نقاط على الحروف
الردّ الإسرائيلي مُعقّد.. إيران لا تراجُع
ثمّة إجماع في "تل أبيب" على ضرورة الرد على الضربات الإيرانية الدفاعية التي أتت على خلفية عدوان استهدف قنصليتها في دمشق أوائل نيسان/أبريل، وطالت مواقع إسرائيلية عسكرية في قلب فلسطين المحتلة.
القضية وفقًا لأكثر من مسؤول، تتعدّى الرد الصوري أو ذلك المرتبط بالجمهور، بقدر ما تطال السعي لمنع إيران من فرض قواعد اشتباك جديدة، ترى فيها "إسرائيل" مسائل وجوديًا.
في طهران؛ اتفاق أيضًا على الرد على الرد، سواء من الطاقم الدبلوماسي أو العسكري، وذلك نظرًا إلى أن زمن تكبيل القوّة المعروف بالصبر الاستراتيجي، قد انتهى، وأن العدوان الإسرائيلي على قاعدة "اضرب واهرب" لا يمكن التسامح معه، وعليه تضع طهران مسدسًا غليظًا على الطاولة.
أما في واشنطن؛ فالحديث يدور صراحة عن مواصلة الدفاع عن "إسرائيل"، وهم يستندون إلى ترجمة الأمر ليلة عبور المسيّرات والصواريخ الإيرانية أجواء دول في المنطقة وتصدّيهم لمعظمها، وأيضًا يؤكدون على عدم دعم أي تصعيد؛ لأن للأمر تبعاته على قواتهم ومصالحهم، كم عبّر أكثر من مسؤول، من بينهم وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين الذي قال إنه: "لا مصلحة إسرائيلية وأميركية بمزيد من التصعيد مع طهران".
أمام هذا المشهد؛ تجد "إسرائيل" نفسها ضمن جملة من التعقيدات قبل اتّخاذ خطوة للرد بضربة أو ضربات، تقول إنها يجب أن تكون مؤلمة وتعيد قواعد الاشتباك لمصلحتها. ومن بين التعقيدات هو ما خلصت إليه أوساط غربية ونقلته عدة صحف، عن أن طهران جدية في الرد على أي ضربة تتعرض لها، وأن الإيرانيين مستعدون لتنفيذ ذلك ولن يتأخر كما هو حال الضربات الأولى.
ومن ضمن التعقيدات هو جنوح واشنطن نحو احتواء المشهد؛ لأن ردًا إسرائيليًا سيتبعه رد إيراني أكثر قوة، قد يؤدي إلى تدهور الأمور نحو حرب مفتوحة، لا أحد يمكنه التنبؤ بمداها والقوى التي ستنخرط فيها، ما سيحتّم عليها الدخول. وهو أمر يضر بمصالحها في المنطقة، كما يضر بأولوياتها من آسيا الوسطى إلى شرق أوروبا وبالمعركة المفتوحة مع روسيا، ما يعني في كلّ الأحوال تقدمًا للصين في البعد الاستراتيجي.
أمام كلّ ذلك، يمكن فهم التردّد الإسرائيلي حتّى الآن، المرفق بعدم إيجاد خيارات تعيد عقارب الساعة إلى قواعد ما قبل استهداف القنصلية.
ممّا لا شك فيه أنّ ثمّة حاجة؛ بل ضرورة إسرائيلية للرد، لا يمكن إنكار ذلك، لكن الحاجة لا يمكن تلبيتها في وسط إقليم على شفى انفجار، وقوى ودول على رأسها الجمهورية الاسلامية في إيران لا ترى في التراجع أو ابتلاع ضربات قيمة استراتيجية؛ بل تراجعًا لها.
كما أنّ هناك ثمّة متغير يحصل، وثمة قواعد اشتباك جديدة تتشكّل، وهي عند الوضع الحالي تميل لمصلحة طهران، وهذا ما يراه الإسرائيليون ضربةً لمستقبلهم في المنطقة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
06/10/2024
بماذا أوصى الامام الخامنئي بيئة المقاومة؟
05/10/2024
ماذا خلف ارتفاع وتيرة الاعتداءات على سورية؟
01/10/2024