نقاط على الحروف
من يريد أخذ البلد الى المجهول؟
د. زكريا حمودان
تتسارع الأحداث منذ انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان حتى يومنا هذا. خرج التلويح من الحاكم بالوكالة للمصرف المركزي بعدم دفع دولارات من دون إقرار القوانين والاجراءات الاصلاحية، واعتبر البعض أن هذا التلويح هو مجرد كلام لنصطدم اليوم بما هو مفصلي على مستوى تأمين الدولارات.
تعطيل اجتماع المجلس النيابي ورسائله السياسية
يأتي تعطيل اجتماع المجلس النيابي في إطار النكد السياسي غير المبرر، فالعقم الرئاسي لا يوجب علينا تدمير البلد من خلال عرقلة جميع محاولات ديمومة العمل التشريعي، لكن بحسب ما يصدر من تصاريح سياسية فإنَّ الأزمة التي نعيشها كبيرة جدًا وتنذر بانقسام عمودي في مستقبل البلد السياسي.
الصادم في ما حصل أنه تم تعطيل عمل البرلمان في رسالة مزدوجة المعايير على الشكل التالي:
١- ان انتخاب رئيس الجمهورية هو أمر رئيسي وإن كان الثمن تدمير البلد ومؤسساته.
٢- ان العمل البرلماني بات رهينة انتخاب رئيس للجمهورية، وربما هذا الأمر قد يكون جزءًا من الصلاحيات المسلوبة من الأفرقاء المسيحيين، بالتالي بات تعطيل البرلمان حاجة رئيسية إلى حين انتخاب رئيس.
المجهول بات يلوح في الأفق
أزمات البلد تتكدس، وواضح للجميع أنها قد تتفجر على مراحل متسارعة، فالكهرباء بدأت أمس تمس بمؤسسات الدولة الأساسية، وكان المشهد المعيب في المطار.
تربويًا، خرج وزير التربية مطالبًا بمبالغ مالية تجعل العام الدراسي رهينة تصريح الوزير الذي لا يُسجل له أي انجاز يُذكر، بل إن القطاع التربوي تدهور في ظل غياب الخطط التمويلية واللوجستية.
انمائيًا، انقطعت أخبار الإنماء عن البلاد وبات أي تجمع لعدد من اللبنانيين القادمين من الاغتراب يشكل حفلة اعلامية غير مفهومة، ولا يمكن أن تدخل في الإطار التنموي الحقيقي أبدًا.
صحيًا يراهن كثيرون على إفشال الحكومة في تمويل ما تيسر من حاجات أساسية حتى ولو أدى ذلك إلى موت بعض اللبنانيين بسبب انقطاع الأدوية المزمنة أو تعطل عمل بعض المستشفيات أو غير ذلك.
الدولار الى ارتفاع
مؤشرات اليوم تدل على عوامل عدة مرتبطة بقرب تفلت سعر صرف الدولار، فمنصة صيرفة موجودة خارج حسابات الحاكم بالوكالة، والحكومة تملك الليرات وليس الدولارات، وحاجة الحكومة للدولارات قائمة مع رفض المركزي تأمينها بأساليب رياض سلامة.
جميع هذه المؤشرات تؤكد أنه لا بديل عن عودة عمليات سحب الدولار من السوق السوداء عبر مجموعات متخصصة مما سيؤدي حتمًا الى ارتفاع الدولار تدريجيًا.
ما نعيشه اليوم قد يكون المرحلة المتقدمة من مسلسل التدمير الممنهج للبلاد عبر أخذها الى المجهول عن سابق إصرار وتصميم، وكل إصرار على عدم التعاون بشكل قانوني في موضوع تيسير عمل المرافق العامة سيؤدي حتمًا الى التدهور التدريجي للاوضاع في لبنان.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024