طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الغرب قلق من هجوم العدو الصهيوني الهمجي على رفح 
19/02/2024

الصحف الإيرانية: الغرب قلق من هجوم العدو الصهيوني الهمجي على رفح 

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الاثنين (19 /2/ 2024)، على عدد من المواضيع، خصوصًا كلام آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي خلال لقائه أمس جمعًا من أهالي محافظة أذربيجان الشرقيّة، في حسينية الإمام الخميني (قده) في العاصمة الإيرانية طهران، وهجوم الاحتلال على رفح.

في هذا السياق، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الشيخ غلام رضا مصباحي مقدم في صحيفة " همشهري" إن: "الإمام الخامنئي أكد، في كلمته يوم الأحد، للآلاف من أهالي محافظة أذربيجان الشرقية نقاطًا استراتيجية خاصة حول الانتخابات المقبلة، والتي ينبغي أخذها بجدية لرسم منظور للتقدم والتميز للبلاد، وكان شكره للشعب الإيراني لحضوره المجيد في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية من النقاط المهمة التي أثيرت، وينبغي النظر فيها من جوانب مختلفة، إذ يعد ازدهار الأجواء الانتخابية في البلاد من أهم النقاط التي ينبغي أخذها بجدية في هذا السياق أيضًا".

وأضاف: "مسيرة ذكرى انتصار الثورة تركت أثرًا استراتيجيًا في تحسين الأجواء الانتخابية في البلاد، وإننا نشهد زيادة في الحماس الانتخابي في المجتمع من أجل المشاركة في الدورة الانتخابية الثانية عشرة للمجلس الإسلامي والدورة السادسة من مجمع خبراء القيادة. وفي غضون ذلك، ينبغي أن يؤخذ بالحسبان تأثير المشاركة الملحمية للشعب في هذه الذكرى على المستويين المحلي والدولي. ففي البعد الداخلي، يمكن تقييم البيان الذي كتبه 110 من الناشطين السياسيين الإصلاحيين حول ضرورة المشاركة في الانتخابات ودعوتهم للشعب في هذا الصدد، كأحد الآثار الداخلية للحضور الشعبي الرائع في إحياء ذكرى انتصار الثورة. ومن ناحية أخرى، يبدو أن هذه الشخصيات الإصلاحية تنوي تقديم قائمة انتخابية أيضًا، ما يوضح تأثير الحضور الشعبي في مختلف ميادين دعم النظام والثورة الإسلامية".

وأردف: "كما أنّ الحضور المجيد للشعب، في مسيرة ذكرى انتصار الثورة، ترك أثرًا كبيرًا على الجانب الدولي، إذ بعد هذا الحضور يبدو أن الإشارات الدولية الإيجابية تصل إلى إيران. ومن ناحية أخرى، واستنادًا إلى بعض الدراسات، فإنّ انعكاس عظمة المسيرة على نحو 1700 شبكة تلفزيونية ووسيلة إعلام عالمية، يُظهر الأهمية الاستراتيجية للحضور الشعبي في مجال الدفاع عن النظام والثورة الإسلامية، ويجب أن نأخذ بالحسبان أنه بعد مرور حوالي 45 عامًا على انتصار الثورة الإسلامية، ما يزال الناس يظهرون كل عام بحماس لا يوصف في مجال دعم الجمهورية الإسلامية والدفاع عن مُثُل الثورة، وهو ظاهرة غير مسبوقة في العالم".

وختم: "في مثل هذا الوضع؛ تصبح أهمية تحليل استراتيجيات الأعداء لإحباط الحراك الاجتماعي من أجل عدم الحضور إلى صناديق الاقتراع أمرًا ذا أهمية مضاعفة، منذ بداية النصر، كان لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية العديد من الأعداء الأجانب الذين يرون "وحدتنا الوطنية"، ويحاولون تدميرها بشتى الطرائق. وفي الحقيقة؛ أن الوحدة الوطنية للإيرانيين هي "نقطة خطيرة" بالنسبة إليهم، ولا يمكنهم التسامح معها، فأؤلئك يستخدمون أي أسلوب ووسيلة لتعطيلها، والمهم أنه كلما أصبح الحضور الشعبي في الساحة أكثر أهمية- كونه علامة على زيادة الوحدة الوطنية لإيران- يزيد من هموم الأعداء فيوسّعون أعمالهم التخريبية. وبطبيعة الحال، في مثل هذا الوضع، سيقول الناس "لا" كبيرة لما يريده الأعداء والمعارضون، وسيخيبون آمالهم، وفي الوقت نفسه، في الداخل، يجب على بعض الناس أن يتوقفوا عن تخييب أمل المجتمع، وعلى التيارات الداخلية أن تعي النقطة المحورية، وهي أنه عندما تجرى انتخابات أكثر حماسة، يجري تشكيل حكومة وبرلمان أقوى".

هجوم رفح

في سياق آخر، كتبت صحيفة "جام جم" أن هجوم الاحتلال الصهيوني على منطقة رفح يختلف عن كل الجرائم التي ارتكبها خلال الأشهر الأربعة الماضية. ذلك؛ لأن قضية قتل المدنيين في هذه المنطقة محل نقاش جدي، ولا يستطيع الصهاينة استخدام المبررات التي استخدموها في جرائمهم في مناطق أخرى، لأن غالبية سكان غزة يستقرون في هذه المنطقة والكثافة السكانية عالية فيها. وفي حال وقوع أي هجوم بري للجيش الصهيوني على رفح، سيكون عدد الشهداء أعلى بكثير من العدد الموجود حتى الآن. وبناء على ذلك، فإنّ حلفاء العدو الصهيوني، وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، يشعرون بالقلق من مجرد اتساع نطاق العمليات البرية للاحتلال في رفح، فهم سيواجهون ردود فعل دولية ورأيًا عامًا قويًا.

وقالت: "لذلك؛ تشعر هذه القوى بالقلق من ذلك مع الهجوم البري للاحتلال على رفح واتساع نطاق جرائمه، ليفقد تمامًا رافعة حقوق الإنسان التي كانت فعالة جدًا في دفع سياساته في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، تشعر الدول الغربية بالقلق من السكان الغاضبين الذين أصبحوا على استعداد للقيام بتحركات لا يمكن التنبؤ بها في هذه الأشهر القليلة، وإن مثل هذه التهديدات خطيرة وهناك مؤشرات واضحة على احتمال حدوثها، وقد تحدث مع اتساع نطاق عمليات القتل التي يمارسها العدو الصهيوني في غزة".

وتابعت الصحيفة أن: "قلق الدول الغربية من هجوم الاحتلال على رفح هو من ردود الفعل الإقليمية، بينما يطالب زعماء الدول الإسلامية باستمرار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الحلفاء الغربيين للنظام الصهيوني بمنع جرائم هذا الكيان في غزة، لأنهم غير قادرين على السيطرة على غضب شعوبهم. ومن الواضح أن ملك الأردن والرئيس المصري طالبا العالم الغربي مرارًا وتكرارًا بالتحرك في هذا المجال، لأنهما غير قادرين على السيطرة على الحشد الغاضب الذي يتألف من ملايين من الناس الذين قد يتوجهون إلى الحدود بعد الآن. وهناك مصدر آخر للقلق في الدول الإسلامية؛ وهو عدم القدرة على منع التحركات العسكرية، ومن الممكن أن يجري تشكيلها من داخل جيوش الدول الإسلامية في جوار الأراضي المحتلة، وأن تقوم القوات العسكرية بإجراءات ضد النظام الصهيوني بشكل عفوي وخارج سياسات الحكومة، فإذا حدث مثل هذه التحركات؛ فذلك يعني ثورة خطيرة في هذه الدول، وهذا أمر حذرت منه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول، وأبلغت واشنطن بوجود مثل هذه التهديدات".

الشيطان ضد المستشفيات

بدورها، رأت صحيفة "وطن أمروز" أنه: "على الرغم من كل وحشيته ضد الفلسطينيين، ما يزال العدو الصهيوني يصر على نهجه غير الإنساني والمتمثل بــــ: "الحرب ضد المستشفيات" في الهجمات الأخيرة على رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تتعرض المستشفيات والمراكز الطبية للاستهداف والتدمير المستمر من الكيان قاتل الأطفال منذ بداية حرب غزة قبل 5 أشهر، بالرغم من موجة الإدانات العالمية".

وقالت: "مع تكثيف الهجمات المدمّرة التي يشنها نظام الاحتلال على المناطق الجنوبية من قطاع غزة في الأيام الأخيرة، نرى مرة أخرى أن المستشفيات هي الهدف الرئيسي، وإن تكثيف الحصار على آخر مجمع طبي مهم في قطاع غزة بأكمله والمراكز الطبية القليلة المتبقية والهجوم الدموي عليها هو علامة واضحة على حرب منهجية تشنها "إسرائيل" ضد المستشفيات التي تعدّ الملاذ الأخير لهؤلاء المرضى".

وأضافت: "وفي الهجوم الهمجي الذي شنته القوات الصهيونية على مجمع ناصر الطبي في قلب مدينة خان يونس، يوم الخميس الماضي، لم يكتفِ الجنود الإسرائيليون باعتقال 100 فلسطيني، من بينهم العشرات من الطواقم الطبية وحتى المرضى في المستشفيات، بل أدى هذا الهجوم إلى مقتل العديد من الفلسطينيين في مدخل المستشفى وألحق أضرارًا بالمرافق الطبية. وفي عدة مواقع استهدفت سيارات الإسعاف التي تحمل المرضى الذين يغادرون المراكز الطبية بصواريخ وقناصة الجيش الصهيوني المجرم. ومع رفض طلب حكومة جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية التدخل السريع لوقف الجولة الجديدة من العمليات الإسرائيلية، فإنّ آفاق الفلسطينيين المحاصرين في هذه المرحلة تبدو قاتمة للغاية، وحتى قبل هذه الهجمات، كان رئيس إدارة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة قد حذّر في منتصف الأسبوع الماضي من أن العملية العسكرية في رفح قد دقت ناقوس الخطر بشأن القتل الجماعي. ووفقًا لتحذير مؤسسة الحق لحقوق الإنسان، فإنّ الهجمات الإسرائيلية الجديدة على رفح ستؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين على نطاق غير مسبوق في جميع أنحاء غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية، في حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى مذبحة راح ضحيتها ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، حتى أمس الأحد".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم