ramadan2024

خاص العهد

مجزرة جنديرس: عيد نوروز دام والجولاني يستثمر
29/03/2023

مجزرة جنديرس: عيد نوروز دام والجولاني يستثمر

محمد عيد

هزت جريمة مقتل أربعة مواطنين سوريين أكرادًا من عائلة واحدة في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين على يد فصيل "أحرار الشرقية" المسلح المعارض التابع لميليشيا ما يسمى "الجيش الوطني السوري" بحجة إشعال النيران في عيد النوروز، وجدان السوريين جميعهم، وعادت الجريمة لتلقي الضوء على ممارسات المجموعات المسلحة بحق أهالي المنطقة هناك وخصوصًا منهم السوريين الكورد الذين تسعى أنقرة عبر ميليشياتها في المنطقة لاستكمال عملية التغيير الديموغرافي بحقهم، بعد أن بدأتها مع احتلالها عفرين قبل خمس سنوات، فيما استغل أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية الجريمة ليقدم نفسه محليًا وإقليميًا كضامن للأمن ومغيث للملهوف في الوقت الذي لم يستطع فيه أن يغسل يديه من عدد لا يحصى من جرائم القتل والإبادة والتهجير والسرقة.

الزلزال والجريمة أعادا جنديرس لدائرة الضوء

يشير الكاتب الصحفي السوري الكردي ريزان حدو إلى أن ناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين كانت قريبة جدًا من مركز الزلزال الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا وقد تدمرت بنسبة كبيرة. وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الاخباري يلفت حدو الى أنه "منذ حصول الزلزال فإن أغلب المواطنين السوريين الكورد الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من أهالي عفرين وجنديرس  قد جلسوا إلى جانب بيوتهم المهدمة ورفضوا الذهاب إلى المخيمات التي أعدت لأجلهم ضمن جغرافيا بعيدة جدًا عن جنديرس لأنهم أدركوا أن الأتراك ومن خلال الفصائل الإرهابية التابعة لهم ينوون استغلال الزلزال بغية استكمال عملية التهجير الديموغرافي التي بدأت بحق من بقي من الأهالي منذ احتلال عفرين".
وبحسب حدو، فإنه نتيجة لهذا الموقف الصامد من الأهالي تم التضييق عليهم من قبل الفصائل الإرهابية، فحرموا من المساعدات الإغاثية الخاصة بضحايا الزلزال ولم يقدم لهم أي شيء لا بل إن عمليات الإنقاذ التي تمت تحت إشراف الفصائل التابعة لتركيا كانت تتجاهل نداءات العائلات السورية الكردية التي كانت تسمع أصوات أبنائها من تحت الأنقاض فيرد عناصر الفصائل المكلفة بالإغاثة على استصراخهم بالقول: "لا علاقة لنا بكم" .

تفاصيل الجريمة

بالعودة الى العائلة المنكوبة، لا بد من الاشارة الى ان لديها أقرباء تحت الأنقاض، وحين رفضت الذهاب إلى المخيمات جلس أبناؤها أمام ركام بيوتهم، وفيما كان الجو بارداً، قاموا بإشعال النيران ليلة النوروز قبل أن تأتيهم مجموعة من ميليشيا "جيش الشرقية" وتأمرهم باطفاء النيران، علمًا أن نفس هذه المجموعة كانت قد اعتقلت هؤلاء الشبان قبل مدة قصيرة وتعرضوا للضرب والتعذيب ولم يتم التوصل إلى إطلاق سراحهم إلا بعد أن دفعوا المال مقابل حريتهم.

حدو يشير الى أن هذه العائلة هي مدنية وليس لها أي انتماء سياسي وكل ما في الأمر أنها عائلة متمسكة بأرضها وتعرضت في سبيل ذلك للكثير من المضايقات، مضيفًا أن المجموعة الإرهابية أسرعت إلى أقرب مقر وجاءت بالسلاح وقامت بإطلاق النار على العائلة وتمت تصفيتها.

أثارت هذه الجريمة التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة إخوة من عائلة العثمان مع ابن أخيهم فيما أصيب اثنان آخران بجروح غضب الأهالي الذين وصلوا لمرحلة لم تعد تحتمل.

استكمال عملية التغيير الديموغرافي

حدو يضع المجزرة في سياق استكمال عملية التغيير الديموغرافي وتغيير هوية عفرين الثقافية (منهاج دراسي تركي ولغة وأعلام تركية) والبيئية (قطع الأشجار وحرق الغابات)، ويقول: "استكمالًا للظلم، جاءت جماعة من الفصائل وهددت العائلة بأنها تسجل كل كلمة تخرج من أفواه أبنائها وإن لم تتوقف عن تحريض الناس فإنها ستحاسب قريبًا، وامعانًا كذلك في الاستفزاز قام هؤلاء بتوزيع العلم التركي داخل خيمة العزاء، وبعد تصاعد الغضب الشعبي حاولت الفصائل احتواء الناس وجاءت بثلاثة مسلحين صغار في العمر  وسلمتهم على أساس أنهم القتلة، أما الذي فعل ذلك فلم يتم اعتقاله ولم تصدر ما تسمى بـ "هيئة رد المظالم" أي قرار بشأنه ولم يفصل حتى من ميليشيا "السلطان مراد" أو فصيل "ميليشيا الجيش الوطني" التابع له".

الجولاني يستثمر في الجريمة

ويروي الكاتب الصحفي السوري الكردي أن "زعيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية أبو محمد الجولاني سارع للاستثمار في جريمة جندريس وأرسل عناصر له موجودة هناك إلى  البلدة ليزعم حمايته للمدنيين، وقد أراد من وراء ذلك القول بأنه حامي الكورد الذين باتوا بسببه وبسبب الفصائل التي يدعمها اقلية في المنطقة التي كانت تقطنها الأغلبية الساحقة من السوريين الكورد في حين أنه لم يبق منهم أكثر من عشرين في المئة بعدما قامت الفصائل المدعومة من تركيا بتهجير ثلاثمائة ألف من أهالي عفرين".

حدو يشدد على أن "عفرين منطقة محتلة من الجيش التركي وتدار من قبل المسؤولين الأتراك وبالتالي فكل ما يجري فيها تُسأل عنه الحكومة التركية لكونها هي المحتلة لعفرين وذلك استنادًا إلى القوانين والمواثيق الدولية"، مثمنًا "موقف الرئيس بشار الأسد عندما أكد أن شروط اللقاء مع أردوغان يجب أن تكون تحت عنوان الانسحاب التركي من الأراضي السورية، وهو موقف يمكن أن يبنى عليه الكثير لجهة أن تكون الدولة السورية هي الحاضنة لعفرين وأهلها بدل الجولاني وبقية الفصائل الإرهابية".

إقرأ المزيد في: خاص العهد