدين الخطوة الأمريكية

وكانت دمشق قد انتقدت زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية إلى قاعدة التنف غير الشرعية في سوريا مطالبة الإدارة الأمريكية بالتوقف فوراً عن انتهاكاتها الممنهجة والمستمرة للقانون الدولي ووقف دعمها لفصائل مسلحة انفصالية.

قواعد الاحتلال الاميركي في سوريا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة