طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

حرب تشرين التحريرية: انتصار يؤرق الصهاينة ويحاولون تهشيمه
06/10/2023

حرب تشرين التحريرية: انتصار يؤرق الصهاينة ويحاولون تهشيمه

عبير بسّام 
يبدو أن حرب السادس من تشرين الاول/ أكتوبر 1973 التحريرية ما زالت تؤرق منام العدو الإسرائيلي، ولا يمكننا إنكار أن حرب تشرين التحريرية كانت فاتحة الإنجازات العربية، عندما وضع جيش الدولة المارقة في مواجهة جيشي الدولتين العربيتين سوريا ومصر. ولذلك يعز على الصهاينة ومشغليهم في الولايات المتحدة وحلفائهم في تركيا أن يمر تشرين آخر والجمهورية العربية السورية تحتفل بيومها المجيد في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر وفي ذكرى اليوبيل الذهبي لهذه المعركة إلا والجراح تنكأ القلوب. 

لذلك كان توقيت مجزرة الكلية الحربية في حمص في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر المترافق مع تخرج دفعة من ضباط من الجيش العربي السوري، اختلط فيها دم العسكريين بدم أهاليهم المدنيين من رجال ونساء وأطفال. وبدأ احتفال الإنتصار اليوم بحداد عام في سوريا وبصلاة الغائب على أرواح شهداء المجزرة، وحتى العدو الصهيوني ابتدأ مرحلة جديدة في تهشيم معنى تشرين عبر إنشاء صفحة خاصة يحاول من خلالها تغيير المفاهيم.

عندما نكتب عن حرب تشرين، نتوجه نحو الإنجازات التي قام بها، ليس فقط الجيشين العربي والسوري، بل حتى القوات العربية التي توجهت إلى الجبهات السورية والمصرية، ولكن أن يقوم الكيان الصهيوني بفتح صفحة خاصة على موقع جيشه ينشر فيها صور المعارك كما يراها فهذا أمر يستدعي الكثير من التساؤل حول ما الذي يريده الكيان وما يحاول ان يحققه في هذه المرحلة؟ 

نشر الكيان على موقعه صور جنوده وهم يعتلون الدبابات المصطفة في مواقعها وكأن شيئاً لم يكن. حتى أن الصفحة تتحدث عن استرداد الأراضي التي استعادها الجيش السوري في بداية المعركة ووصول قوات الكيان على بعد 60 كم من دمشق، وتوقف الحرب واعتراف مصر بدولة الكيان بعد خمس سنوات من نهاية الحرب. كل ما تحقق من نتائج للعرب ومن انهزامات لدولة الكيان يحاولون مسحه بجرة قلم، وكأن القنيطرة لم تستعاد بعد حرب استنزاف امتدت ثمانية أشهر انسحب بعدها الإسرائيلي من القنيطرة بعد أن حولها إلى دمار.

بعد وصول حرب تشرين إلى يوبيلها الذهبي، يتحدث الصهيوني عن معركة "انتصار الروح"، ويريد من ذلك رفع معنويات جنوده ومستعمريه، ويريد في الوقت ذاته تحطيم المعنويات العربية في زمن الإتفاقيات الإبراهيمية، وفي وقت يحضر فيه للمعركة الكبرى، وهو يعرف انها قادمة ولا يستطيع دخولها دون اللعب على الحرب النفسية، وهنا يمكننا القول، لا يظنن أحد أن التخطيط لمجزرة الخامس من تشرين الأول لم يكن مدروساً ومخططاً ضمن مستلزمات الحرب النفسية. فبينما يتحدث عن انتصار الروح الصهيونية يحاول كسر الروح في سوريا من خلال المجزرة. 

في 7 أيلول/ سبتمبر 2023 استحدث العدو موقعا باللغة العبرية تحديداً لنشر الأرشيف الصهيوني حول حرب السادس من تشرين التحريرية، وزعم فيه التردد الصهيوني بتنفيذ ضربة استباقية توجه إلى كل من سوريا ومصر، وحتى أن الصهاينة استمهلوا توجيه الضربة بحجة أن العالم لن يصدقهم بأنهم يدافعون عن أنفسهم وهذا ما تردد على لسان غولدمائير وغيرها. ولكن في المقابل على الصفحة العربية نشرت معلومات مبتذلة ومحدودة، فيها تعظيم للصهاينة وجنودهم وصور لهم على الدبابات، وعلينا أن ننتظر ترجمة هذه الوثائق لنرى إذا ما كان الصهيوني سينشر عدد الطائرات التي اسقطت والخسائر التي تكبدها في الأرواح ووصول الطائرات الأميركية بطياريها من القواعد الأميركية في ألمانيا للدفاع عنه. 

تداعيات حرب تشرين التحريرية ما زالت قاسية على دولة الصهاينة وما زالت حتى اليوم تعيش في ضمير الكثير من العرب الأحرار، وما زال امثال عزة مصطفى يدعون الكيان باسم الإحتلال، وماتزال الدولة المارقة تعمل جاهدة من أجل تشويه صورة الحرب ورجالاتها، بإستنثاء الرئيس أنور السادات الذي وقع اتفاقية السلام التي أججت مشاعر مأساة نكبة 1967 بعد زمن ابتدأ فيه الإنتصارات. وما زالت الدول التي ترفض التطبيع مع الكيان مستهدفة، ولكن في جميع الأحوال وإن جاء تشرين على سوريا في هذا العام وهي في حالة الحداد، إلا أن أيامه المجيدة لن تمحى، خاصة وأن أرشيف العدو الذي سمح بنشره، وما زال هناك الكثير مما لم يسمح به، يكشف أن هذه الدولة المارقة لم يكن لها أن تصمد إذا ما اجتمع العرب متضامنين لقتالها، ولم يكن لها أن تعود لتشن هجوماً مضاداً لولا خيانة السادات، وتدخل الأميركيين بطيرانهم وجنودهم إلى جانب الصهاينة لقتال العرب والسوريين على الجبهة السورية.  

سوريامصرحرب تشرينحافظ الأسد

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل