معركة أولي البأس

خاص العهد

افريقيا ساحة جديدة للحروب الكبرى.. ويقظة حيال خطر الاستعمار
21/08/2023

افريقيا ساحة جديدة للحروب الكبرى.. ويقظة حيال خطر الاستعمار

تونس - عبير قاسم

تعتبر القارة الافريقية الأكثر فقراً في العالم رغم احتوائها على ثروات طاقية ومعدنية وطبيعية هائلة، ولكنها تعرضت للنهب طوال العقود الماضية من قبل الاستعمار الغربي والأوروبي تحديدًا. واليوم تبدو القارة الإفريقية في دائرة الضوء وسط مخاوف من أن تتسع رقعة الصراعات فوق أراضيها لتنذر بمرحلة جديدة من الحروب.

فما يحصل في النيجر ليس سوى الظاهر من جبل الجليد ويخفي في طياته تاريخًا من الصراع على النفوذ في هذه القارة الغنية والتي يسيل لعاب الغرب عليها.
وتؤكد الصحفية المتخصصة في الشؤون الافريقية وفاء العرفاوي لموقع "العهد" الإخباري أن افريقيا هي قارة الخير والثروات، والاستعمار الأوروبي لا يزال موجودًا من خلال تكميم الأفواه والسيطرة على الثروات، مشيرة إلى أن الغرب يتعامل مع حكام ديكتاتوريين رضوا بموافقة الغرب على بقائهم في الحكم مقابل السكوت عن سلب الخيرات من قبل الأوروبيين والفرنسيين. وتضيف "لعل البؤس والمعاناة التي تعانيها الدول الافريقية خير دليل على السياسة الاستعمارية التي يرفضها الجيل الجديد من الأفارقة والذي انذفع جله نحو خيار الهجرة غير القانونية بحثًا عن آفاق أرحب".   

صراع اقتصادي

بحسب العرفاوي فإن افريقيا ستكون ساحة صراع دولي ولكن هذا الصراع ربما يكون اقتصاديًا وصراعًا على النفوذ والتواجد من قبل بعض الدول التي تسعى لتمكين الدول الافريقية من برامج تنموية مقابل الاستفادة والاستثمار في ثرواتها، والصين دخلت اليوم بقوة بمشاريع اقتصادية وبرامج وعلاقات جيدة مع العديد من الدول القائمة على المصالح المتبادلة. وأشارت إلى أن روسيا الاتحادية لها مساهمات ابان الاتحاد السوفياتي في دعم حركات التحرر في افريقيا، ووجدت اليوم طريقًا للعودة إليها، وبحثت فرص التعاون مع العديد من الدول الافريقية وسعت الى تقديم المساعدات المتعددة الأشكال، وقمتا سوتشي وسان بطرسبورغ تأتيان في سياق تعزيز وتنمية التعاون بين موسكو وافريقيا من منطلقات ومرتكزات جديدة قائمة على الندّية.

تضعضع النفوذ الفرنسي

في سياق متصل، أوضحت العرفاوي أن "العديد من الانقلابات التي شهدتها الدول الإفريقية خاصة في المناطق التي كانت تتبع فرنسا مثل مالي وبوركينا فاسو وغينيا أثارت تساؤلات حول مدى تراجع النفوذ الفرنسي في افريقيا مقابل تصاعد التواجد الروسي والصيني والذي يلقى المشروعية والترحيب من شعوب المنطقة". وقالت إن "ما حدث في النيجر التي تتواجد فيها فرنسا بقوة يعد ضربة وصفعة لباريس، وفرنسا لن تقبل خسارة نفوذها هناك وهذا ما يؤشر إلى إمكانيات تصعيد عسكري كبير قد يأخذ شكل تدخل من قبل قوات "ايكواس"".

وتضيف العرفاوي "الجيل الخامس من الحروب أصبح توظيفًا بالوكالة، ففرنسا تنتظر من القوة الافريقية "ايكواس" اعطاءها الذريعة للتدخل في النيجر خاصة اذا تعنّت الانقلابيون، وربما هناك عقوبات اقتصادية تضرّ بالبلد الفقير، فجمهورية النيجر دولة حبيسة تقع غرب افريقيا تحدها عدة دول افريقية هي الجزائر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وليبيا، ويبلغ عدد سكانها 27 مليون نسمة، وهي بلد فقير على الرغم من انها تمتلك إمكانيات كبيرة جدا أهمها اليورانيوم الذي يجعلها سابع دولة في العالم إضافة الى الذهب والنفط، فضلًا عن الأراضي الزراعية الخصبة".

وشهدت النيجر سنوات طويلة من الحكم العسكري الديكتاتوري ومرّت بفترة انتخابات وحكومات ولكن الانقلابات لم تجعل هذه الحكومات تستمر، وكان آخرها ما حدث يوم 26 تموز / يوليو عندما انقلب الجيش على الرئيس المنتخب محمد بازوم.

لم يعد أمام الدول الأفريقية من خيار للتخلص من التبعية الغربية سوى الاعتماد على الأجيال الصاعدة من الأفارقة للنهوض بالقارة وذلك من خلال بناء شراكات جديدة مع الدول الصديقة التي تشاركها المصالح والأهداف ذاتها بعيدا عن عقلية الاستعمار والاحتلال بكل بشاعته ومآسيه ودماره.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل