نقاط على الحروف
العمليات "الإعلامية" ضدّ المقاومة مستمرة..
المعركة مستمرّة، وبموازاتها تتكثّف العمليّات الإعلامية التي تستهدف المقاومة، ليس فقط، في السلاح والعديد والبيئة الولّادة، بل أيضًا كونها مفهومًا يُسقط كلّ مفاهيم الإنهزامية والخضوع تحت مسمّى "الواقعية". في كلّ يوم تقريبًا، نشهد صولات وجولات إعلامية تحاول النّيل من المقاومة بطرائقَ شتّى. وإن ثبت فشل هذه المحاولات، بالرغم من تراكمها وإدخال بعض التغييرات في أساليبها ولغتها، فهي لم تزل تُعدّ سلاحًا في الحرب على المقاومة.
عشية ذكرى المولد المبارك للإمام الحسن المجتبى (ع)، وفي خلال استقباله مجموعة من الشعراء والشخصيات الثقافية والأدبية، أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنّ التحديات والصراعات اليوم في العالم هي تحديات إعلامية، وأنّ الإعلام أكثر فعالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة والطائرات في فرض التراجع على العدو والتأثير في القلوب والعقول، وأنّ من يملك إعلامًا أقوى يكون أكثر نجاحًا في تحقيق أهدافه".
وانطلاقًا من أهمية الإعلام المقاوم في مواجهة الإعلام المعادي الذي لا يكفّ عن مهاجمة المقاومة باعتماد التضليل والكذب والافتراءات من جهة، وعن التسويق لرواية العدوّ ومفرداته من جهة أخرى، يصبح التنبّه لكلّ شاردة وواردة إعلامية أمرًا واجبًا، ولا سيّما حين تتضمّن إشارات واضحة ضد المقاومة وثقافتها وحكمًا خطوطها الحمراء في السياسة.
وعلى ذكر الخطوط الحمراء هذه، أكد الأمين السيّد حسن نصرالله مرارًا، ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، أن لا سبيل لوقف عمليات المقاومة على الجبهة المساندة في جنوب لبنان إلّا بوقف العدوان على غزّة. وبالتالي كلّ حديث إعلامي يتمحور حول أي شروط أو عروض يقدّمها حزب الله لوقف العمليات هي مجرّد خيالات صحفية غير بريئة على الإطلاق، وتهدف إلى خلق بلبلة أو تشكيك بخلفية المقاومة في لبنان وقوّتها.
على سبيل المثال، أوردت صحيفة الشرق الأوسط، بالأمس، سيلًا من الأوهام حول زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا مؤخّرًا إلى الإمارات. كمّ الأكاذيب الهائل الوارد في الصحيفة المنشورة لا يمكن أن يكون مجرّد "مصادر كاذبة" بقدر ما هو خيال تعمّد دسّ أوهامه تحت مسمّى المعلومات ليخلق جوًّا يعكس رغبتين أميركيتين صهيونيتين صريحتين: الأولى هي أن حزب الله في لبنان يعرض تقديم تنازلات وتوقيف عملياته ضد العدو بمعزل عن الحرب على غزَة، وبالتالي يرضى بفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزّة. والثانية أن الحزب "خائف" ويقدّم التنازلات؛ لكنّ الإمارات، بما تمثّل، ترفض وتشترط، وحتى تهدّد بأن لينان سوف يُدمّر ما لم تسلّم المقاومة سلاحها إلى الجيش.
منذ سنين والإعلام المتأمرك يستهدف المقاومة بسلاح الكذب والتضليل، حتى أصبح الجمهور، سواء المناصر أو المناهض للمقاومة، يعرف جيّدًا كيف يميّز الكذب من الحقيقة، على الأقل بمعيار الثقة بمصداقية حزب الله. هذه المصداقية التي تتعدّى الجمهور "العربي" وتفرض حتى على المستوطنين متابعة خطاب الحزب وبياناته الرسمية اليومية، لمعرفة حقيقة ما يجري.
فات صحيفة "الشرق الأوسط" أن تحترم عقول قرائها الذين سمعوا مرارًا ما يقوله السيد نصرالله عن ارتباط جبهة جنوب لبنان بغزّة، فأوردت ما أوردت وصوّرت موقف حزب الله موقفًا "ضعيفًا"، في الوقت الذي يمثّل فيه هذا الحزب قوّة يقرّ بها مرغمًا العالم كلّه، ولا سيّما من تحاول الصحيفة محاباتهم بسيناريو خيالي كهذا. مع ذلك، استراتيجية الكذب مستمرّة، ما يعني أنّ قدرتها على التأثير، وإن كانت منخفضة، إلّا أنّها تبقى مهمّة جدًا بالنسبة إلى العدو.
هذا المثال هو مثال واضح عن الكيفية التي يخوض بها الإعلام المعادي حربه على المقاومة، ومثال يؤكَد وجوب تنبّهنا إلى كلّ التفاصيل الاعلامية التي تستهدفنا، وتستوجب أن نخوض ضدّها معارك إعلامية توصل حقيقتنا الجلية، وتدكّ حصون العدو الإعلامية، وبالتالي تضعف تأثيرها وخططها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024