معركة أولي البأس

خاص العهد

فعاليات دعم غزّة متواصلة في الدار البيضاء: لمواجهة تسونامي التطبيع في المغرب
26/03/2024

فعاليات دعم غزّة متواصلة في الدار البيضاء: لمواجهة تسونامي التطبيع في المغرب

منذ بداية شهر رمضان المبارك، يتواصل المدّ التضامني الشعبي المغربي مع الشعب الفلسطيني تحت شعار "طوفان رمضان"، والذي يتضمن فعاليات وأمسيات ومسيرات ليلية داعمة لغزّة. وبهذه المناسبة نظم حزب "النهج الديموقراطي العمالي"، في الدار البيضاء، ملتقى تضامنيًا مع فلسطين لإدانة حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني.

يأتي الملتقى ضمن سلسلة أنشطة تقوم بها منظمات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات العمالية في المغرب لدعم المقاومة الفلسطينية منذ انطلاق طوفان الأقصى. وكذلك من أجل التعبئة الشعبية لإسقاط التطبيع المغربي ومقاطعة المنتجات التي تسوّق للكيان الصهيوني. كما دعا المشاركون في الفعالية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين والنشطاء المغاربة المتضامنين مع فلسطين، والذي اعتقلوا مؤخرًا .

مقرّر السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع محمد الوافي أكد لموقع "العهد" الاخباري أن هذا النشاط هو جزء من مجموعة الفعاليات إيمانًا بأهمية دعم الشعب الفلسطيني في محنته ورفضًا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والعطش، أمام أنظار العالم خاصة الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية في هذا العالم. وقال: "القضية الفلسطينية تعيش وضعية خاصة وغالبية المغاربة قلوبهم معها، وهم مع مقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة التي استطاعت أن تنجز الحدث يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023". وأضاف إن القضية الفلسطينية بالنسبة إلى لشعب المغربي هي قضية وطنية، وعلى هذا الأساس ظلّ دائمًا مناصرًا لنضال الشعب الفلسطيني في مختلف المحطات التاريخية التي مر بها.

وتابع محدثنا: "منذ أن أقدم النظام الاستبدادي المغربي على تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، أصبحنا نواجه تسونامي التطبيع ببلادنا على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والاستخباراتية والفلاحية والثقافية والرياضية كافة تحت مبرر ما سماه النظام "الجالية المغربية في إسرائيل". وفي هذا السياق تشكّلت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والتي تقوم بتظاهرات متعددة الأشكال على امتداد ربوع بلادنا، وقفات تضامنية واحتجاجية، مسيرات شعبية، ندوات، حملات مقاطعة المؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني مثل ماكدونالد وكارفور".

ورأى الوافي أن معركة طوفان الأقصى شكّلت منذ 7 أكتوبر 2023 تحولًا تاريخيًّا نوعيًا في مسار نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقه في تقرير مصيره وتحقيق أهدافه المشروعة، بل إن المقاومة تصنع التاريخ على الصعيد العالمي. فبالرغم من كلّ محاولات التشطيب والتذويب على امتداد 75 سنة، تمكّن الشعب الفلسطيني من إبداع أشكال نضالية متجددة لمواجهة مخطّطات الكيان الصهيوني والإمبريالية الأميركية والدول التي تدور في فلكها لتشطيب قضيته. ومن أبرزها الكفاح المسلح الذي أطلقته ثورته من خلال العمل الفدائي منذ منتصف الستينيات، والذي تكرس في سبعينيات القرن الماضي، بالحفاظ على استقلالية الكيانية الفلسطينية وصيانتها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مرورًا بانتفاضة أطفال الحجارة وفصائل المقاومة المسلحة وغيرها من الأشكال النضالية المتجددة داخل الأراضي المحتلة".

لحظة مفصلية

تابع الوافي قائلًا: "هذه اللحظة الفارقة والمفصلية في نضال الشعب الفلسطيني، والتي نعيشها بكلّ جوارحنا، تتطلب بلورة قيادة سياسية وطنية موحدة وجامعة، تتأسس على هذه المنجزات النوعية نحو أفق جديد يفكك الاحتلال الاستيطاني الصهيوني على طريق التحرير وبناء الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس".

وأشار الى أن: "معركة طوفان الأقصى قد أسقطت ما يسمّى بالجيش الصهيوني الذي لا يقهر، من خلال نقل لهيب المعركة إلى مستوطنات الأراضي المحتلة، ما أدى إلى هرولة دول الغرب الإمبريالي مفزوعة، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من أجل إسناد الكيان الصهيوني سياسيًّا وعسكريًا واستخباراتيًا، وتشجيعه على توسيع العدوان الهمجي على غزّة الصامدة وتجويع سكانها، وارتكاب جرائم حرب إبادة جماعية وجرائم ضدّ الإنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر".

مسار صحيح

وأكد الوافي أن: "معركة طوفان الأقصى وضعت القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح بإخراجها من مجرد قضية عربية إسلامية إلى قضية إنسانية، التفت حولها شعوب العالم المختلفة، بل إن فعل المقاومة الفلسطينية قد خلق اصطفافًا جديدًا على الصعيد العالمي بين الشعوب والدول التي تنتظم في سيرورة التغيير من أجل عالم يستجيب لطموحاتها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وبين القوى الصهيونية الإمبريالية التي تتقهقر وتشعل الحروب من أجل الحفاظ على سيطرتها عبر الأنظمة الاستبدادية. وهذا مؤشر على أن مؤسسات المنتظم الدولي قد وصلت إلى النفق المسدود وتتطلب عملية التغيير".

وخلص الوافي الى أن: "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تعمل كلّ ما في وسعها لتشبيك علاقاتها على مستوى المنطقة المغاربية والعربية ودوليًا، والربط الجدلي بين مواجهة الإمبريالية والصهيونية على الصعيد الدولي وإسقاط الاستبداد والفساد في بلداننا".

المغرب العربي

إقرأ المزيد في: خاص العهد