طوفان الأقصى

خاص العهد

جمع الكمأة في البادية السورية: طريق الموت القهري
07/04/2023

جمع الكمأة في البادية السورية: طريق الموت القهري

دمشق ـ محمد عيد

لم يكن الموسم الوفير للكمأة في البادية السورية فأل خير على أولئك الساعين وراء لقمة عيشهم، والتي باتت ملطخة بالدماء، فحقول الكمأة المتواجدة في البادية السورية حوّلها ارهابيو "داعش" إلى كمائن مفتوحة، يدخلها السوريون الباحثون عن الرزق قهراً وعلى وجل، ومع ذلك يبقى الموت على يد "داعش" بالنسبة لهم أهون بكثير من التسول على قارعة الطرقات، فالأفواه الجائعة التي تنتظر رب أسرتها المعتاش على بيع الكمأة، ربما تقتات على خبر مفجع قد يأتي من البادية السورية في أية لحظة.

كمأة بمذاق الموت

يؤكد المحلل السياسي محمد علي أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقوم تنظيم "داعش" الإرهابي بإهراق الدماء على ثرى البادية السورية، مشيراً إلى أنه يستغل حاجة الأهالي للحصول على نبتة الكمأة التي تباع في بقية المحافظات السورية بأسعار جيدة، فينصب لهم الكمائن مستفيدا من المساحات الشاسعة للبادية، والتي تمكنه من التخفي والانقضاض على ضحاياه من جامعي الكمأة بعد استطلاع المكان جيداً.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار علي إلى إحصائية تقديرية وغير نهائية حصل عليها من وزارة الصحة السورية عن ضحايا "داعش" من جامعي الكمأة خلال ما مضى من شهر رمضان المبارك لهذا العام تتحدث عن استشهاد سبعة وأربعين مواطناً سورياً.

من بين ضحايا "داعش" من جامعي الكمأة في البادية السورية أربع نساء وطفل ونحو خمسة وعشرين آخرين أصيبوا بجراح أثناء بحثهم عن الكمأة التي تشهد موسماً وفيراً لهذا العام مع هطول الأمطار بكثرة، حيث يباع الكيلو غرام الواحد منها بمبلغ خمسين ألفاً فيما كانت تباع سابقا وفي المواسم العادية بأضعاف هذا المبلغ.
 
ولفت علي في حديثه لموقعنا إلى أن الكمين الأكثر دموية الذي نصبه ارهابيو "داعش" للباحثين عن الكمأة في البادية كان في شباط/ فبراير الماضي ببادية السخنة في ريف حمص الشرقي، حيث ارتقى ثلاثة وخمسون شهيداً قضوا بنيران الأسلحة المتوسطة والخفيفة لإرهابيي التنظيم، حيث أطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة جدا، وبعضهم تم إعدامه ميدانياً برصاصات في الرأس بعد وقوعه في الأسر فيما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين بعدما انقطع الاتصال بهم.

جمع الكمأة في البادية السورية: طريق الموت القهري

نشاط "داعش" بمباركة الاحتلال الأمريكي

من جهته يؤكد الخبير العسكري العميد علي خضور أن حملات الجيش السوري والقوات الرديفة بمساعدة الطيران الروسي ضد إرهابيي "داعش" في البادية السورية لم تتوقف وتأخذ طابعا دوريا وقد تكثفت بشدة إبان "مجازر الكمأة".

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت العميد خضور إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يملك قدرات خارقة، ولكنه يستمد من قوات الاحتلال الامريكي كل أنواع الدعم اللوجستي والمباشر لكي يبقى على استعداد دائم لاستنزاف الجيش السوري، واستدراجه إلى عمق البادية السورية عن طريق استهداف المدنيين العزل من جامعي الكمأة، وما يعقب ذلك من قيام الجيش السوري بمطاردة المهاجمين الذين يتخفون في الكهوف والمغاور الموجودة في قلب البادية أو يسيرون على الطريق الذي رسمته لهم قوات الاحتلال الأمريكي ذهاباً وإياباً.
 
وشدد الخبير العسكري على أن قاعدة التنف الواقعة في مثلث الحدود السورية ــ الأردنية ــ العراقية تشكل نقطة انطلاق لارهابيي "داعش" وبقية الفصائل الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال الأمريكي، من أجل استهداف المدنيين الآمنين ممن يجمعون الكمأة، ومن العابرين على الطرق السريعة في كثير من الأحيان ومن الرعاة كذلك، والغاية هي استفزاز الجيش السوري واستدراجه امعانا في استنزافه، فمرتكب مجازر الكمأة ليس التنظيم الإرهابي وحده، بل من يرسله ويرسم له الخطط، ويجعل من قواعده غير الشرعية في سوريا منطلقاً له لارتكاب الجرائم بحق الآمنين.

داعشالزراعةالكمأةالبادية السورية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل