الخليج والعالم
زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني إلى العراق قبل أربعين الإمام الحسين (ع)
كشفت أوساط سياسية وإعلامية عراقية وإيرانية بصورة متزامنة، عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي للعراق قبل حلول زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، والتي توافق في النصف الثاني من شهر آب/أغسطس المقبل.
ومن العاصمة الإيرانية طهران، أكد وزير التجارة العراقي أثير الغريري، الذي يُجري حاليًا زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الرئيس الإيراني سيزور العراق قريبًا، وستشهد زيارته إبرام أكثر من عشر مذكرات تفاهم، والتي سيتم إعداد ورقة العمل الخاصة بها لتكون محور مباحثات الرئيس الإيراني مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار الغريري إلى "التوصل لتفاهمات مع الجانب الإيراني لإنشاء مدن صناعية، والتحرك لإدخال شركات القطاع الخاص الإيرانية إلى السوق العراقية"، لافتًا إلى "أن إيران تعد ثاني أكبر شريك تجاري للعراق، وأن البرنامج الحكومي للحكومة العراقية الحالية، يتضمن فتح آفاق التعاون مع دول الجوار، والاستفادة من الميزة النسبية لكل دولة على حدة".
من جانبه، قال وكيل وزير الداخلية الإيراني ورئيس اللجنة العليا لزيارة الأربعين في إيران مجيد مير أحمدي "إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيجري زيارة إلى العراق، ومن بعده سيقوم وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري بزيارة طهران".
وأوضح أنه تم الاتفاق مع الشمري على خمسين قضية، بينها تسهيل عبور زوار الأربعين عبر المنافذ الحدودية، من خلال تنفيذ خطة تبادل معلومات جوازات السفر الإيرانية مع الجانب العراقي، واعتماد جواز السفر الدولي وجواز سفر الحج الأساس لسفر الزوار الإيرانيين إلى العتبات المقدسة في العراق.
نيجيرفان بارزاني في طهران
في سياق آخر، أجرى رئيس اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مباحثات معمقة مع كبار المسؤولين الإيرانيين، في سياق مساعي الإقليم لتطوير وتعزيز علاقاته مع المحيط الإقليمي، لا سيما مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
والتقى بارزاني، كل من آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، والسيد رئيسي، ووزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، ومسؤولين آخرين.
وإذ أعرب بارزاني عن رغبة وتوجه الإقليم والعراق إلى بناء أفضل العلاقات مع جيرانه، وتأكيده على أن إقليم كردستان العراق سيبقى عامل أمان واستقرار في المنطقة ولن يتحول إلى تهديد لأي طرف، أشاد بمواقف إيران الداعمة للعراق وللاقليم.
وشدّدت لقاءات بارزاني مع كبار المسؤولين والساسة الإيرانيين على "أهمية وجود علاقات طيبة تربط العراق وإقليم كردستان مع جمهورية إيران الإسلامية تقوم على أسس حسن الجوار والمصالح المشتركة"، وكذلك شدّدت اللقاءات على "ضرورة تعزيز فرص وآفاق التعاون المشترك بين جمهورية إيران الإسلامية وبين العراق وإقليم كردستان في قطاعات التجارة والاقتصاد والاستثمار والزراعة والسياحة والثقافة والتعليم والدراسات الجامعية وغيرها من القطاعات".
تجدر الإشارة الى أنّ العلاقات بين إيران واقليم كردستان العراق، شهدت خلال الأعوام القلائل الماضية قدرًا من الارتباك والبرود، بسبب التهديدات الأمنية لطهران من خلال تواجد بعض الجماعات الإيرانية المعارضة المسلحة، وكذلك التواجد الإسرائيلي على أراضي الإقليم.
ولاحت مؤخرًا عدة مؤشرات على رغبة الطرفين لمعالجة القضايا الخلافية، وإعادة تفعيل العلاقات الايجابية بينهما، علمًا أن أوساطًا إعلامية نقلت قبل بضعة أيام، أخبارًا عن لقاء جمع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بوفد إيراني برئاسة السفير الإيراني الأسبق لدى العراق حسن دانائيي فر، وأشارت تلك الأوساط إلى أن ذلك اللقاء مهّد لزيارة رئيس الاقليم لطهران، وحدد العناوين العامة لبرنامج الزيارة وأهدافها.