خاص العهد
عن قهر نساء غزة في يومهنّ
إيمان مصطفى
في اليوم العالمي للمرأة؛ تتجه الأنظار للأوضاع الكارثية التي تعانيها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تتحمّل ويلات الحرب وتداعياتها من تهجير ونزوح، في ظروف غير إنسانية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، بعد العدوان الصهيوني الغاشم.
"هي التاريخ الفلسطيني الحافل في مسيرته بكفاح شعبه المغمس بالقهر"، تقول عضو اللجان النسائية في حركة "حماس" في لبنان سنيّة عزام لموقع العهد الإخباري، وتُضيف: "إذا ذُكرت المرأة الفلسطينية نستذكر معها معنى الصمود، العزة، الكرامة، الإباء، والشموخ، كما نستذكر القوة والشجاعة، بالإضافة إلى التضحية والصبر والثبات والتجذر في الأرض"، مضيفةً: "عند ذكر المرأة الفلسطينية نستذكر أيضًا المعاناة والألم والظلم الذي تتعرض له في غزة والضفة وكل فلسطين، فلطالما تعرضت الأم الفلسطينية التي أنجبت وصنعت الأبطال لصنوف كثيرة من العذابات والاضطهادات، ولكن الظلم زاد بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
بحسب عزام، لا يَخفى على أحد ما تعرضت له غزة وما تزال تتعرض له من حرب ضروس وإبادة جماعية بحق الأطفال والنساء المدنيين، حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 30 ألف شهيد، وما يفوق الـ 70 ألف جريح، مردفة: "العالم الذي يدّعي الحرية والعدالة يحتفل بيوم المرأة العالمي، بينما تعاني المرأة الفلسطينية الآلام والحروب والويلات على مرأى ومسمع منه، من دون أن يحرك ساكنًا أو يرفّ له رمش".
تتطرق عزام إلى الأحوال الصحية الصعبة التي تعانيها الفلسطينيات، وتؤكد أن تعرض معظم المستشفيات للقصف أو نفاد الأدوية والاحتياجات انعكس على حرمان المرأة والطفل من تلقي العلاج، والموت أحيانًا، فضلًا عن وجود 60 ألف إمراة حامل لم تتلقَ الرعاية منذ بداية الحرب، إضافة إلى أن الطاقة الاستعابية للمستشفيات عاجزة عن استقبال جميع الحالات، وتقتصر على الأكثر الحاحًا، فالحوامل يقاسين ظروفًا تهدد حياتهن وهن يواجهن احتمال الولادة بعمليات قيصرية من دون مسكنات أو تخدير أو تدخل جراحي أو حتى احتياطات صحية.
وتلفت عزام إلى أن المرأة تخرج بعد ساعات من المشفى بعد الولادة القيصرية، أما باقي النساء فتضطر للولادة في خيم بلاستيكية أو مبانٍ عامة، فيما لا يتلقى أطفالهن أي رعاية صحية بعد الولادة، ومعظم الأحيان تضطر الأم لاستخدام قماش الخيم، لعدم وجود الماء للغسيل المتكرر. كما تضطرّ النساء وسط انعدام "الحفاضات" المخصصة للأطفال لاستخدام القماش الذي تحصل عليه من البيوت المدمرة، وهذا ما ينذر بكارثة صحية وطفح جلدي عند الأطفال، بحسب عزام، إلى جانب استنشاق غبار الدمار والقذائف، وهو من أسوأ الكوارث الصحية التي تسبب ضررًا طويل الأمد.
تقول عزام إن النساء تعرضن مع أطفالهن لما يزيد عن 2326 مجزرة، إلى جانب عملية التهجير الممنهجة من العدو الصهيوني، حيث بلغ عدد النازحين ما بقارب الـ 1،7 مليون نازح، جلّهم من النساء والأطفال، موزعين على ما يقارب الـ 155 مركزًا تابعًا للأونروا، علمًا أن هذه المراكز تعرضت لـ 278 اعتداءً همجيًا من قوات الاحتلال.
وتتابع: "تعرضت نساء غزة للاعتقال والأسر في أثناء الاجتياح البري، في حين ما يزال العدد قيد الإخفاء القسري من العدو"، مشيرةً إلى أن معظم الأسيرات هن من القاصرات والمسّنات، وقد تعرضن في أثناء الاعتقال والتحقيق لأبشع أنواع الانتهاكات من جنود الاحتلال، منها الضرب المبرّح والشتم والألفاظ البذيئة ووالتعرية بحجة التفتيش والتحرش الجنسي، بالإضافة إلى قلة الطعام والبرد والحرمان، وغيرها من الحقوق الكثيرة.