آراء وتحليلات
المقاومة العراقية أحكمت الضربة.. مقتل جنود أمريكيين في سوريا
خليل نصر الله
فجر الأحد، نفذت المقاومة العراقية سلسلة عمليات نوعية، مستخدمة الطيران المسيّر. استهدفت العمليات قواعد أمريكية غير شرعية في شمال شرق سوريا وجنوب شرقها، وهدفا إسرائيليا داخل فلسطين المحتلة قرب حيفا.
موجة العمليات، متصاعدة منذ ما يقرب من العشرة أيام، وهي تأتي في إطار زيادة الضغط على الأمريكيين بهدف وقف العدوان على قطاع غزة وفك الحصار عنه، كما هو معلن وواضح.
فجر الأحد، كانت الضربات محمكة، ونتيجة تأثيرها القوي، أعلن الأمريكيون لاحقا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قواتهم. تحدثوا عن مقتل 3 جنود وإصابة ما يزيد عن 24 آخرين بجروح مختلفة.
تأخر الأمريكيون عن الإعلان عن خسائرهم ما يقرب من 14 ساعة، قبل أن يعلنوا أن خسائر وقعت باستهداف مسير، نفذته "ميليشا تابعة لإيران"، شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا، وهو ما نفته أوساط أردنية وقالت إن الهجوم وقع خارج أراضيها.
أمام الحدث لا بد من طرح بعض الاستنتاجات:
ــ أن المقاومة العراقية، وهي من نفذت الهجوم وتبنته، صعّدت من ضرباتها الدقيقة الهادفة إلى إيقاع خسائر في صفوف الأمريكيين.
ــ أن العدوان الأمريكي المتتالي لم يردع المقاومة، الضربات وتصعيدها يثبتان ذلك.
ــ أن لقوى المقاومة القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ومحكمة وعلى مساحات ومديات أبعد من العراق وسوريا وحتى فلسطين المحتلة.
ــ أن العمليات تدار بدقة عالية بما يحقق أهداف المقاومة.
من جانب آخر، برزت مناورة أمريكية في البيانات التي أعلنت عن الخسائر، وتحديدا فيما يتعلق بالمكان، إذ أوحى البيان بأن الضربة استهدفت البرج رقم 22 داخل الأراضي الاردنية، وهو ما نفته الأردن لاحقا، وبذلك يتجنبون الإعلان عن سقوطهم داخل سوريا، إما في قاعدة التنف (المرجح أنهم قضوا هناك) أو عند اطراف مخيم الركبان الحدودي مع الأردن، حيث تتموضع قوات أمريكية إلى جانب ميليشيا محلية.
والسؤال، لماذا يتجنب الأمريكي الاعتراف بمكان الضربة الحقيقي؟
يمكن الإجابة على السؤال من خلال الأسباب التالية:
ــ أن الوجود الأمريكي في سوريا غير شرعي، وهي حقيقة يتعاطى معها الأمريكيون رغم نكرانها.
ــ مقتل جنود داخل سوريا سيعطي زخما للسائلين عن جدوى بقاء قوات داخل سوريا، في الصراع داخل الكونغرس.
وبالتالي، حاول الأمريكيون تجنب الاعتراف بمقتلهم خارج سوريا، وكالعادة ذهبوا إلى اتهام طهران بشكل غير مباشر عبر القول إن "ميليشيات مدعومة منها تقف خلف الهجوم".
وحول تبعات العملية، فباختصار، هي تقف عند حجم الرد الأمريكي، لأن قرار المقاومة واضح بالرد على أي هجوم تتعرض له، وهو تماما ما حصل خلال سلسلة الضربات المتتالية والقاسية، والتي لن تتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024