آراء وتحليلات
الحديث عن الصفقة.. صفقة
د. زكريا حمودان
منذ خضوع حكومة بنيامين نتنياهو، إلى أول خطوة تجاه وقف إطلاق النار كانت المؤشرات تشي ببداية الحل التدريجي لنهاية معركة طوفان الأقصى ونزول الكيان عن الشجرة.
لم تكن المعركة كسابقاتها من المعارك، الإنجازات كبيرة جداً والصفعة التي تلقاها العدو أكبر بكثير من المتوقع لذلك كان حجم الدمار والهستيريا التي انتهجها العدو من خلال المعركة مؤشر عن العجز الكلي في تحقيق إنجاز عسكري ميداني أو من خلال عملية اغتيال حاول جاهداً أن يقوم بها ولكن لم ينجح لا داخل غزة ولا حتى خارج غزة.
المقاومة صمدت لا بل حققت نتائج إيجابية داخل قطاع غزة الأمر الذي جعل العناوين جميعها التي طرحها نتنياهو خارج إطار الواقع ولم تتخط التمنيات كما أدت إلى الوصول إلى الهدنة الأولى التي انطلقت وانتهت وتمددت وها هي تتمدد اليوم ولكن بعناوين قد تكون جديدة.
لم يعد الحديث عن هدنة الأربعة أيام المتجددة هو فقط ما يُتَدَاوَل، هيئة البث الإسرائيلي باتت تتحدث عن صفقة يُحَضَّر لها في قطر، والحديث عن الصفقة في إعلام العدو هو بحد ذاته صفقة ربما لن تحصل اليوم ولكن يبدو أنها ستحصل قريبا، وإذا أردنا تقدير الموقف يمكننا القول إن الصفقة التي يُحَضَّر لها ستحصل خلال عدة أيام أو ربما قرابة الأسبوع بحيث يبدأ الترويج لها تدريجياً كما حصل مع بداية الهدنة.
خلال الحديث عن الهدنة الأولى كان التوافق المفترض أن يحصل قبل أسبوع من بداية الهدنة الأولى ولكن ما حصل فعلياً أن إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأهمية هذه الهدنة لتحرير المدنيين جعلها تأخذ وقتها وبالتالي يتم القبول بها كأنها حاجة إسرائيلية وليست مطلباً. بعد ذلك بدأ الحديث عن تمديد الهدنة والتي كان من البديهي الحديث عنها لأن عدد الذين حُدِّدُوا في الهدنة الأولى من رهائن لم يكن يساوي العدد الإجمالي من رهائن من ما يشير أنه ستكون هناك الحاجة إلى الهدنة مجدداً والتي بدأت تتجدد بشكل تدريجي وهذا ما كان متوقعاً لدينا منذ توقيع هذه الهدنة.
اليوم الحديث عن الصفقة، وعندما يكون الحديث عن الصفقة يكون الحديث عن عناوين كبيرة انطلقت مع معركة طوفان الأقصى وأهم هذه العناوين:
1ــ تبيِّض السجون بشكل تام وإخراج الأسرى جميعهم من سجون العدو بالإضافة إلى الحديث عن المعتقل جورج إبراهيم عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية بالرغم من انتهاء مدة احتجازه.
2ــ رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات والبضائع بشكل طبيعي وخارج إطار الحصار الذي كان مفروضاً منذ أكثر من 10 سنوات.
3ــ وقف العمليات الحربية والتعسفية من قبل حكومة العدو بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية كجزء من صفقة كاملة تضمن أمن المقاومين في الضفة الغربية.
4ــ تشكيل لجنة دولية تعمل على مشروع حل مشكلة الدولتين العادل والشامل من أجل ضمان عدم حصول خروقات أمنية من قبل العدو الإسرائيلي تؤدي إلى ما أدت إليه من معارك وعمليات مثل طوفان الأقصى.
العدو الإسرائيلي وعلى رأسه حكومة نتنياهو خسروا مجرد دخولهم الهدنة الأولى، وعند تمديد الهدنة خسروا أكثر، حتى إن الحديث عن الصفقة في هيئة البث الإسرائيلي هو خسارة إضافية تضاف إلى خسائرهم التي تحدثنا عنها. الحديث عن الصفقة بشكل عام هو صفقة يُحَضَّر لها في قطر وهذه الصفقة لن تكون عادية لأن المعركة ليست عادية، لذلك يمكننا أن نقول إن معركة طوفان الأقصى دخلت مسار الصفقة الكبرى التي من خلالها ستخلد انتصاراً تاريخياً للقضية الفلسطينية.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/11/2024
خطاب الأمين: قوةٌ وتمكين ونصرٌ وتطمين
19/11/2024