نقاط على الحروف
هل أوشك صبر المقاومة اليمنية على النفاد؟
إيهاب شوقي
قد تكون اليمن بموقعها وما تتحكم به جيوسياسيا، وبإرادة مقاوميها الصلبة وعزيمتهم وإمكاناتهم، وبالإضافة إلى ذلك إيمانهم العميق وتمسكهم بالثوابت، وبمحصلة ذلك قد تشكل هي المفاجأة الاستراتيجية غير السارة لأمريكا وللعدو الإسرائيلي ومعسكرهما بالمنطقة.
هذا الأمر قد بدأت بعض الأقلام الصهيونية تلتفت إليه، حيث تعتبر اليمن رسميا عضوا في محور المقاومة، وهذا الاعتبار الرسمي يقصد به أن هناك حسابات عسكرية واستراتيجية وضعت اليمن في مرحلة متقدمة من معادلات المواجهة الشاملة، بعد أن كانت خاضعة للحسابات الثانوية، أي انتقلت من العدو المحتمل إلى العدو الصريح ومن الحسابات الاحترازية إلى الحسابات العملية والواقعية.
ومع ذلك فإن العدو لا يدرك فعليا حجم اليمن ولا يستطيع تقدير مدى قوتها ومفاجأتها الاستراتيجية له على مستوياتها الثلاثة، الاستراتيجي والتكتيكي والتعبوي.
تنضح تقارير العدو وتقديراته للموقف، بتقديرات تعتبر اليمن مجرد جبهة قد تفتح عليه مثل غزة وجنوب لبنان وتمركزات الفصائل المقاومة في سوريا والعراق، ولكن ما قد لا يتخيله أن اليمن قد تشكل انقلابا عالميا في سوق الطاقة، وقد تشكل اضطرابا عالميا في طرق التجارة والنقل تفسد الخطط الأمريكية الجديدة القائمة على الممرات البديلة للمرات التقليدية ولممرات الصين.
ودون مبالغات أو مجازفات، يمكن القول أن اليمن تمتلك أقفال الخطط الأمريكية الالتفافية وتستطيع غلق أبوابها.
وثقافيا، يشكل الشعب اليمني ضميرا للشعوب العربية، حيث يحتفظ بشكل شبه متفرد بكامل الثوابت وكامل الطاقات والجهود التي يمكن أن تبذلها الشعوب في التضامن والتعبير عن الانتماء للقضايا المركزية والتمسك بالثوابت، وهو ما يشكل خطا آمنا للرجعة للشعوب التي فترت حماستها أو انشغلت بهمومها وأوجاعها الذاتية.
كما يشكل اليمن نموذجا حيا لفشل التقديرات الأمريكية والصهيونية والتي قامت على أعمدة واهية مفادها أن اليمن تابع لإيران، وبالتالي يمكن الضغط على إيران بتصفيته، أو المساومة والتسوية على حسابه، وهو ما أثبتت كل من إيران واليمن خطأه، بالدعم الإيراني غير المشروط والذي يعطي اليمن كامل استقلاليتها في القرار، وبالممارسات اليمنية الفعلية التي لم تربط قراراتها بقرارات الدولة الإيرانية وتشخيصها الذي أفرز التهدئة والتقارب مع السعودية حيث يرتبط ذلك بحسابات إيرانية تمد اليد للتعاون مع كل من يمد اليد لها، وهو ملف منفصل عن ملف الأمن القومي لليمن ودحر ومواجهة العدوان.
هذه المقاربة هي المقاربة القاتلة للعدو، وهي مقاربة مفادها الانتماء العميق لمحور المقاومة مع الاستقلالية الكاملة للقرار، وهو ما يعني أن لكل جبهة من جبهات المقاومة تشخيصها وحريتها وقرارها، مع الاحتفاظ بالتنسيق والجهوزية للانخراط مع كامل المحور في مواجهات شاملة.
وهي قاتلة للعدو لأنها تفقده قدرته على المساومات وتعطي شكلا من اشكال اللامركزية في الجبهات وهو وضع مربك في الحسابات الاستراتيجية والسياسية يستعصي على العدو الوصول لعلاج عملي له.
هنا يكتمل تشديد الخناق على العدو وحصاره، ومعه ينتقل العدو من الهجوم إلى الدفاع ومن محاولته لإحكام الحصار عبر التطبيع والتعويل على الخونة، إلى إنهاكه لفك الحصار عن نفسه والانشغال بعمقه الاستراتيجي المهدد.
لا تزال تصريحات أمريكا بخصوص اليمن مخادعة، وتفترض أن هناك فرقاء ينبغي التوفيق بينهم لإشاعة السلام والاستقرار، وهو تجاهل لحقيقة أن من يتم وضعهم في خانة الفرقاء هي ميليشيات تابعة وعميلة لأمريكا والسعودية والإمارات وخادمة لمصالحهم باليمن، وأن اليمن لو تركت لأهلها بمعزل عن التدخلات ستتوحد وتصل إلى تفاهمات سلام وبناء ونهضة.
كما تتنصل أمريكا باستخفاف مهين للعقول من دورها المباشر في قيادة العدوان وتوجيهه وهندسة تحركاته.
والمراقب للتصريحات والتحركات اليمنية الأخيرة يدرك جيدا أن صبر المقاومة باليمن أوشك على النفاذ وأن مرحلة جديدة من المواجهة قد تكون وشيكة ومعها ستكون مستويات المواجهة أكثر تطورا وإيلاما للعدوان ومن يدعمه.
السعوديةاليمنالجيش اليمنياللجان الشعبية في اليمنالعدوان الاميركي السعودي على اليمن
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
05/12/2023
هوامش على دفتر الأسرى
04/12/2023
عن مبدع يحلّق فوق فلسطين.. ويقاتل!
04/12/2023
الخلاف الأمريكي - الإسرائيلي سماجة دعائية
01/12/2023
حربٌ بدأت ولن تنتهي
التغطية الإخبارية
رئيس وزراء إسبانيا: لا يمكن تحمل الكارثة الإنسانية بغزة ويجب على مجلس الأمن التحرك للدعوة إلى وقف إطلاق النار
"الوكالة الوطنية": غارة للطيران الحربي الإسرائيلي مساء اليوم على أطراف عيتا الشعب
فلسطين المحتلة: المقاومة تستهدف آليات الاحتلال المتوغلة على شارع عمر المختار "شارع 5" في خان يونس
إعلام العدو: 100 جندي إسرائيلي أصيبوا في أعينهم وبعضهم أصيب بالعمى منذ بدء الحرب
فلسطين المحتلة: قصف إسرائيلي لمربع سكني في مخيم المغازي وسط القطاع وانتشال 10 شهداء مع وجود عدد من الضحايا تحت الركام
مقالات مرتبطة

محادثات هاتفية بين رئيس الأركان الإيراني ووزير الدفاع السعودي

إيران: الوقت لم يعد ملائمًا للكلام بل للفعل

زيارة السيد رئيسي إلى الرياض محور اهتمام الصحف الإيرانية

خطيب المسجد الحرام يدعو لتحرير فلسطين

السعودية ترفض دعوات التهجير القسري للفلسطينيين في غزة

وزير الدفاع اليمني: البحر الأحمر محرّم على سفن الكيان الصهيوني

القوات المسلحة اليمنية: إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية صهيونية في "أم الرشراش"

اليمن يتوعّد مجددًا السفن الإسرائيلية ومن يحاول حمايتها

المشّاط يوقّع قانون حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو والتطبيع معه

الولايات المتحدة تواجه تهديدًا حقيقيًا في البحر الأحمر
طوفان مددٍ من نساء اليمن إلى فلسطين المقاومة.. "لستم وحدكم"

اليمن يحذر واشنطن.. التصعيد ضدنا إعلان حرب

إن أول الغيث قطرة.. وإن أولى السفن (Galaxy Leader)!

قائد لواء الدفاع الساحلي في اليمن: لدينا الأسلحة والصواريخ المناسبة للتعامل مع أي تطورات

الضربة اليمنية الخامسة.. دقيقة ونوعية

هل تفجر واشنطن التفاوض بين صنعاء والرياض؟

تاسع أعوام الصمود اليماني: نحو فجر الحرية والانتصار

"في قبضة الامن".. نصر إضافي على تحالف العدوان

المشاط: لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه حرب الإبادة الجماعية في غزة

فلسطين الجهاد والمقاومة.. العنوان الأبرز في المؤتمر الدولي للرسول (ص) بصنعاء

اليمن: مباحثات عُمانية أمميّة حول حلّ شامل
