نقاط على الحروف
مطار "الجبور": صورة HD عن الحماقة الاسرائيلية
ليلى عماشا
حتى اللّحظة، لم يصدر عن المقاومة ما يؤكّد أو ينفي أو يعلّق حتّى على ما نشره وزير الحرب الإسرائيلي من صور قال إنّها لمطار بناه ويشغلّه حزب الله على بعد عشرين كيلومترًا من الحدود مع فلسطين المحتلة. وليس من المتوقّع ذلك لأسباب عديدة أبرزها أنّ الحزب ليس ملزمًا بأي نوع من الإيضاحات تجاه أحد لا سيّما في ما يتعلّق بالحماقة الصهيونية التي يورّط فاعلوها أنفسهم بها في تصغير وتوهين كيانهم الزائل بعين مستوطنيه ومريديه. كمنت الحماقة الصهيونية هنا عند "مهوار" خطير: المستوطنون بالكاد يتحمّلون فكرة وجود "خيمة" ويهزؤون بكيانهم وزعمائهم لعجزهم عن إزالتها. لقد قال لهم الغبيّ: لقد بنوا مطارًا. من شدّة غبائه شابه غالانت اللاعب الأحمق الذي يسدّد هدفًا في مرمى فريقه، ويبتهج مستغربًا عدم تصفيق الجميع.
هذه الحماقة التي تكلّف الإسرائيلي خسارة معنوية جديدة بمعيار أمن الكيان، وتكشف لمستوطنيه حجم هزاله، لم يرتكبها غالانت عبثًا. فهي رغم تكلفتها العالية داخليًا، تشكّل ورقة يرميها إلى الداخل اللبناني بدافع تأجيج النفوس المعادية للمقاومة، ورقة تحريضية يرميها علانية ليبلغهم أن عليهم استخدامها في خطابهم اليوميّ ضدّ المقاومة. بالمحصّلة هي حسابات خائب يستثمر في تحريك خائبين.
انتشرت الصورة وسرعان ما تحوّل "مطار الجبور" إلى حديث الساعة على منصات التواصل الاجتماعي، وأبدع جمهور المقاومة في جعله بوابة للسخرية من الكيان الصهيوني: آلاف المنشورات تناولت الموضوع من زوايا مختلفة، تجمع ما بين الاعتزاز بقدرات المقاومة وربطها بحقيقة أن ما كان لله ينمو، وبين السخرية من العدوّ الغارق في همّ إزالة خيمتين عند الحدود اللبنانية، الى حدّ عرضه الانسحاب من الجزء الشمالي لقرية الغجر بشرط أن تقوم المقاومة بتفكيك الخيمتين، بحسب ما ورد على لسان الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماع الثلاثي في الناقورة: "إسرائيل" قد تقبل بالانسحاب من شمالي بلدة الغجر، في حال وافق حزب الله على إزالة خيمتيه في مزارع شبعا المحتلة.
بكلام آخر، يبدو أن الاسرائيلي يعرض شراء ماء وجهه وحفظ هيبته المتصدعة، وإن كانت تكلفة ذلك في خيمتين انسحابًا من أراضٍ محتلة، فكم ستكون التكلفة التي قد يقترحها في "مطار"؟! لا شكّ بأنّه لم يحسب للأمر جيّدًا، وأنّ خيباته السابقة في التحريض على المقاومة وتلقين خصومها ما عليهم قوله في الداخل لم تعلّمه شيئًا.
بكلّ الأحوال، من المتوقّع أن الصهاينة أمضوا اليومين السابقين وغالبًا سيمضون الأيام اللاحقة، بانتظار تعليق من حزب الله على الصور. وفي هذه الأثناء، سيعيدون الإنصات إلى كلمات السيد وهو يقول:
"انشالله بدنا نحط خيمة، انشالله بدنا نعمر ڤيلا، انشالله بدنا نحط برج.. انشالله بدنا نعمل مطار.. شو إلن علينا".
سيزداد سخطهم، وسيزداد استياؤهم، ولن يملكوا سوى استجداء الحلول الدبلوماسية وبعض التهديدات الاستعراضية، التي باتوا مبدعين فيها، منذ أدخلت المقاومة الزمان في بوابة الانتصارات وأعلنت أن زمن الهزائم قد ولّى. هذا الكيان، الأوهن من بيت العنكبوت، صار يرمي نفسه بنفسه، ويراهن، من فداحة إفلاسه، على بعض أدواته في لبنان ومنها الاعلام المتصهين عسى تحقّق له باستهداف المقاومة ما يعجز هو عنه. كنا قلنا سابقًا: خائب يستخدم خائبين. هي الحماقة بعينها، وهي بوابة جيّدة يستخدمها أهل المقاومة ليصوّبوا بالسخرية اللاذعة على وهن العدو، الذي يراقب بحسرة وحنق ما يُحكى. هو يألم، وهم يضحكون.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024