نصر من الله

خاص العهد

عمليات مشتركة يمنيّة عراقيّة.. نقطة تحوّل في مسار المعركة وتزخيم للمرحلة الرابعة
06/06/2024

عمليات مشتركة يمنيّة عراقيّة.. نقطة تحوّل في مسار المعركة وتزخيم للمرحلة الرابعة

تستمر مفاجآت محور المقاومة في عمليات مساندة قطاع غزة ومواجهة العدوان الصهيوني، لتُثبت من جديد مدى جديّة هذا المحور وقدرته على تحقيق الأهداف التي يضعها من أجل القضية الفلسطينية.

وجديد هذه المفاجآت، الإعلان عن تدشين العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنيّة والمقاومة الإسلاميّة في العراق ضد سفينتَين تحملان أسلحة ومعدات للكيان الصهيوني في ميناء حيفا وضد سفينة أخرى انتهكت قرار حظر الدخول إلى ميناء حيفاء في فلسطين المحتلة، لترسّخ بذلك مفهوم التنسيق بين جبهات محور المقاومة الذي يتخوّف منه العدو، وما قد ينتج عنه من عمليات يُدرك كيان الاحتلال مقدار خطورتها على وجوده ضمن خارطة المنطقة.

للاطلاع على هذا التطوّر البارز، تواصل موقع العهد الإخباري مع الخبير العسكري اليمني العقيد مجيب شمسان الذي أكّد أنّ "الإعلان عن عمليات مشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق نقطة تحوّل في مسار التصعيد ضمن إطار المرحلة الرابعة"، والتي كان قد تحدث عنها قائد حركة أنصار الله في اليمن عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن المرحلة الرابعة سيكون لها مسار تصاعدي، وأن المقاومة العراقية، بالاشتراك مع القوات المسلحة اليمنية، ستُساهم في تزخيم هذه المرحلة من التصعيد ضد الكيان الصهيوني.

وقال العقيد شمسان: "هذا المسار له أبعاد ودلالات كبرى على مسار الصراع، باعتبار أنّ توحّد الجبهتين واشتراكهما في عمليات مشتركة له الكثير من التأثيرات في الكيان الصهيوني، خاصة التأثير في حساسية الأهداف مثل عملية اليوم باستهداف سفينتَين تحملان أسلحة ومعدات للكيان الصهيوني في ميناء حيفا، وبالتالي كلّما تصاعدت وتيرة العمليات المشتركة زاد حجم الضغط وتطويق الكيان الصهيوني ووضعه ضمن إستراتيجية الكمّاشة"، مضيفًا "إذا أخذنا بالاعتبار الصعوبات التي تواجهها القوات اليمنية في مسألة اعتراض الصواريخ، نظرًا للأدوات التي يستخدمها الأميركي والبريطاني في خدمة الصهيوني، فإنّ اشتراك القوات اليمنية مع المقاومة العراقية سيُذلّل الكثير من الصعوبات وسيُساهم في تزخيم العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني وتزخيم المرحلة الرابعة من التصعيد وتكثيفها ناريًّا وتحقيق أكبر درجة من الضغط، وهذا سيأخذ مسارًا تصاعديًا على مستوى تنفيذ العمليات وحساسيّة الأهداف المنتشرة في المنطقة".

ورأى أنّ "ما تم الإعلان عنه هو البداية، والاشتراك بين القوّتين بات على قدم وساق، والتنسيق على أعلى المستويات"، وقال: "ما هو حاصل أنّ القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية يعملون في مسار تصاعدي ضد الكيان الصهيوني ".

الوجود الأميركي في منطقة البحر الأحمر كاد يكون خاليًا

وتعليقًا على ما كشفه السيد الحوثي من دلالات تؤكد نجاح القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور"، أكّد العقيد شمسان في حديث لموقع العهد الإخباري أنّ "استهداف حاملة الطائرات "آيزنهاور" يأتي باعتبارها كانت تمثّل أقوى رموز القوة للأميركي وعنصر السيطرة والنفوذ، حيث كان من خلالها يحقق قوة الردع والاستهداف، ما يعني أن صنعاء رفعت سقف المواجهة مع الأميركي ولديها إمكانيات لتتخذ خطوات في المسار التصاعدي، وتحدّث السيد القائد (عبد الملك الحوثي) عن أنّ حاملة الطائرات ستبقى هدفًا للقوات المسلحة اليمينة كلّما سنحت الفرصة لذلك".

وشدد على أنّ "الإصابات التي أُلحقت بحاملة الطائرات وعجز الأميركي عن إثبات العكس، تعني أنّ صواريخنا وصلت إليها وفي ذلك إهانة كبيرة للأميركي الذي عجز عن مواجهتها، وهذا فشل كبير وذريع"، مؤكدًا "هذا مسار تصاعدي سيستمر على اعتبار أن الكيان الصهيوني والأميركي وجهان لعملة واحدة، وكما هو مؤثر في الأميركي في ما يتعلق بعدوانه على اليمن، فهو مؤثر في الكيان الصهيوني الذي لولا دعم الولايات المتحدة لما استطاع الاستمرار".

وفي هذا الصدد، كشف العقيد شمسان أنّه "خلال الـ48 ساعة الماضية، لا يكاد يكون للوجود الأميركي في منطقة البحر الأحمر أي أثر. وكانت السفن تعبر بعيدًا عن المرافقة الأميركية، بمعنى أنّ الرسالة قد وصلت للأميركي وأثبتت له عجزه عن الاستمرار في البقاء في هذا المكان".

وتابع: "ما يقوم به الأميركي هو نوع من "المقامرة" للتعبير عن أنّه لا يزال موجودًا، أمّا عن الأهداف وقدرته على مواجهة العمليات اليمنية فقد أثبت فشلًا ذريعًا، بل وتراكماً للفشل، وأسقط ما تبقى من الهيبة الأميركية بعدما تجاهل التحذيرات اليمنية".

صواريخ "فلسطين".. تطوير للقدرات خلال المعركة

وحول الإعلان عن منظومة صواريخ "فلسطين"، شرح العقيد شمسان أنّ "ما هو واضح أن منظومة صواريخ فلسطين جاءت وفقًا لمتطلبات المرحلة وبعد تجارب سابقة، سواء من تعاون الأنظمة العربية بشأن الإنذار المبكّر والطبقات الدفاعية المتعددة، وهي كانت نتاجًا لتلك المعطيات".

وأكّد أنّه "تم إنتاج هذا الصاروخ ليكون ملبيًا لمتطلبات المرحلة، ما يعني أنّه يستطيع تجاوز تلك الدفاعات ويستطيع الوصول إلى هدفه بدقّة، وبالتالي يمكن من خلال هذه المعطيات قراءة خصائص الصاروخ بأنّه يتمتع بسرعة عالية كما هو معروف عن الصواريخ الانزلاقية ذات الرأس المخروطي التي تدمج ما بين القدرة على التمويه والمناورة والسرعة الفائقة في الوصول إلى الهدف".

وأفاد العقيد شمسان بأنّ صواريخ "فلسطين" سيكون لها "وقع أقوى" في العمليات، على اعتبار أنّ "امتلاك مثل هذه التقنية سيجعل القوات المسلحة اليمنية قادرة على ضرب أيّ هدف داخل عمق الأراضي (الفلسطينية) المحتلة في أيّ زمان ومكان، لأنّها تستطيع تجاوز كل التحديات وتصعّب المسألة على منظومات الإنذار المبكّر وعلى أسلحة الاعتراض".

وفي هذا السياق، أوضح أنّه "تم تطوير هذه المنظومة ضمن الحرب وضمن الأشهر الأخيرة  من العمليات اليمنية المساندة" لقطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ "القوات المسلّحة اليمنية تمضي في تطوير قدراتها، وهذا كان واضحًا إذا ما قارنّا بين العمليات الأولى والأخيرة".

إقرأ المزيد في: خاص العهد