طوفان الأقصى

خاص العهد

الصين من مُبادرة مصالحة الى لاعب دولي أساسي
13/03/2023

الصين من مُبادرة مصالحة الى لاعب دولي أساسي

لطيفة الحسيني
يتصدّر الاتفاق السعودي الإيراني واجهة الاهتمامات والتحليلات على صعيد العالم. التداعيات كبيرة بالنسبة للرياض وطهران وصورة المشهد السياسي في عموم المنطقة، لكنّ البارز في كلّ هذا التطوّر الدور الصيني في إدارة المفاوضات واحتضانها.

القراءات عديدة ولعلّ أبرزها ما هو صادر في الولايات المتحدة. قد يكون تعبير المسؤول الأمريكي السابق جيفري فيلتمان في مقال له منشور على موقع معهد "بروكنغز" الأبلغ في كلّ ما جرى تقييمه، فهو رأى أن "الصين تتنامى وتُرسّخ نفسها كقوة دبلوماسية رائدة في الشرق الأوسط".

الآراء الأمريكية الواردة في الصحافة تُظهر حجم التلقّف لاستضافة بكين ضيوفها، ومدى تأثيرها اليوم على الخريطة السياسية الدولية. صحيفة "وول سترت جورنال" عدّت الجُهد الصيني المبذول "نموذجًا جديدًا لإدارة العلاقات بين البلدان"، فيما استنتج موقع "فوكس" أن "النفوذ الأمريكي يتآكل"، أّمّا صحيفة "نيويورك تايمز" فوصلت الى قناعة بأن "الولايات المتحدة أصبحت على الهامش ولا يوجد طريقة للتغلّب على بكين".

مدير موقع "الصين بعيون عربية" علي ريا قارب في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري المُبادرة الصينية التي أنتجت مُصالحة تاريخية بين أكثر بلديْن مؤثّرين على صعيد العالم.

ريا يقول إن "الخطوة بدأت بفكرة قدّمها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2022 على هامش القمة العربية الصينية في الرياض. في البداية، كان الحديث يتمحور حول جُهدٍ لعقد قمة إيرانية خليجية، لكنّ الاتفاق تمّ على بدء العمل لإجراء مفاوضات بين السعودية والجمهورية الاسلامية الإيرانية لحلّ الخلافات بينهما وإعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ عام 2016".

 

الصين من مُبادرة مصالحة الى لاعب دولي أساسي

ولأنّ التبادل بين بكين وكلّ من الرياض (87 مليار دولار) وطهران (15 مليار دولار) هائلٌ، ركّز الصينيون، بحسب ريا، على إدارة مُبادرتهم من عنوان أساسي وهو اعتبار العلاقة مع السعوديين استراتيجية لأنها تؤمّن الكثير من الموارد النفطية، ومع الإيرانيين على أساس الشراكة التجارية الكبيرة والمُمتدّة منذ أمد بعيد ولا سيّما بعد توقيع اتفاقيات تعاون تجاري استراتيجي لمدة 25 عامًا.

وإذ يجزم ريا بأن الصين هي المُستفيد الأكبر من المصالحة بين الرياض وطهران، يُشير الى أن اعتبارات السعودية للمضيّ بالمبادرة الصينية تقوم على مكانة إيران بالنسبة لبكين والمخاوف من الموقف الصيني في حال الدخول في أيّة تصعيد بين السعودية وإيران، لذلك عملت الصين على تقريب وجهات النظر بين الطرفيْن، وارتقت الى مستوى أكثر جدية وصولًا الى إبرام هذا الاتفاق الذي يلغي المخاوف السعودية تجاه الصين قبل إيران.

ويلفت ريا الى أن "هيمنة الولايات المتحدة تتراجع تدريجيًا ومجريات الحرب بين روسيا وأوكرانيا تؤكد هذا"، ويعتبر أن "الصينيين بحاجة اليوم لبناء نوع من النظام العالمي الجديد وكذلك الروس، حتى لا يكونوا في مواجهة مع أي طرف في أيّة حروب أو نزاعات مقبلة".

وعليه، يؤسّس جهد الصين لدور جديد وفعّال في المنطقة سيؤدي حكمًا الى التخفيف من السيطرة الأمريكية التي تعتمد على ترسيخ فكرة العداء لإيران، وفق رؤية ريا الذي يلاحظ أن ما أنجح هذه المباردة نزاهة الوساطة التي أدارتها الصين خلافًا لأداء الأمريكيين في الفترة السابقة عندما كانوا يدخلون في وساطة بين بلدان معيّنة ويعملون على تخريب العلاقات وإفشال الجهود مع إدارة بروباغندا للجهد المزموع.

مع إعلان المصالحة السعودية الإيرانية، بدأت التساؤلات تُطرح عن إمكانية عقد قمة إيرانية خليجية موسّعة قريبًا. هنا يرجّح ريا حصول ذلك نظرًا لأن ما "جرى بين الرياض وطهران ينسجم مع أصل المُبادرة وكيف انطلقت في القمة الصينية العربية نهاية 2022، وبما أن العلاقة بين السعودية وإيران بدأت تتحسّن، فيمكن القول إن هذه الأجواء ستنسحب حُكمًا على كلّ دول مجلس التعاون الخليجي".

السعوديةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصين

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة