آراء وتحليلات
المقاومة تقسو بالرد على جريمة ميس الجبل.. أي دلالة؟
صباح الأحد 6 أيار/مايو أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل الجنوبية. بعد وقت وجيز تتكشف نتائج العدوان: أربعة شهداء هم زوج وزوجته وولديهما. سريعًا، يسود الترقب في "تل أبيب" كما جرت العادة، لرد من حزب الله ورفع حالة التأهب.
أثناء عملية رفع الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء، بدأت المقاومة ردها. صليات من صواريخ الكاتيوشا والفلق تضرب مستعمرة "كريات شمونة". المشاهد الآتية من هناك تكشف عن ضربة قاسية. تدمير منازل وتضرر أبنية، كما يقول رئيس "بلدية مستوطنة "كريات شمونة" لهيئة البث الإسرائيلية، إضافة إلى سقوط جريحين.
لكن المفاجأة، أن الرد لم ينته هنا، إذ عمدت المقاومة إلى ضرب مبنيين في كلّ من مستعمرتي شتولا و"أفيفيم"، ليتبع ذلك رشقات صاروخية استهدفت مرابض المدفعية في الزاعورة بالجولان السوري المحتل وانتشارًا للجنود والآليات بمحيطها، قبل أن تعاود توجيه ضربات صاروخية لثلاث مستعمرات هي: "مرغليوت" و"كفريوفال" و"كفرجلعادي".
مشهد القصف بكثافته لجهة الأهداف وعددها والمساحة حمل دلالات عدة:
- تأكيد المقاومة لمعادلتها في الرد على أي مس بالمدنيين والقرى والمنازل.
- تأكيد المقاومة على جبي الثمن الذي يردع العدوّ وعدم الاعتياد على رد باتّجاه نقطة محدّدة، ومهما كان الثمن.
- توجيه رسالة للعدو بأن هدوء المقاومة خلال الأيام الماضية لا يجب تفسيره على أنه تراجع أو نجاحات تكتيكية له، كما أن الهدوء لا يعني السماح له بالتمادي في تصعيد غاراته والقصف المدفعي.
- تأكيد جهوزية المقاومة على الصعد كافة للرد على أي عدوان مهما كان حجمه وبالقدرة التي تناسبه.
وفي البعد الأشمل للمواجهة القائمة منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، ومن خلال مواصلة عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية بالشكل المعتاد، تزامنًا مع الرد المتعدد الأهداف على الاعتداءات على القرى الجنوبية، تؤكد المقاومة أنها لا زالت تدير الجبهة وفق القاعدتين اللتين وضعهما السيد حسن نصر الله في خطابه الأول بعد عملية طوفان الأقصى بتاريخ ٢٧ - ١٠ - ٢٠٢٣: مسار العدوان في قطاع غزّة، والسلوك الإسرائيلي اتّجاه لبنان.
وعليه، إن ضربات يوم الأحد تعد بمثابة ارتقاء من حيث كثافة النار ونوعية وتعدد الأهداف بهدف ردع العدوّ عن تماديه عند القرى الأمامية، تمام كما عمليتي عرب العرامشة وشمال عكا اللتين هدفتا إلى ردع العدوّ عن مواصلة اغتيال مقاومين في أي مكان.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024