يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الباحثة خميسة العبيدي لـ"العهد": المقاومة الأكاديمية شكل نضالي هام ضد الصهيونية
07/04/2023

الباحثة خميسة العبيدي لـ"العهد": المقاومة الأكاديمية شكل نضالي هام ضد الصهيونية

تونس – عبير قاسم

 

أنجزت الباحثة التونسية والفنانة التشكيلية والأكاديمية خميسة العبيدي دراسة أكاديمية في تخصص الدراسات الفلسطينية ضمن أكاديمية أرض فلسطين التابعة لمركز دراسات أرض فلسطين بتونس العاصمة، واستعرضت خلالها القضية الفلسطينية في أهم مفاصلها وكيف تطرقت لها الصحافة التونسية بين أعوام 1936 و1939 تحت عنوان "ثورة 1936 ــ 1939 في الصحافة التونسية".

وبرهنت خلال دراستها -المعمقة والأولى من نوعها أكاديميا- على عمق تجذّر القضية الفلسطينية في وجدان وذاكرة الشعب التونسي. وقالت العبيدي في حديثها لـ"العهد الاخباري" إن اختيارها للبحث انطلق من خصوصية القضية الفلسطينية ومكانتها الجغرافية وأن ذلك يفرض مزيدًا من المعرفة التاريخية والعلمية للعدو الصهيوني حتّى نذكر المهام المطروحة علينا ونستفيد من التجارب العملية والفكرية كي نستطيع تطويع أي عمل وكلّ الطاقات والآليات للتوعية والمقاومة. كما قدمت تعريفًا دقيقًا لثورة 1936 بوصفها صدامًا بين إرادة شعب للتحرّر والتّمسك بأرضه واستعمار عسكري واستيطاني، جاءت هذه الثورة في مرحلة مقاومة العرب للاستعمار المباشر وإدراك فلسطيني أن الهجرة اليهودية هي هجرة اقتصادية سياسية بتخطيط صهيوني إمبريالي ليصبح اليهود أغلبية في فلسطين.

 وأشارت في حديثها لـ "العهد" الاخباري الى أنه في وقت اندلاع ثورة 1936 في فلسطين كانت تونس ترزح تحت الاستعمار الفرنسي، وكانت المنظمات الصهيونية قد انتشرت في تونس، وكانت تصدر حوالي ثلاثين صحيفة كلّها تشجع اليهود على الهجرة إلى فلسطين وتنشر الفكر الصهيوني. وتضيف بالقول "ورغم ذلك فقد اهتمت الصحافة التونسية آنذاك بثورة 1936 ونشرت أخبارها في صفحاتها الأولى. كذلك اهتمت الأحزاب السياسية بقضية فلسطين وأعطتها مكانة مميزة في برامجها وأولوية في نشاطها، وشكّلت الجمعيات واللجان التي تهتم بدعم الشعب الفلسطيني".

وخلصت محدثتنا في دراستها لأهم الأحداث في تاريخ تونس الحديث، الى أن القضّية الفلسطينية مركزية ومواجهة الصهيونية والإمبريالية والرجعية أصبح مقياس التحّرر الوطني، وأن مكانة فلسطين نحتت في فكر التونسيين عبر الزمان وحفزت إدراكهم بأن العدّو واحد والوطن مستهدف وأن بؤسهم وتخلفهم نتيجة الاستعمار وأن المواجهة أصبحت ضرورية.

وتؤكد العبيدي، وهي أيضا عضو في مركز دراسات أرض فلسطين، أن المقاومة العلمية والأكاديمية والثقافية هي أحد الأشكال النضالية المهمة التي نحتاجها في معركتنا المتواصلة ضد الكيان الصهيوني وفي نضالنا ضد التطبيع والمطبعين. وقالت إن المعركة الأصعب تكمن في بناء وتجذير الوعي ليس فقط لدى الكبار بل لدى الصغار أيضا وكافة الفئات الشعبية من أجل ترسيخ ذاكرة جماعية عصية على الاختراق، ودعت الى التمسك بالانتماء القومي والوطني بكل ما يحمله من أبعاد إقليمية وعربية وافريقية معادية للصهيونية العالمية وحلفائها.
 
يشار الى أنه تم تكريم العبيدي مؤخرًا على هامش الاحتفال بيوم الأرض في مركز دراسات أرض فلسطين خاصة أن العبيدي تشرف على مكتبة النورس المخصصة للأطفال والتي تنظّم نشاطات دائمة بشكل دوري موجهة للأطفال من مختلف الأعمار من أجل توعيتهم بأهمية القضية الفلسطينية لدى الأجيال الجديدة.

تونس

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة