آراء وتحليلات
جولة تفاوض مرتقبة.. "إسرائيل" توسّع صلاحيات وفدها
اثنان وعشرون يومًا على رفض نتنياهو ومجلس حربه قبول "حماس" المقترح المصري - القطري، وبدء عدوان عسكري في رفح جنوب قطاع غزّة، وكذلك عمل عسكري في جباليا شمال القطاع. دعمت واشنطن التوجّه الإسرائيلي، خصوصًا مع عدم ممارستها أي ضغوط على "تل أبيب" لقبول صفقة أشرفت هي على هندستها، وبحسب ما سُرّب، كانت هناك موافقة إسرائيلية مسبقة عليها.
موقف واشنطن شابه الغموض، بعدما لم يصدر منها أي تعليقات واضحة لجهة الرفض الإسرائيلي، وهو ما أوحى بوجود تنسيق أميركي - إسرائيلي ورهان على عمل عسكري يمكن أن يحقق لـ"تل أبيب" مكاسب أوسع.
خلال الأيام الاثنين والعشرين، كان واضحًا أن مسار الميدان معقّد، فقد تمكّنت المقاومة من توجيه ضربات قاسية، ونفذت عشرات العمليات المؤثرة كمًا ونوعًا وفي مناطق مختلفة، قُتل وجرح على إثرها عشرات الجنود الإسرائيليين، وفقًا لجداول الاعترافات الإسرائيلية اليومية.
وكشفت كتائب عز الدين القسام عن مقتل عدد من الأسرى لديها، وهو أمر زاد من موقف حكومة نتنياهو الصعب أمام عوائل الأسرى، خصوصًا مع غياب أي أفق لاستعادتهم عسكريًا، بالرغم من مواصلة وضع الأمر هدفًا لعملية رفح. وقبل أيام؛ تصاعدت في "تل أبيب" الأصوات المطالبة بضرورة إبرام صفقة تبادل، من بين هؤلاء عضو مجلس الحرب بني غانتس الذي أمهل المجلس حتّى الثامن من يونيو/حزيران لتغيير استراتيجيته وإيجاد أخرى والنظر إلى المستقبل، وإلا الانسحاب من مجلس الحرب.
ما قاله غانتس يومها؛ كان يعكس ما تريده واشنطن، خصوصًا حول اليوم التالي للحرب، والذي يتعمّد نتنياهو عدم الخوض فيه لحسابات داخلية وأخرى غير معلومة.
أمام هذا المشهد المعقّد، عاد الحديث عن إحياء التفاوض. فقد نقل موقع "اكسيوس"، يوم امس الخميس ٢٣ - ٥ - ٢٠٢٤، عن مسؤول إسرائيلي وصفه بـ "الكبير" قوله إن: "نتنياهو ومجلس الحرب قررا توسيع صلاحيات فريق التفاوض"، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن: "المجلس كلف فريق التفاوض صياغة مقترح لصفقة الأسرى ليُحال إلى الوسطاء من أجل بدء التفاوض". كما كشفت القناة ١٣ الإسرائيلية أن: "رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز سيزور المنطقة لدفع المفاوضات بشأت صفقة تبادل إلى الأمام"، وسط تقارير غربية عن اجتماع جمع بيرنز مع رئيس "الموساد" ورئيس الوزاء القطري في أوروبا.
لكن اللافت هو ما ذكره مسؤولون إسرائيليون، صرّحوا لـ "اكسيوس"، عن: "تضمن المقترح الإسرائيلي الجديد تنازلات بشأن عدد الأسرى الأحياء الذين سيفرج عنهم، واستعدادًا لمناقشة طلب حماس الهدوء الدائم في قطاع غزّة في المرحلة الثانية من الصفقة"، وهذا ما يُعدّ إشارة حول العودة إلى المقترح الذي قبلت به حماس.
لمّا يصدر حتّى الساعة أي تعليق من حماس وفصائل المقاومة، لكن المعلن أنه لا قبول بأقل ممّا وافقت عليه الحركة في المقترح المصري - القطري، والذي يعدّ الحد الأدنى من متطلّبات الشعب الفلسطيني، بحسب تصريحات لعدد من المسؤولين فيها.
وبانتظار اتضاح الصورة خلال الأيام القليلة المقبلة، تبقى نظرة التفاؤل متدنية حيال الوصول إلى وقف للنار على أساس أن الكرة، منذ قبول حماس مقترح الوسطاء، هي في الملعب الإسرائيلي، وأن إمكان المناورة لحسابات داخلية غير مستبعدة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024