آراء وتحليلات
اسماعيل ناصر.. نموذج مقاومة الشعب
خليل نصر الله
مشهد تصدي المواطن اللبناني اسماعيل ناصر ابن بلدة كفرشوبا الجنوبية لجرافة إسرائيلية معادية داخل الأراض المحتلة، لم يكن حالة انفعالية أو حتى تسجيل موقف عابر، بقدر ما عبّر عن الانتماء لهذه الأرض من جهة، ومن جهة ثانية لروحية المقاومة التي باتت متجذرة في النفوس والوجدان.
مشهد موقعة التلال المحتلة في كفرشوبا هو رسمٌ أساسٌ للمعادلة الذهبية جيش – شعب – مقاومة، والشعب هو الركن والعماد، واسماعيل كان الركن الذي منه تستمد عبر وعبر.
من ذات الروحية التي جسدها اسماعيل، وهو ثابت بمواجهة اندفاعة جرافة العدو دون أن ينهز وقد انغرست أقدامه بالتراب، كانت الطلقات الأولى بمواجهة الاحتلال لفئة ثبتت الانتماء لهذه الأرض عقيدة، فزرعت فيها من دماء وفلذات أكباد، لتكبر تلك الفئة وتتعاظم مكللة بالإرادة الوطنية، وتبني قوة باتت تقف للعدو ندا في أي ساحة اشتباك.
من روحية اسماعيل انطلقت المقاومة، وخلف اسماعيل اليوم تقف مقاومة، ثبتت في نفوس الجنوبيين خصوصًا واللبنانيين عمومًا، روحية المواجهة، ثابت بلا خوف أو وجل، والعين البصيرة نحو الأمام دومًا، لا تراجع مهما كان الثمن.
ما حصل في موقعة التلال المحتلة، يعطي درسًا لكل من يشكك بجدوى المقاومة، إن لجهة ما زرعته في نفوس اللبنانيين خصوصًا ممن يثبتون عند الحدود أو خط المواجهة، أو لجهة صعوبة سلخ المقاومة وجدواها من النفوس.
من كان يشكك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، يكفي أن ينظر إلى شموخ وعيني ذاك المواطن اللبناني العربي الجنوبي، لترتسم أمامه مشهدية واحدة: نحن شعب لا يقهر ولا يتراجع أمام تثبيت الحق، ومن كان مع الحق كان الله معه.
ومن يقلل من أهمية مقاومة اسماعيل الذي واجه الجرافة بحجر فردعها، عليه أن يعيد الحساب ألف مرة، لأن خلف الثبات قوة من شقين: مقاومة تتربص بالعدو، ومقاومة متجذرة في النفوس.
أمام كل ذلك، لا بد من استحضار المقاومة المسلحة المقاتلة التي ترسم المعادلات، فكل مواطن يقف اليوم عند الحدود يعلم أن خلفه وبجانبيه مقاومة تقدسه، لا يمكن أن تسكت عن المس بالأذى، ويمكن أن نقول إن تلك القوة المقاومة هي من أعطت دفعًا أكبر لترسيخ فكرة تفيد بأن كلفة المواجهة أقل من كلفة الاستسلام.
نختم ونقول: إن المقاومة روحية، والروحية عقيدة وإيمان وانتماء، والانتماء لا يحمى إلا بالإعداد والاستعداد، والاستعداد لا يتوقف، وما أيامنا إلا مقاومة، وخلف كل موقف ووقفة وعمل ونصر مقاومة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
30/09/2023
قوات الدفاع الوطني الروسي الى الواجهة
30/09/2023
الوجه الآخر لكيسنجر (1)
29/09/2023
انتخابات العراق المحلية.. حقائق ومعطيات
التغطية الإخبارية
روغوزين: القوات الأوكرانية تحشد عناصر مشاة البحرية عند إنِرغودار
أوكرانيا تزيد الإنفاق على الإنتاج العسكري سبعة أضعاف في عام 2024
لبنان: جولة للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مدرستي السموع ومرج ابن عامر في عين الحلوة لتأكيد الانتشار فيهما
بالفيديو: طوافات الجيش اللبناني تعمل على اخماد حريق في اهدن
فلسطين: إصابة عدد من الشبان خلال المواجهات المندلعة على مدخل بلدة الرام بالقدس المحتلة
مقالات مرتبطة

لقاءٌ علمائي في بعلبك بذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية

ندوة فكرية في بلدة طاريا بذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية

فلول "14 آذار" وخطاب النازحين.. الانفصام من 2011 الى 2023

الحاج حسن: معالجة النزوح تكون بالتحدّث مع الدولة السورية وضبط الحدود

كيف يبدو المشهد في عين الحلوة بعد انتشار القوة المشتركة في مدارس الأونروا؟

صحيفة "الرياض": تطبيع السعودية مع "إسرائيل" سيمر بمراحل وقد يأخذ وقتًا

كنيسة في جنوب إفريقيا تعلن كيان العدو دولة فصل عنصريّ

الأكبر في تاريخ الكيان.. ألمانيا تبرم صفقة لشراء منظومة "آرو-3" الإسرائيلية

تأهّب في المؤسسة الأمنية الصهيونية قبيل الأعياد اليهودية

الاحتلال ينفّذ سلسلة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية
مقاومون استهدفوا بالنيران مستوطنة في جنين وحاجزًا للاحتلال بنابلس

قراءة في خلفيات استفزاز العدو للجيش اللبناني والدور المرسوم لليونيفيل

"الويمبي".. الشهيد علوان يهدي الرصاصات الأولى لحبيبته بيروت
