آراء وتحليلات
06/03/2023
زيارة ميلي.. هل تنعش "قسد"؟
خليل نصر الله
زيارة غير معلن عنها مسبقًا، قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إلى سوريا، حيث ترابط قوات أميركية بشكل غير شرعي في المنطقة، وتدعم ميليشيات محلية تعمل وفق مصالحها.
الزيارة تعتبر الأهم لناحية شخص ميلي، وهو أعلى شخصية عسكرية أميركية تزور شمال شرق سوريا، منذ دخول الولايات المتحدة الأميركية عبر مستشارين عام 2014.
قد لا يكون ميلي التقى قيادات ميليشيا "قسد" والإدارة الذاتية، خاصة مع تضارب بالأنباء إن كان حط في "التنف" أم زار قاعدة أخرى في شمال شرق البلاد، لكن مجرد وجوده في سوريا، وبغض النظر عن الأهداف من جولته، فهو يعطي دفعًا للمليشيات التي تدعمها واشنطن خاصة الانفصالية منها.
بعد كارثة الزلزال، التزمت ما يسمى "الادارة الذاتية" بالتوجيهات الأميركية وقانون "قيصر" المستثناء منه بكثير من المجالات، وجل ما فعلته هو ارسال مائة شاحنة محروقات، دون تغطية اعلامية، قبل أن تحاول لاحقًا مد مناطق "كردية" ببعض المساعدات.
كان من المفترض أن تفتح "كارثة الزلزال" بعض الأبواب المغلقة بين دمشق و"قسد"، وتعطي دفعًا لحوار تخوضه "قسد" مباشرة أو بوساطة روسية، لكن الوقائع والمعطيات المتوفرة بينت عكس ذلك، إذ تصرفت تلك الميليشيا وفق الإرادة الأميركية وكأن ما حصل في سوريا لا يعنيها، وهو ما يبين بعض توجهاتها الانفصالية، وفقدانها للإرادة والقرار.
ودون الغوص بكثير من المفاصل والوقائع لطبيعة هذه الميليشيا، يكفي استحضار ما حصل عام 2019، لتبيان كيفية "انتعاشها" أمام أي تصريح أميركي، والاستناد إليه للتراجع عن التزمات تقدمها. عام 2019، تقربت من دمشق أبان عملية ما سمي "نبع السلام" التي نفذتها تركيا شمال البلاد. وسرعان ما وقعت "الإدارة الذاتية" اتفاق "منبج" والذي قضى بدخول الجيش السوري الى المنطقة الحدودية من منبج وصولا إلى المالكية، كي يحد من العملية التركية، من جهة، ومن جهة أخرى يستعيد السلطة على الأرض. كانت "قسد" مستعدة لتقديم الكثير، وهي تراقب تصريحات الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" الذي كان سقفه ترك سوريا والبقاء عند آبار النفط، لكن تصريحات أميركية صدرت من القيادة الوسطى تحدثت عن مواصلة دعم القوى المحلية التي تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي، وأن واشنطن ستحتفظ بوجود عسكري هناك، وهو ما أوضحه لاحقًا قائد القيادة الوسطى آنذاك كينيث ماكينزي، بقوله: سنقلل عديد القوات من أجل بقاء طويل الأمد. هذه التصريحات دفعت الأخيرة إلى فرملة اندفاعتها، والعودة إلى ذات الرهان على الأميركيين.
ولاحقًا علق وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" قائلا: "إن وحدات الحماية تراجعت عن التفاوض مع دمشق بعد إعلان الولايات المتحدة إبقاء قواتها في شمال شرق سوريا".
تصريحات رأس الدبلوماسية الروسية التي تتوسط بلاده التفاوض في بعض الجوانب، وتعمل على تذليل بعض العقبات، والتي عززت وجودها عسكريًا في مناطق الشمال، تحديدا في القامشلي، والمنطقة التي دخلتها الى جانب القوات السورية وفق اتفاق منبج، كانت تشير بوضوح إلى أن التفاوض مع "قسد" مضيعة للوقت لارتهان الأخيرة إلى إرادة الأميركيين.
بعد زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة "مارك ميلي"، من الواضح أن القوى الانفصالية ستواصل ذات السلوك الذي انتهجته في الماضي، وهو قد يؤثر على كثير من الخطوات المفترض التفاهم حولها مع دمشق، خاصة أن الأخيرة وفي تفاوضها غير المباشر مع تركيا تعيد رسم شيء من الخارطة شمالا وبهدوء دون استعجال، وهو ما قد ينعكس سلبا على أي تواجد انفصالي شمال البلاد، حتى وإن كانت تدعمه واشنطن.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
09/06/2023
دمشق وبغداد ومحطات الالتقاء
08/06/2023
اسماعيل ناصر.. نموذج مقاومة الشعب
07/06/2023
محمد صلاح.. وحدة المصير
07/06/2023
الامام الخميني وشمولية الثورة الاسلامية
التغطية الإخبارية
الإتحاد العمالي العام: لعقد جلسة تشريعية ليتمكن موظفو الدولة من قبض رواتبهم
لبنان: توقيف 3 مطلوبين في كورنيش الميناء بطرابلس
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو يصل إلى كييف في زيارة مفاجئة
طقس لبنان غدا غائم وانخفاض طفيف بدرجات الحرارة
لبنان| الأشقر: نسبة الحجوزات الفندقية لهذا الصيف لا تتجاوز الـ 25%
مقالات مرتبطة

رغم تهديدات "قسد": فلاحو الحسكة يسوّقون قمحهم في مراكز الدولة السورية

مبادرة "الإدارة الذاتية" للحل في سوريا: التوقيت يضرب المصداقية

بعد محاولة اغتيال مظلوم عبدي في السليمانية: "قسد" مجدداً على محك الخيارات الصعبة

ازدياد الغضب الشعبي ضد "قسد" شمال وشرق سوريا

أبناء الجزيره السورية: نجدة أهلنا رسالة سياسية للمحتل الأمريكي وأدواته

"نيويورك تايمز": واشنطن أوقفت الضربات "الانتقامية" في سوريا خوفًا من التصعيد

المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: أيّ هجمات على قواعدنا في سوريا ستقابل بردّ مضاد وحاسم

شرق سوريا.. الرد والرد على الرد

قصف صاروخي يستهدف قاعدتين للاحتلال الأميركي في دير الزور شرق سوريا
