خاص العهد
أدوات أمريكا تتصارع في شرق الفرات
دمشق - علي حسن
رغم تبعيتهم المباشرة للولايات المتحدة التي تسيطر على شرق الفرات في سورية وتلقيهم الأوامر المباشرة منها فضلًا عن التسليح والتمويل، إلا أن منطقة النفوذ الأمريكي تحولت إلى ساحة اقتتال بين تلك الفصائل وخاصة "قسد" من جهة ومجلس دير الزور العسكري من جهة أخرى، والتي استمرت عدة أيام وكادت تؤدي إلى الصدام المباشر بين الفصيلين اللذين يشكلان المكونين الرئيسيين للسكان هناك العرب والكورد.
جذور الخلاف
ورغم التوصل إلى وقف إطلاق النار إلا أن جو التوتر والعدائية هو سيد الموقف وما إن يهدأ حتى يعاود الاستعار مجددًا عند توافر الأسباب. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي ابراهيم العلي لموقع "العهد" الإخباري إن صراع الطرفين هو ترجمة للعديد من الأسباب التي يأتي في مقدمتها نقمة المكون العربي من الإقصاء والتهميش الذي يتعرضون له على يد "قسد" والإدارة الذاتية من الناحيتين الادارية والاقتصادية. ورغم أن العرب يشكلون الأغلبية العظمى خاصة في دير الزور التي لا يتواجد فيها المكون الكوردي أساسًا إلا أن "قسد" تواصل هيمنتها على المنطقة هناك وتنشر حواجزها بشكل استفزازي بين البلدات والقرى كما أنها تحرم البلدات العربية من عوائد النفط رغم وجود معظمه في محافظة دير الزور وبالتالي فإن "قسد" التي تسيطر على أكثر من تسعين بالمئة من النفط السوري تحرم سكان دير الزور حتى من أقل القليل من هذه العوائد.
وأضاف العلي أن مجلس دير الزور العسكري تم إنشاؤه في العام 2016 في منطقة الشداده وتأسس من أبناء العشائر العربية هناك، العكيدات البكارة الجبول، قبل أن يتم توسعته ليشمل المناطق التي اندحرت عنها "داعش" ليتخذ المجلس من محافظة دير الزور مقرًا له، ولكن "قسد" التي كانت الفصيل الوحيد في تلك المنطقة بدأت تشعر بالقلق من تنامي نفوذ الفصيل الجديد خاصة مع ازدياد الحاجة الأمريكية إليه.
توقيت المواجهات يحرج الولايات المتحدة
من ناحيته قال المحلل السياسي عدي حداوي إن التوقيت الذي اندلعت فيه المواجهات شكل احراجًا كبيرًا للولايات المتحدة خاصة وأنها كانت تحشد القوى وتحاول إيصال رسائل قوية لخصومها في غرب الفرات ولا سيما الجيش السوري والقوى الحليفة له هناك، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا. وفي هذا السياق قامت الولايات المتحدة باستحضار تعزيزات عسكرية من مجلس دير الزور العسكري لمواجهة الجيش السوري وحلفائه إلا أن هذا الأمر انقلب وبالًا عليها، فبدلًا من ذلك غلبت الخلافات الداخلية على القوى التابعة لها ولا سيما من قبل "قسد" التي كانت مستاءة من أن الفصيل العشائري باتت لديه مهام أكثر من قبل فبادرت إلى افتعال صراع معه أودى بحياة عنصرين من مجلس دير الزور العسكري ورد الفصيل بمهاجمة مواقع "قسد" خاصة في دير الزور وحاجز الربيضة الذي وضعته "قسد" في مسقط رأس قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل مما شكل استفزازًا كبيرًا له ورغم أوامر مظلوم عبدي بإزالة الحاجز إلا أن "قسد" تجاهلت الأمر عدة أيام قبل أن ترضخ له.
واعتبر حداوي أن هذه المعركة أحرجت الأمريكيين كثيراً وشكلت ضربة قوية للسيناريو الذي كانت ترسمه هناك وهو الاعتماد على العشائر العربية بالذات لإخراج الجيش السوري من القرى السبع التي يتواجد فيها مع حلفائه في شرق الفرات ومن ثم وصل المنطقة الواقعة بين شرق الفرات ومناطق نفوذها في التنف وبالتالي إغلاق الطريق الذي يربط سورية بالعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية من بعده.
وخلص المحلل السياسي إلى أن الوجود الأمريكي في سورية هش ولا يملك عوامل الاستمرار لأنه غير شرعي ومرفوض كليًا من قبل الشعب السوري والقوى المقاومة التي اتخذت قراراً استراتيجيًا بإخراج الأمريكيين وتدمير أدواتهم في المنطقة.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
05/12/2024
الحياة تعود إلى النبطية من تحت ركام العدوان
02/12/2024