نقاط على الحروف
واشنطن تفتقد الردع بمواجهة المقاومة العراقية: ردود انتقامية
خليل نصر الله
مع إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي حالة الحرب بعد علمية طوفان الأقصى، وبدء العدوان على قطاع غزة، تحركت جبهات الإسناد للمقاومة خارجيًا، القريبة من فلسطين كلبنان، والبعيدة نسبيًا كالعراق واليمن.
كل جبهة شخصت ما تريد، وتحركت بشكل متناسق يعبر عنه المجريات الميدانية، وكل وفق ما يخدم المقاومة في فلسطين، والعنوان الرئيس هو وضع صناع القرار في واشنطن و"تل أبيب" تحت حالة من الضغط، لمنع تماديها أولا، وإشعارها بما يمكن أن تكون عليه الحال في حال توسع المواجهة إقليميًا.
نجحت قوى المقاومة في فرض ما هدفت إليه. يمكن الاستدلال على ذلك من خطوات أمريكية وإسرائيلية بينت عن فقدان شيء من الردع سواء جبهة جنوب لبنان المشتعلة، أو جبهة اليمن التي عجز الأمريكيون هناك عن منع خطوات صنعاء الضاغطة بحرًا، أو عمليات المقاومة العراقية التي تؤكد فقدان واشنطن قوة الردع في مواجهتها، وهي لجأت إلى تنفيذ ضربات انتقامية مع تحريك آلة الضغط الدبلوماسي ضد بغداد، كما إيصال رسائل إلى طهران عبر وسطاء، ردت عليها الأخيرة بتأكيد استقلال قرار المقاومة العراقية وأن الحل يكمن في وقف العدوان على قطاع غزة.
تستشعر واشنطن خطورة بنسب عالية، فهي تنظر إلى مستقبل وجودها العسكري، خصوصًا غير الشرعي منه في المنطقة، فثمة رسائل ميدانية تحاكي حال الواقع حال وقوع اشتباك واسع.
بتاريخ السادس والعشرين من أكتوبر، وبعد سلسلة عمليات للمقاومة العراقية طالت قواعد أمريكية في كل من العراق وسوريا، نفذ الأمريكيون بتوجه من الرئيس الأمريكي جو بايدن ضربات معادية استهدفت نقاطًا في كل من البوكمال والميادين السوريتين، وضعها وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن يومها في إطار الدفاع عن النفس، متهمًا إيران بنكران دورها في الهجمات ضد قوات بلاده، وقال: "إن ضرباتنا ستستمر ضد وكلاء إيران إذا استمروا بمهاجمة قواعدنا". ويومها أيضًا، اعتبر أوستن أن الضربات التي شنت ستشل من قدرة مهاجمة القواعد، وهو ما أثار حال استغراب لدى كثير من المتابعين.
لم تغير تلك الضربات من حال الأمر، بل عمدت المقاومة إلى تصعيد ضرباتها المؤذية، وانتقلت إلى مرحلة ثانية شملت إدخال القوة الصاروخية إلى ميدان العمل، وطال قصفها بالصواريخ قواعد أمريكية في العراق والعمق السوري، وهو ما وثقته عدسات الكاميرات.
فشل الأمريكيون في موجة الضغوطات، خصوصًا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد، فصعدوا من الضربات الانتقامية لتشمل مواقع لبعض فصائل الحشد داخل العراق، وهو ما فسر على أنه محاولة ضغط بالنار على بغداد لتعمل الأخيرة على لجم المقاومة، وهو ما لم ينجح.
نجحت المقاومة العراقية في توجيه وتصعيد ضرباتها وتوسيع دائرة النار لتشمل أهدافا إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة سواءً في جنوبها أو حتى شمالها، وأيضا في البحر مع إعلان استهداف منصة غاز "كاريش" بطائرة مسيرة.
أمام هذا المشهد يظهر أن الردع الأمريكي أمام المقاومة مفقود، وأن تصعيد الضربات العدائية، سيعني تصعيد الأخيرة من ضرباتها المؤذية والتي قد تصل حد الاستهداف المكثف والذي قد يدفع إلى اشتعال الأمور بشكل كبير، وهو ما تحاول واشنطن تجنبه لكثرة الاستحقاقات من جهة، وظهور أكثر من تحد أمامها، كما هو الحال في اليمن والبحر الأحمر، وكذلك جبهة لبنان.
بالتالي، يجب تسجيل بعض الملاحظات الميدانية للتأكيد على انتقامية الضربات الأميركية لا أكثر ويمكن اختصارها بالتالي:
- عجز الأمريكيون عن إحباط ولو علمية استهداف واحدة وهذا يدلل على فقر استخباري في هذا الصدد.
- عجز الأمريكيون عن استهداف منصة إطلاق صواريخ أو مسيّرات.
- عدم قدرة على منع كلي لأهداف الضربات، إذ تصل كثير من المسيّرات إلى أهدافها بدقة، ويؤكد ذلك الإعلان الأمريكي عن سقوط إصابات في صفوف جنوده بين الفينة والأخرى.
وعليه، فإن الضربات الأمريكية ضد المقاومة العراقية ومواقع لقوى رديفة للجيش السوري في شرق سوريا لا يخرج عن إطار الانتقام خصوصًا مع فقدان قوة الردع التي يتم ملاحظتها يومًا بعد آخر.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024