خاص العهد
سكان المبنى المُنهار في الشويفات يناشدون الدولة عبر "العهد" الإسراع بالتعويضات
حسن شريم
تصوير: موسى الحسيني
تكاد تشعر أنّك أمام أحد مباني غزّة المدمرة. هو المبنى الذي انهار في منطقة صحراء الشويفات صباح الأحد 11 شباط/فبراير 2024. حينها حالت العناية الإلهية دون مجزرة كادت أن تودي بحياة العشرات من السكان في المبنى المكوّن من خمسة طوابق.
موقع "العهد" الإخباري تابع القضية واستطلع أحوال سكان المبنى بعد أيام على سقوطه. ماجد زعيتر أحد القاطنين أوضح لـ"العهد" أنّ "البناية التي سقطت شيّدت في أرض ملك خاص، تقريبًا في العام 1997، وهي مؤلّفة من 5 طوابق إضافة إلى طابق أرضي، وتضم 12 شقّة و5 محلات، ويسكن في الشقق تسع عائلات أي ما يقارب الـ 65 فردًا".
وأضاف زعيتر "بعد سقوط المبنى بشكل فجائي تشرّد سكانه واضطرّ العديد منهم إلى النزوح عند أقربائهم أو إخوانهم أو أبنائهم، حيث تكفل حزب الله مشكورًا بدفع مبالغ مالية للعديد من العوائل كي يتمكنوا من استئجار بيوت تؤويهم".
وبحسب زعيتر، فإنّ "بعض قاطني البناية تقاضوا أمس من الهيئة العليا للإغاثة مبلغ 30 مليون ليرة كبدل إيجار شهري لمسكن موقّت على أمل أن تُدفع مبالغ إضافية في الشهر القادم، وطبعًا هذا الأمر يستدعي موافقة مجلس الوزراء لتقدير مقدار التعويضات المتوجب دفعها".
ولفت زعيتر إلى أنّ "البناية التي انهارت ألحقت أضرارًا جسيمة بـ 3 مبانٍ لعوائل مشيك وزعيتر وصوان، ولم يتقاضَ أصحابها أية تعويضات لإصلاح ما تضرّر"، مطالبًا الدولة بالإسراع في دفع التعويضات المناسبة.
طلال عبد الله علي، أحد المتضرّرين من انهيار المبنى، تحدّث أيضًا لـ"العهد" فقال إنّ وضعه "أصبح مأساويًا بعد أن سكن قسم من عائلته عند ابنته وقسم آخر عند أخته، منتظرًا التعويضات، لا سيما أنّه فقد عمله منذ فترة وما زال عاطلًا عن العمل الأمر الذي زاد في الطين بلّة، فضلًا عن مرض والدته المقعدة وتكاليف علاجها المرتفعة"، وطالب الدولة بالإسراع بدفع التعويضات والتعامل مع هذا الأمر بكلّ اهتمام وجديّة.
بدوره رئيس بلدية جبعا البقاعية وأحد وجهاء المنطقة وقاطنيها حسين علي زعيتر "أبو هادي"، تمنى "لو أنّ المسؤولين السياسيين من حزب الله وحركة أمل والرئيس برّي يتكفلون بمتابعة هذا الملف والإسراع فيه بغية إعادة إعمار البناية واستحقاق التعويضات العادلة لا سيما في ظلّ الوضع الاقصادي والأمني المترديين"، مشيرًا إلى أنّ "مبلغ الـ 30 مليون ليرة لا يكفي لتغطية بدل إيجار شقة سكنية إضافة إلى المصاريف الحياتية الضرورية واللازمة، ما أدى إلى تشريد عوائل كثيرة".
حزب الله يدعم المتضرّرين
مسؤول العمل الاجتماعي في منطقة بيروت في حزب الله الحاج علي شرّي أكّد أنّ الحزب ساهم قبل انهيار المبنى في إخلائه وفتح الطريق بالجرافات بعد سقوطه بالإيعاز إلى اتحاد بلديات الضاحية، وتمّ جمع الأهالي في مجمع الإمام زين العابدين (ع)، كذلك تمّت مساعدتهم للإيواء لمدّة شهر عبر بعض التقديمات المادية والعينية، إلى حين أن تتمكّن الدولة والهيئة العليا للإغاثة من التعويض على العائلات المنكوبة بعد أن أجرت مع بلدية الشويفات كشفًا على مكان المبنى الذي سقط".
حنّا: البلدية تتعامل بكلّ جدّية مع هذا الملف
من جهته، لفت نائب رئيس بلدية الشويفات (الرئيس بالإنابة) شديد حنّا إلى أنّ البلدية تتعامل بكلّ جدّية مع هذا الملف وذلك بالتعاون مع محافظ جبل لبنان والهيئة العليا للإغاثة اللذين يعملان معًا على مساعدة العوائل المتضرّرة بغية التعويض عليهم، مشيرًا إلى أنّ "المتضرّرين تقاضوا الدفعة الأولى أمس من الهيئة العليا للإغاثة والتي تقدّر بـ 30 مليون"، معتبرًا أنّ "هذا الأمر أساسيٌّ ومهم كونه يمكّن العوائل من تأمين مسكن موقّت ريثما تتابع هيئة الإغاثة عملها بالتنسيق مع مجلس الوزراء".
وزارة الأشغالالبلدياتاتحاد بلديات الضاحية الجنوبيةالهيئة العليا للاغاثة