طوفان الأقصى

خاص العهد

الاتفاق السعودي - الإيراني.. أي تأثير على مستقبل العلاقات السورية - السعودية؟
01/04/2023

الاتفاق السعودي - الإيراني.. أي تأثير على مستقبل العلاقات السورية - السعودية؟

محمد عيد

لا يستطيع المراقبون فصل مسار التقارب السعودي - الإيراني عن العلاقة التي بدأت تأخذ منحى دافئا بين الرياض ودمشق.
فكل المحاولات السابقة لفصم عرى التحالف الوثيق بين الحليفين الاستراتيجيين سويا وايران تحت عناوين عودة الأولى إلى الحضن العربي باءت بالفشل، ويقين دمشق بأن طهران لم ولن تبيع حليفًا لها يومًا في سوق السياسة يجعلها تدرك أن أي اتفاق ثنائي في المنطقة لن يكون على حسابها، فضلاً عن أن المراقبين يرون أن الرياض قد بدأت تبحث بشكل جدي عن مصالحها الحقيقية في التشبيك مع دول المنطقة وخصوصًا منها خصوم الأمس.
معطيات قد تسرع من تطور العلاقات السورية - السعودية خاصة بعد قرار الأخيرة إعادة افتتاح قنصليتها في سوريا خلال شهر رمضان الجاري وفق ما يتوقع المراقبون.

الرياض بدأت تفكر بمصلحتها

في هذا السياق، يرى عضو مجلس الشعب السوري فيصل جمول أن السعودية في هذه الحقبة غيرت سياستها الخارجية وبدأت تعمل بشكل يخدم مصلحة شعبها وبلدها ومن هذا المنطلق كان لا بد من أن تستعيد دورها الإقليمي المهم في الوطن العربي والعالم.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، نوه جمول بما أسماه الخطوة الجريئة والجيدة المنتظرة بإعادة فتح القنصلية السعودية في سوريا وفتح خطوط جديدة وإعادة العلاقات بين الأشقاء إلى طبيعتها بما يعود بالخير على كلا البلدين وعلى التضامن العربي الذي كانت تسعى سوريا دائمًا إلى أن يكون متكاملاً وعلى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذا التضامن وهذا التوافق العربي سيكون له آثار إيجابية على الشعبين في كلا البلدين وعلى مواقفهما الدولية، فحينما يكون هناك تضامن عربي تكون المواقف الدولية أقوى وأثبت وتأثيرها في الساحة العالمية أكبر مما عليه الآن في ظل الفرقة والتباعد.

المنطقة تنهض بدولها وشعوبها

وشدد عضو مجلس الشعب السوري في حديثه لموقعنا على أن القيادة السعودية جادة في البحث عن المصلحة السعودية وأن يكون دورها محوريًا في المنطقة وخاصة في ظل التطورات الداخلية في السعودية واعادة العلاقات الخارجية مع دول لم تكن تتعاطى معها سابقًا بغية بناء تحالفات جديدة تحفظ لها موقعها المهم على قاعدة إذا كان جارك بخير فأنت بخير.

وأضاف جمول إنه على الحكومات في منطقتنا أن تعي أن أمريكا والغرب يبحثان عن مصالحهما من خلال استغلال شعوبنا واوطاننا، مشيرًا إلى أن واشنطن وعبر تاريخها لم يسجل لها موقف يدعم شعوب المنطقة بل هي بلد يغير جلده الاستعماري من حين لآخر وتسبب المشاكل للمنطقة من أجل أن تتحول الى بؤرة مشاكل وتبقى هي المسيطرة وتبقينا دولًا تابعة، لا تصل إلى مستوى الاستقلال الناجز ولا تريد الكرامة لأحد وهذا ما صار ثابتًا لدى الجميع، وكل ما شهده العالم من أحداث خلال العشرين سنة الماضية كانت أمريكا المسبب الأول له، وتجاربها في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا لا تزال حاضرة في الأذهان، لذلك على حكومات هذه المنطقة أن تنهض بشعوبها وتفهم ما يراد لها ومنها.

ملامح ارتسام قطب جديد

ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أن الاتفاق السعودي - الإيراني سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة وسيغير المعادلات فيها لأن أمريكا والغرب حاولا دائمًا أن يشيطنا الجمهورية الاسلامية الإيرانية وأن يعتبرا أنها هي عدوة العرب في هذه المنطقة فيما أن العدو الحقيقي للعرب هو الكيان الصهيوني الذي يبقى صراعنا معه هو صراع وجود وليس صراع حدود، موضحًا أن هذا الأمر يستدعي وجود اتفاقيات سياسية واقتصادية بين دول المنطقة التي سيغير الاتفاق وجهها باعتبار أن إيران والسعودية وسوريا دول محورية في المنطقة ولها أهميتها في العالم اقتصاديًا وسياسيًا أقله على مستوى إضعاف الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم وتكوين قطب جديد له وجوده على الأرض في سبيل خدمة شعوب هذه المنطقة.

اتفاق يرتبط ببقية ملفات المنطقة

الاعلامي الإيراني في التلفزيون الحكومي عصام الهلالي رأى من جهته أن التقارب السوري - السعودي تطور مهم لجهة دعم الأمن والسلام في هذه المنطقة وهو خاتمة أو نهاية لحقبة عشر سنوات أو أكثر من الحروب وعدم الاستقرار في سوريا.

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري أشار الصحفي الإيراني إلى وجوب أن يؤخذ هذا الملف ضمن ملفات أخرى مرتبطة ببعضها بعضًا في المنطقة لذلك فإن الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات كان له دور كبير في أن يكون هناك تقارب بين سوريا والسعودية بمعنى أن هناك تنسيقًا بين الحليفين الاستراتيجيين دمشق وطهران لكيفية التعاطي مع هذه الملفات خاصة أن السعودية كانت تقف في الجبهة المعادية التي تدعم المجموعات الإرهابية في فترة من الزمن وتنادي بضرورة تغيير النظام السياسي في سوريا.

ولفت الهلالي إلى أنه في الأوساط السياسية، يدور الحديث حول أن وزير الخارجية السعودي ابن فرحان سيكون موجودًا في سوريا بعد عطلة العيد السعيد وكذلك فإن هناك افتتاحًا للقنصليات يمكن أن يكون خلال المنتصف الثاني من شهر رمضان المبارك، وكل هذه الأمور عندما تحدث على الأرض تجعل مردود التفاؤل أكبر على مستوى المستقبل، موضحًا أن "العلاقات بين الدول مصالح والسعودية تحاول أن تؤمن مصالحها إن كان على الجانب السيادي أو الجانب الاقتصادي والسياسي لذلك هناك حراك وميول بشكل كبير إلى الصين ورعاية الصين لهذا الاتفاق لم تأت من فراغ".

السعودية

إقرأ المزيد في: خاص العهد