يوميات عدوان نيسان 1996

آراء وتحليلات

هل سينجح هجوم الربيع الأوكراني؟ وماذا عن معركة ارتيوموفسك (باخموت)؟
20/03/2023

هل سينجح هجوم الربيع الأوكراني؟ وماذا عن معركة ارتيوموفسك (باخموت)؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

طال الحديث كثيرًا عن هجوم في الربيع على الجبهة الأوكرانية - الروسية. بحسب التصريحات الأوكرانية سيكون هذا الهجوم باتجاه الجنوب لاستعادة مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون تمهيداً لاستعادة شبه جزيرة القرم.
يبدو التصريح الأوكراني بما يرتبط باستعادة هذه المناطق طموحاً ولا يتناسب مع ميزان القوى، فعنصر الحرب الأساسي هو التحشيد. وهنا يبرز السؤال المركزي: هل باستطاعة الجيش الأوكراني فعلاً تأمين الحشد اللازم لاستعادة هذه المناطق؟ وإن كان بمقدور الجيش الأوكراني تأمين العديد البشري فهل سيكون بمقدوره تأمين الحشد اللازم من المدرعات والقوة النارية المستدامة لإنجاز المهمة في ظل الانكسارات المتلاحقة على خط الدفاع في الشرق والذي يمكن أن يكون بمثابة كارثة على الجيش الأوكراني في حال تمكن الجيش الروسي من خرق الجبهة نحو الغرب خصوصًا أن معركة ارتيوموفسك (باخموت) باتت في خواتيمها؟

في البداية لا بدّ من التذكير بأن معركة ارتيوموفسك (باخموت) تحولت إلى معركة كسر عظم خصوصًا أن الضخ الإعلامي الأوكراني حول أهميتها المعنوية والعسكرية حوّلها الى أسطورة وهو الوبال الذي سيلحق بالجيش الأوكراني بعد الانتهاء من السيطرة عليها، اذ ستكون الخسارة مدوية وكبيرة بحيث ستلقي بظلالها على الحالة المعنوية والسياسية لمجمل أوكرانيا قيادة وجيشاً.

هذا في الجانب المعنوي، أمّا في الجانب العسكري فمن الواضح أن الجيش الروسي يعمل منذ أيام على توسيع نطاق الطوق بعيداً عن ارتيوموفسك حيث دفع بوحداته على اتجاه الشمال الغربي ووصلت الى مشارف غريغوروفكا وبوغدانوفكا. وهنا لا بد من الإشارة الى أن الجيش الروسي لن يندفع بالتأكيد نحو بوغدانوفكا التي تعتبر منطقة منخفضة، بل من المؤكد أنه سينفذ مناورة اقتراب الى غريغوروفكا ومن ثم الاندفاع جنوباً نحو تشاسوف يار لإغلاق الطوق والالتقاء بالوحدات الروسية المتقدمة من الجنوب الغربي نحو تشاسوف يار.

منطقياً من المفيد الإشارة الى أن مناورات الاقتراب والالتفاف التي ينفذها الجيش الروسي لتنفيذ اغلاق الطوق الأوسع هدفها زيادة حجم الخسارة الأوكرانية حيث من المتوقع في حال نجحت هذه المناورات أن يقع حوالي 20 الف جندي أوكراني داخل الطوق بين قتيل وجريح واسير.

هل سينجح هجوم الربيع الأوكراني؟ وماذا عن معركة ارتيوموفسك (باخموت)؟

أما بما يرتبط بهجوم الربيع الأوكراني فمن المستبعد أن تستطيع القيادة الأوكرانية تأمين الحشد اللازم لتنفيذ هجوم واسع، فحجم الدبابات اللازم لتنفيذ هذا الهجوم يحتاج الى 700 دبابة في الحد الأدنى وهو عدد غير متوفر وإن توفر لا يمكن المغامرة بزجه على اتجاه واحد، ناهيك طبعاً عن أن الطرقات المعبدة ستلزم الجيش الأوكراني بالاقتراب بنمط السلسلة بسبب عدم القدرة على انفتاح الأرتال بسبب الوحول التي ستستمر حتى أواخر شهر نيسان / ابريل في الحد الأدنى وهو وقت سيمنح الجيش الروسي الفرصة للاندفاع ما بعد ارتيوموفسك شمالاً نحو سلافيانسك وكراماتورسك وغرباً على اتجاه دنيبرو بيتروفيسك وسيُجبر الجيش الأوكراني على زج قوات دعم ستكون على حساب أي حشد لقواته على الجبهة الجنوبية.

أمر آخر لا بدّ من ايضاحه، هو أن الجيش الروسي استقدم الى الجبهتين الشرقية والجنوبية أكثر من 500 دبابة تي – 90 وهي من بين الأحدث في العالم وتمتلك ميزات متفوقة على الدبابات الغربية ويمكنها الدخول في المعركة قبل الف متر من الدبابات الغربية بسبب مدى مدفعها الأطول إضافة الى القدرات التقنية العالية في المناورة واطلاق النار والتملص من الصواريخ الأوكرانية.

أسلحة روسية أخرى دخلت وبكثافة على خط المواجهة وهي الكورنيت المُطوّر وقذائف الكراسنوبول الدقيقة التوجيه وبالتأكيد الحوامات الروسية الهجومية المتطورة وطائرات الدعم القريب وغيرها من القدرات النارية الهائلة ومن بينها المسيّرات الانتحارية والقذائف الموجهة لراجمات تورنادو G وتورنادو S التي توازي راجمات الهايمارس والتي سيتم تحييدها بواسطة راجمات تورنادو S ذات المدى الذي يتجاوز 130 كلم أي بتفوق قدره 50 كلم عن مدى راجمات الهايمارس.

أمر أخير لا بد من اضافته وهو أن الجيش الروسي أقام تحصينات دفاعية على خط الجبهة الجنوبية ستكون بمثابة حائط صد ومصايد للقوات الأوكرانية في حال غامرت وقامت بتنفيذ الهجوم المزعوم الذي اشك بحصوله.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل