الخليج والعالم
انطلاق انتخابات العراق المحلية بالتصويت الخاص
بغداد - عادل الجبوري
يتوجه اليوم أكثر من مليون مواطن عراقي من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة والنازحين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في إطار التصويت الخاص لانتخابات مجالس المحافظات بدورتها الرابعة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها منذ الساعة السابعة صباحًا أمام الناخبين في العاصمة بغداد وأربع عشرة محافظة عراقية في الوسط والجنوب، ما عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، فإن نحو مليون منتسب من الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة، ومعهم حوالي خمسين ألف نازح، سيدلون بأصواتهم هذا اليوم في ستمائة مركز انتخابي تتوزع على خمس عشرة محافظة، في ذات الوقت الذي أشارت فيه إلى أن حوالي خمسمائة شخص من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة سيراقبون الانتخابات، إلى جانب مراقبي الكيانات السياسية المشاركة فيها، ومراقبي المنظمات المحلية المتخصصة في الشؤون الانتخابية.
ويتنافس خمسة آلاف وتسعمائة وخمسة عشر مرشحًا، يمثلون حوالي مائتين وتسعين كيانًا سياسيًا ومستقلين، على مائتين وخمسة وثمانين مقعدًا من ضمنها مقاعد(الكوتا) المخصصة للأقليات المسيحيّة والأيزيدية والشبكية والصابئية في بعض المحافظات.
وفيما تنتهي عملية التصويت الخاص في الساعة السادسة من مساء اليوم، من المقرر أن تجري عملية التصويت العام في الثامن عشر من شهر كانون الأول-ديسمبر الجاري، أي بعد يومين، وسط توقعات بمشاركة متواضعة كما حصل في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من شهر تشرين الأول-أكتوبر من عام 2021.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أوضحت في وقت سابق "أن الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات المحلية بلغ عددهم 16.158.788 ناخبًا، منهم 15.108.135 ناخبًا للتصويت العام، موزعين على (7.166) مركز اقتراع و(35.553) محطة اقتراع".
ومن بين أبرز المعطيات اللافتة في هذه الانتخابات غياب التيار الصدري عنها، وكذلك حصول ارتباكات في المشهد السياسي السنّي على خلفية إخراج رئيس البرلمان وزعيم حزب تقدم، الذي يشغل أكبر عدد من مقاعد المكون السني في البرلمان، محمد الحلبوسي من منصبه ومن مقعده البرلماني، بقرار من المحكمة الاتحادية العليا بعد ثبوت ضلوعه بالتزوير، إضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات ستجرى في محافظة كركوك ذات النسيج الاجتماعي القومي والطائفي المتنوع، وكانت قد جرت فيها آخر انتخابات محلية في عام 2005.
ومن المفترض أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات بعد أربع وعشرين ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، وفق ما أعلنته المفوضية، بيد أن حسم النتائج نهائيًا والمصادقة عليها من قبل المحكمة الاتحادية قد يستغرق وقتًا غير قليل، علمًا أن هذه الانتخابات ستفضي إلى تشكيل حكومات محلية جديدة على ضوء النتائج المتحققة منها، لتكون ممهدة للانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقع إجراءها في عام 2025.
وتعد انتخابات مجالس المحافظات المحلية في العراق، هي الرابعة خلال العشرين عامًا المنصرمة بعد الإطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003. ففي أواخر عام 2005 أجريت الانتخابات المحلية الأولى بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، بعد الاستفتاء العام على مشروع الدستور الدائم في منتصف شهر تشرين الأول-أكتوبر من ذلك العام. وفي شهر كانون الثاني-يناير 2009 أجريت الانتخابات المحلية الثانية، وفي نيسان-أبريل 2013 أجريت الانتخابات الثالثة. وكان مقررًا وفقًا للدستور أن تنتهي تلك الدورة في عام 2017، وتجرى انتخابات جديدة، بيد أن جملة عوامل وظروف حالت دون ذلك، لعل أبرزها استحقاقات وتبعات وتداعيات الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما استدعى أن تبقى الأمور على حالها ويصار إلى استمرارية عمل الدورة الثالثة، حتى عام 2019. حينما تمّ التصويت من قبل البرلمان العراقي على التعديل الثاني لقانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي التي تضمن تعليق تلك المجالس لعدم دستورية استمراريتها نظرًا لتجاوز فترتها المحدّدة.