نقاط على الحروف
رسائل السوداني البليغة من القاهرة
بغداد - عادل الجبوري
في كلمته بقمة القاهرة من أجل السلام التي عقدت يوم السبت الحادي والعشرين من شهر تشرين الاول-اكتوبر الجاري، بحضور عربي واقليمي ودولي واسع، أعاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التأكيد على مواقف العراق الثابتة والمبدئية حيال القضية الفلسطينية عموما، والاحداث الراهنة في الاراضي المحتلة-وتحديدا في قطاع غزة-على وجه الخصوص.
إذ أكد أن "العراقَ يرفضُ بشدةٍ محاولاتِ إفراغِ قطاعِ غزةَ من أهلِه، ولا مجالَ أبداً للحديثِ عن إعادةِ التوطين، أو خلقِ معسكراتٍ للّجوء، أو غيرِ ذلك من دعواتٍ عفا عليها الزمنُ وليس من مكانٍ للفلسطينيين إلّا أرضَهم" الى جانب التشديد على "ضرورةِ الوقفِ الفوري لإطلاقِ النار، وفتحِ المعابرِ الحدوديةِ والسماحِ بدخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ وموادِّ الإغاثةِ، ومن ثَمَّ العملُ بعد ذلك على ضمانِ تبادلٍ آمنٍ وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين"، مشددًا على "اهمية وقفِ تذويبِ القضيةِ الفلسطينيةِ ومحاولةِ دفنِها، وإنهُ ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالحَ وأنْ يتنازلَ أو أنْ يتبرّعَ نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني".
الملاحظ أن كلمة السوداني كانت الأوضح في التعبير عن المواقف المبدئية، وفي تشخيص أسس المشاكل والأزمات في المنطقة، وفي تشخيص طبيعة الكيان الصهيوني الغاصب، وهو على خلاف زعماء عرب وغير عرب -أو من كان يمثلهم في القمة- تجنب اللغة الدبلوماسية الفضفاضة، والمراوغة واللف والدوران حول حدود الأزمة، حتى لا يغضب هذا الطرف الدولي أو ذاك.
وبقدر ما لقي ما قاله السوداني في قمة القاهرة من ترحيب وارتياح من قبل أغلب الوفود المشاركة، ومن أوساط ومحافل سياسية واعلامية ونخبوية عربية وأجنبية، فضلًا عن العراقية، فإن البعض ممن يريد بشكل أو بآخر تحميل الفلسطينيين مسؤولية وتبعات التصعيد الآخير، وتبييض صفحة الكيان الصهيوني، رأى أن كلام رئيس الوزراء العراقي بعيد عن الواقع، ولا ينسجم مع توجهات حل واحتواء الأزمة.
وبشكل أو بآخر، فإن السوداني وجه انتقادات ضمنية لمن يجاملون واشنطن و"تل ابيب" وعواصم غربية أخرى على حساب القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، حينما تساءل قائلا "ألمْ يحنِ الوقتُ لوضعِ حدٍّ لهذا الاحتلالِ البغيض؟.. أما آن لنا وقفُ معاناةِ هذا الشعبِ المكافحِ الصامد الذي يصفه بعض الأصدقاء في كلماتهم بأن أعماله إرهابية، بينما الجرائم المدمرة الممنهجة للاحتلال الصهيوني هي دفاع عن النفس على وفق القانون الدولي؟"!.
وتساءل ايضًا "متى نقر بأنَّ الظلمَ لا ينتجُ سلاماً مستداماً، ولا سبيلَ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ وإنهاءِ العنفِ إلا بإزالةِ أسبابه، وفي مقدمتِها الاحتلالُ وسياساتُ التمييزِ العنصري؟".
لا شك أن ما جاء في كلمة السوداني بقمة القاهرة، مثّل تعبيرًا دقيقًا وصادقًا وموضوعيًا لمجمل مواقف العراق الشعبية والنخبوية، الرسمية وغير الرسمية، الآنية والسابقة، الصادرة من مختلف مكونات الشعب العراقي، التي ترجمتها مؤخرًا، وتحديدًا بعد اندلاع معركة "طوفان الاقصى" التظاهرات والتجمعات الجماهيرية الواسعة، والحملات الاعلامية المتواصلة، ومبادرات الدعم والاغاثة الانسانية الكبيرة، والاستعدادات على قدم وساق للمشاركة المباشرة والفاعلة لنصرة الشعب الفلسطيني وهو يسطر الملاحم والبطولات المشرفة، ويذيق الكيان الصهيوني الهزائم المرّة والانكسارات المذلة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024