يوميات عدوان نيسان 1996

منوعات ومجتمع

فنّ الانتظار داخل القرية المهدوية
17/03/2023

فنّ الانتظار داخل القرية المهدوية

زهراء جوني
يتجسّد الانتظار في دموع أطفال اعتلوا المسرح منذ أيام ليسلّموا مجدداً على إمام زمانهم، فخرجت الأصوات من أرواحهم لا من حناجرهم كأنها النداء الأخير قبل اللقاء. وعلى المسرح ذاته، وقف شباب آخرون يوجهون كلمات الشوق والحنين لصاحب العصر والزمان (عج)، عبر مسرحية تحمل الكثير من معاني الحبّ واللهفة للقاء الإمام الموعود، بحبكة فنية مميزة ومشاهد مؤثرة.

أجواء من الفرح حملتها القرية المهدوية في وقت تحتاج فيه مجتمعاتنا لتعزيز المفاهيم الاحتفالية وإحياء المناسبات بطرق مبتكرة وإبداعية، فجسدت القرية صورة الأمل، في ظل الأوضاع الصعبة والضاغطة للناس، في عيد الإمام الذي يحمل ظهوره كل الحياة والأمل.

فبعد نجاح القرية المحمدية التي اقامتها منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله بمناسبة ولادة النبي محمد(ص)، انطلقت القرية المهدوية في الجنوب لتعكس حالة الانتظار والشوق للإمام المهدي(عج)، بفعاليات وصور مختلفة، فكانت قرية الممهدين للقاء والسائرين على خطى أئمتنا في الدعم والإرشاد والمساعدة، وفي نشر الفنّ والوعي والإبداع.

على مدى ثلاثة أيام عمّ الفرح مدينة صور ـ الحوش وبلدة الطيبة الجنوبية، عبر أمسيات شعرية وقرانية، وحفل إنشادي ومسرح دمى، وعروض مسرحية مؤثرة وأنشطة متنوعة تحكي حرقة المنتظرين للقاء إمام زمانهم (عج). ولم تخلُ القرية من الإرشاد والتوجيه عبر مجموعة خيم تضمنتها القرية، تعكس كل واحدة منها مؤسسة من مؤسسات حزب الله، فتدخل إلى صلب عمل الهيئة الصحية ودورها عبر "بيت الصحة"، وتحظى بفرصة التطوع فيها لو أردت، ثم تلاقيك خيمة معاهد سيدة نساء العالمين والهيئات النسائية، لتشرح عن عملها وهدفها في الساحة الفكرية والثقافية، وإلى جانبها تطالعك صور الشهداء وعباراتهم، في خيمة مخصصة لمؤسسة الشهيد، تدخل إليها فتشعر سريعاً بالانتماء والحب وعظيم التضحية، ثم تبصم بإصبعك باللون الأحمر على لوحة بيضاء كعربون وفاء وتقدير لدماء الشهداء، وتحمل معك بعض النتاجات التي ساهمت بها المؤسسة ليبقى أبناء الشهداء أمانة غالية في قلوبهم وقلوب المساهمين في المؤسسة.

أما الشباب فلهم حضورهم المميز دائماً، عبر مجموعة خيم تحت عناوين مختلفة، أبرزها التعبئة التربوية التي يحضرها طلاب الجامعات بإرادة عالية وجهود مباركة تحيطهم صور الشهداء الجامعيين وسيرة حياتهم القيّمة واثارهم التي تضفي على المكان دفئاً وأمانا، بالإضافة إلى خيمة جمعية كشافة الإمام المهدي(عج) التي ازدحمت بالمحبين من الكبار والصغار، وامتلأت رفوفها بألوان الفرح عبر أنشطة خصصت للفتية والفتيات ليرسموا ويلوّنوا ويعبروا كلّ على طريقته عن مدى حبهم وتعلقهم بالإمام.

أكثر من سبع خيم تزينت بها القرية المهدوية لتحكي كل واحدة منها عن جهد لا يتوقف في حزب الله على كل الأصعدة وفي كل الميادين؛ الجهادية والثقافية والتربوية والدينية والصحية والتعبوية، دون أن تُنسى حصة الأطفال من الترفيه واللعب والارتباط بإمام زمانهم عبر وسائل الفرح والمشاركة بالأنشطة التي لم تتوقف على مدار ثلاثة أيام في كلا البلدين، عكست أجواءً من السعادة والفرح حاكتها عيون الناس وقبضاتهم المرتفعة وهم يهتفون بالولاء والانتماء لصاحب الزمان(عج).

 

15 شعبانكشافة الامام المهدي (عج)

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة