طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

تقويمٌ في ثبات..
14/02/2024

تقويمٌ في ثبات..

غدير مرتضى

وتمرّ الأعوام وتَمضي، ويتعمّق اليقين، وتبقى فاعليّة الأثر أكثر تِبيانًا، لاستحقاق ما حدث..
ولن تَبْرُدَ سخونَةَ حرارَتِه، لما عُنيَ في سموِّ قادته إلى الأعلى، استشهادًا في وِحدة التّاريخ بأزمِنَة مُتَتالية، ويطيب اللقاء..
الشيخُ الجنوبيُّ راغبَ الحرب ما كان يرغب بها، لكنّها فُرِضت عليه بعد عنجهيّةٍ شهدَتها أوساطُ وطنِه من مُحتلٍّ صهيونيٍّ غاصِب، فشاء أن يُبدي سوءَ الظُّلم برَدْعِه، فما كان من المحتلّين إلّا أن رسموا لاستهدافه، فعلَت الرّوح سامِيَةً إلى بارئها بِوِسام شهادةٍ، فارتقى..

وما كان من الأوفياء إلّا أن انتهجوا طريق الحقّ، ليبقى مُسَيّرًا لَهُم بعد اختيارِهِم لَه..
في زمن ٍ كانت فيه المقاومة في طورٍ تأهيليٍّ لِمُتطَوِّعيها الأوفياء، فما أثمرته حينها كان غضّا، يتنامى تصاعُديّا على وتيرةِ الصّبر والإقدام..
كان سيّدها العباس الموسويّ غانمًا بمسلك القيادةٍ التي آثرت التّضحية، في مُجمل مفاصل عمله التبليغي والتنفيذي، وكان لعقلِهِ سِمةُ الإنسان الذي عايش لُبَّ النّاسِ وشاركهُم آلامَهم وأفراحهم، بمشاركة ومزاولة شركائِه من المؤسّسين لهذا المسار، فسجّلوا بِجُملَتِهِم عُنوانًا حقيقيًا لطريقٍ أوصَلَنا إلى ما نحن عليه من الاقتدار اليوم، في صناعة مواقف عِزٍّ بَدَت مُبهِرَةً بثباتِها وتمسُّكِها بالمبدأ الوطني الصحيح..

وكان لنورِ الحقِّ عنوانٌ تعَملَقَ في مَسلَكِ الخير، كي يكون الأمين العام لحِزبِ الله، سماحة السّيّد عَباس الموسوي هو الوافد إلى جبشيت في ذكرى استشهاد الراغب، فما كان من الغاشم الذي استلّ سوط غدرِهِ باستهداف سيارته بعد استيداعه مرقد الشهيد الشيخ راغب..
ولن ننسى أن زوجته أم ياسر المجاهدة وَولدها حسين قد كتب الله لَهما مصير العروج الوافي إلى الشهادة بِرِفقةِ السَّيِّد.

من هنا، بدا مصداق الوفاء للحكاية أكثر جلاءً، وَبدت مفاصلُ القوّة أكثر متانةً وأشمل، وكان لِوقعِ البندقيّة عزفٌ فريدٌ في تدميرِ عرش ٍظنّ نَفسهُ المختار..
فما كان خَياره إلّا سفك الدم البريء، وهنا كان جيش الوفاء له بالمرصاد.. وَكان العماد مِدماكا حقيقيا وقوّةً فاعلةً في التَّخطيطِ والتقييم
فوضعوه في رسمِ الهدف، وما علِموا أنه ولّاد..
وما عَلِموا أنّ قاعدتنا تشملُ ألفَ عِمادٍ وعِماد لتقوم الأوطان على سواعد الأوفياء..
مُجدّدا اختار التّقويم العماد عماد مغنيّة هبةً جديدةً في مسارِ اليقين الذي انتهجه "هي الشهادة"..
١٦ شباط هو التأريخ الذي يُعبِّر عن مسيرةِ الحياة..
وهفا الميدان ليشملَ التقويم بعينِه فكان لِشُباطَ تأريخُ ارتقاء ٍ جلا بِمِحورِ الثّبات
ذاك هو تأريخٌ وسمَ الميدانَ بِغِمارِ القافية، ليكتبَ القصيدَ المُقَفّى، بِلُغةٍ قلّ نظيرُها
وبدا شباط يأنسُ بِلُغةِ العبور، عبر دمٍ مرسومٍ بِسِمَةِ الإباء..
لأنّه عمادُ المُعَسكر، شاء تتويجُه بِلُغةٍ لم يألَفها إلّا الشّرفاء..
فارتفع الحاج عماد مُغنيّة شهيدًا، ليكون وسام الأرض في لبنان والشرق ..
وبعد ارتفاع كلّ شهيد؛ كانت محافل الانتصار تعلن فحواها، وتُبدي فخر أمّةٍ امتثلت للنهج العربيّ السّليم، الذاخر بمجد الوطنية فِعلًا وقَولا…لأنه التاريخ الذي اعتلى باسم شعب رفض المذلّة..
١٦ شباط.. تقويمٌ غدا في سجِلّات التاريخ أسطورةَ شعبٍ شاءَ الحياة فصَنعها وانتصَر..

ذكرى القادة الشهداء

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل