يوميات عدوان نيسان 1996

عيد المقاومة والتحرير

في عيد المقاومة والتحرير.. السوريون لـ
27/05/2019

في عيد المقاومة والتحرير.. السوريون لـ"العهد": المقاومة ضمانة لنا

دمشق ـ محمد عيد
يجد السوريون في الإحتفال بعيد تحرير المقاومة لجنوب لبنان عيدا لهم فهم "من أهل الدار كما يقولون" وهم "الشركاء في النصر" الذي وثقوا به دون سواهم وراهنوا عليه رهان الظافر لا محالة، تعاظمت نظرة الإكبار إلى المقاومين أكثر حين تسلل الإرهاب إلى الساحة السورية، حينها عادت المقاومة بسيرتها العطرة وفألها الحسن لتكون "ضمانة النصر على المؤامرة" كما يقول السوريون الذين التقى بهم موقع "العهد" الإخباري.
 
نحن شركاء في النصر

في عيد المقاومة والتحرير.. السوريون لـ"العهد": المقاومة ضمانة لنا

كانت شوارع الشام عامرة بالذين خرجوا مساء يتصيدون متعة الترويح عن أنفسهم قبل الدخول في يوم صوم جديد، عرف السوريون كيف يحضرون لعيد الفطر مبكرا في ليالي دمشق، لكنهم لم يحتاجوا إلى تحضير مفرداتهم حين سألناهم عن عيد المقاومة والتحرير، فما أسرع ما كانت الكلمات تجري على ألسنتهم وكأن ذكرى تلك الأيام المجيدة كانت تملي عليهم ما يقولونه لمراسلنا.

تصغي الحاجة ثريا مليا لسؤالنا عن ذكرى عيد المقاومة والتحرير تخبرنا بأنها رغم حبها الشديد للمقاومين وثقتها بهم كانت تعتقد أن مسألة تحرير الجنوب من الصهاينة ستحتاج إلى وقت طويل "قد لا أعيش حتى أراه"، المعلمة المتقاعدة عزت ذلك إلى "الفعل التراكمي للهزائم في اللاوعينا كعرب، وحالة القصور وقلة الثقة بالنفسة التي كانت نتيجة لذلك، قبل أن ينجح رجال حزب الله في في تغيير الصورة بالكامل". تصمت الحاجة ثريا قليلا ثم تردف تحليلها السياسي المشفوع بنكهة من علم النفس بالقول مع شيئ من الدعابة "شفت انتصار المقاومين خلوني أعرف أحكي بالفلسفة".
 
اليأس حطمته المقاومة
 

في عيد المقاومة والتحرير.. السوريون لـ"العهد": المقاومة ضمانة لنا

يبتسم العم أبو فاروق وهو يتذكر تلك الأيام "كان اليأس مطبقا علينا ونحن نتجرع الهزيمة تلو الهزيمة، لا زلت أذكر الوضع الذي كان العرب عليه بعد غزو صدام للكويت وما تبعها من حرب عاصفة الصحراء وحالة الخنوع الرسمي العربي للسيد الأمريكي بعدما ساد الإقتناع بأن أي بلد عربي سيتمرد على أمريكا سيلقى مصير العراق". يصمت أبو فاروق قليلا قبل أن يستدرك "وحده الرئيس الخالد حافظ الأسد بقي صلبا وشامخا ولم يتردد في الإبقاء على دعم رجال المقاومة الأبطال في جنوب لبنان رغم الترهيب والوعيد حتى تم التحرير، وشاء الله سبحانه وتعالى ألا يغمض الرئيس حافظ الأسد عينيه حتى يشهد بنفسه تحرير الجنوب الذي كان له الفضل في تطهيره أسوة بسماحة السيد حسن نصر الله وبقية الأبطال الميامين من رجال حزب الله".

كانت التجاعيد الكثيفة المرسومة على وجه أبو فاروق تتحدث عن خبرة السنين، لم يمهلنا الرجل الطاعن في العمر والتجربة لسؤاله عن عمله السابق فقد بادرنا إلى الجواب بنفسه "أنا خدمت في عداد الجيش العربي السوري الذي تصدى للغزو الصهيوني للبنان في العام 1982 وخدمتي هذه جعلتني مؤمنا بأن لبنان عندما يكون في العصر الأمريكي يكون خاصرة سوريا الضعيفة ولكنه مع سماحة السيد حسن نصر الله صار قوة لسوريا بالقدر الذي تكون سوريا قوة له".

سوريا منتصرة ببركة دعمها للمقاومة
 

في عيد المقاومة والتحرير.. السوريون لـ"العهد": المقاومة ضمانة لنا

اللافت في موضوع الحديث عن عيد المقاومة والتحرير هو أن شبانا صغارا لم يعايشوا تلك المرحلة ولكنهم مع ذلك يملكون من ترف الحديث عنها بفخر ما استرعى انتباهنا، يؤكد عمر طالب البكالوريا لموقع "العهد" الإخباري أن والده لا يزال يعيد عليهم وباستمرار يوميات التحرير وتحرير البلدات والقرى التي يحفظ اسمها عن ظهر قلب "كان يذكر بفخر كبير لحظة تحرير الأسرى في معتقل الخيام السيئ الصيت كما كان يحلو له أن يقتبس الجملة من نشرة الأخبار".

لم يكن عمر متفردا في إحاطته بالعيد من جيل الشباب فلقد احتفت وزارة التربية السورية بالمناسبة وأفردت لها حيزا من المنهاج التربوي " سوريا شريك حقيقي في هذا النصر لأنها دعمت المقاومة الإسلامية بكل شيئ، أذكر جيدا أننا درسنا هذا الموضوع في المدرسة وكان أستاذ التاريخ يتحدث بفخر شديد عن سماحة السيد حسن نصر الله وابنه الشهيد هادي وسماحة السيد الشهيد عباس الموسوي وغيرهم من الأبطال".
 
يدرك حازم طالب كلية الحقوق في جامعة دمشق أن سوريا أحسنت الزرع، الأمر الذي سيجعلها تحسن القطاف "كنا دائما نؤمن بأن سورية صامدة ببركة دعمها للمقاومة، ليس هنالك منة بين السوريين والمقاومين فكلاهما وجهان لإنتصار واحد ونحن نؤمن بأن وجود المقاومة معنا هنا في سوريا لمحاربة الإرهاب التكفيري ستجعل قطوف النصر دانية، فهذه المقاومة لم تعرف الإنكسار يوما وهذا يجعلنا متيقنين من أن لحظة النصر بفضل سواعد جيشنا الباسل والمقاومين الشرفاء آتية لا محالة" يقول حازم على لسان الكثيرين ممن التقيناهم في جولتنا هذه.

إقرأ المزيد في: عيد المقاومة والتحرير