طوفان الأقصى

منوعات ومجتمع

"كوفيد-19" لا يسبّب "عاصفة السيتوكين".. "الالتهاب الرئوي" السبب الرئيس لموت مرضى كورونا
06/05/2023

"كوفيد-19" لا يسبّب "عاصفة السيتوكين".. "الالتهاب الرئوي" السبب الرئيس لموت مرضى كورونا

كشف علماء أنّ العدوى البكتيرية الثانوية في الرئة كانت شائعة للغاية في المصابين بـ"كوفيد-19"، ما يؤثر على ما يقارب نصف المرضى الذين يحتاجون إلى دعم من التهوية الميكانيكية (mechanical ventilation).

ومن خلال تطبيق التعلّم الآلي على بيانات السجلاّت الطبيّة، وجد العلماء في كلية الطب بجامعة "نورث وسترن فاينبرغ" أن الالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي (الالتهاب الرئوي)، الذي لم يتم فهمه جيدًا حتى الآن، كان الدافع الرئيس للوفاة لدى مرضى "كوفيد-19"، ويتجاوز حتى معدلات الوفيات من العدوى الفيروسية نفسها.

ووجد العلماء أيضًا دليلًا على أنّ "كوفيد-19" لا يسبب "عاصفة السيتوكين" التي غالبًا ما كان يُعتقد أنها تسبب الوفاة.

ويقول العلماء إنّ المقصود من "عاصفة السيتوكين" هو تزايد عدد بروتينات "السيتوكين"، المسؤولة عن زيادة النشاط المناعي للخلايا، على نحو يفوق المعدلات الطبيعية، الأمر الذي يجعل جهاز المناعة عاجزًا عن السيطرة عليها أو وقفها. وفي تلك الحالة، تنتشر هذه البروتينات في أماكن مختلفة من الجسم، وليس فقط في المناطق المصابة بالعدوى فيه. وتبدأ بمهاجمة الخلايا السليمة، والتهام كرات الدم البيضاء والحمراء، وتدمير الكبد.

واكتشف العلماء أيضًا، أنّ سبب حدوث "عاصفة السيتوكين" عند بعض مرضى "كوفيد-19" هو وجود بروتين galectin-9 في دمهم. وكلما كان مستوى هذا البروتين مرتفعًا، تزداد المضاعفات الخطيرة.

وقال كبير الباحثين الدكتور بنجامين سينغر، أستاذ الطب المساعد في جامعة "نورث وسترن فاينبرغ"، في الورقة البحثيّة المنشورة مؤخرًا في مجلة Journal of Clinical Investigation: "دراستنا تسلّط الضوء على أهميّة الوقاية من الالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي والبحث عنه وعلاجه بقوة في المرضى المصابين بأمراض خطيرة والالتهاب الرئوي الحاد، بما في ذلك المصابون بكوفيد-19".

ووجد الباحثون أنّ ما يقارب نصف مرضى "كوفيد-19" يصابون بالتهاب رئوي جرثومي ثانوي مرتبط بجهاز التنفس الصناعي.

وأضاف سينغر: "من المرجح أن يعيش أولئك الذين عولجوا من الالتهاب الرئوي الثانوي، في حين أن أولئك الذين لم يتمّ علاج الالتهاب الرئوي لديهم كانوا أكثر عرضة للوفاة. وتشير بياناتنا إلى أنّ معدل الوفيات المرتبط بالفيروس نفسه منخفض نسبيًّا، لكن العوامل الأخرى التي تحدث أثناء الإقامة في وحدة العناية المركزة، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري الثانوي، تعوّض ذلك".

وأشار سينغر إلى أنّ نتائج الدراسة تنفي أيضًا نظرية "عاصفة السيتوكين"، قائلًا إن "مصطلح" "عاصفة السيتوكين" "يعني التهابًا شديدًا يؤدي إلى فشل أعضاء في الرئتين والكليتين والدماغ وأعضاء أخرى. إذا كان هذا صحيحًا، أي إذا كانت "عاصفة السيتوكين" تكمن وراء طول فترة الإقامة التي نراها في مرضى "كوفيد-19"، فإننا نتوقع رؤية انتقالات متكررة إلى حالات تتميّز بفشل متعدد الأعضاء. وهذا ما لم نلحظه خلال تجاربنا".

وحلّلت الدراسة بيانات 585 مريضًا في وحدة العناية المركزة (ICU) في مستشفى "نورث وسترن ميموريال" يعانون من التهاب رئوي حاد وفشل تنفسي، وكان 190 منهم مصابين بـ "كوفيد-19". وطوّر العلماء نهجًا جديدًا للتعلم الآلي يسمى CarpeDiem، والذي يقوم بتجميع أيام مرضى وحدة العناية المركزة بناءً على بيانات السجلات الصحية الإلكترونية.

وهذا النهج الجديد، سمح بالبحث عن كيفية تأثير مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي على مسار المرض.

ووافق هؤلاء المرضى أو من ينوب عنهم على التسجيل في دراسة الاستجابة السريرية الناجحة لعلاج الالتهاب الرئوي (SCRIPT)، وهي تجربة قائمة على الملاحظة لتحديد المؤشرات الحيوية والعلاجات الجديدة للمرضى المصابين بالتهاب رئوي حاد.

وكجزء من دراسة (SCRIPT)، استخدم خبراء من أطباء وحدة العناية المركزة أحدث تحليل لعينات الرئة التي تم جمعها كجزء من الرعاية السريرية لتشخيص حالات الالتهاب الرئوي الثانوية وتقييمها.

وقالت الدكتورة كاثرين جاو، صاحبة الدراسة الأولى المشاركة في الدراسة الحالية موضوع مقالنا، طبيبة طب الرئة والرعاية الحرجة في جامعة "نورث وسترن فاينبرغ": "يمكن استخدام تطبيق التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي على البيانات السريرية لتطوير طرق أفضل لعلاج أمراض مثل "كوفيد-19" ولمساعدة أطباء وحدة العناية المركزة في متابعة هؤلاء المرضى".

وتابع المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ريتشارد وونديرينك الذي يقود الاستجابة السريرية الناجحة في مركز بيولوجيا أنظمة علاج الالتهاب الرئوي في جامعة نورث وسترن: "لقد تم التقليل من أهمية العدوى البكتيرية في الرئة كمساهم في الوفاة لدى مرضى "كوفيد-19" لأن معظم المراكز لم تبحث عنها، أو تنظر فقط في النتائج من حيث وجود أو عدم وجود عدوى بكتيرية فائقة، وليس ما إذا كان العلاج مناسبًا أم لا".

وستكون الخطوة التالية في البحث هي استخدام البيانات الجزيئية من عينات الدراسة ودمجها مع مناهج التعلّم الآلي لفهم سبب استمرار علاج بعض المرضى من الالتهاب الرئوي وعدم اعتماد ذلك مع البعض الآخر.

الصحةفيروس كورونامنظمة الصحة العالمية

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة