موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

آراء وتحليلات

"إلى من يهمه الأمر".. في واشنطن و"تل أبيب"
23/06/2024

"إلى من يهمه الأمر".. في واشنطن و"تل أبيب"

منتصف ليل السبت، يرمي الإعلام الحربي في حزب الله قنبلة تحت عنوان: "الى من يهمه الأمر"، مقطع يبدأ بعبارة للسيد حسن نصر الله، وينتهي بأخرى تتوعد بالندم، وفي المضمون لقطات لمواقع "إسرائيلية" استراتيجية وحساسة على امتداد فلسطين المحتلة، برًّا وبحرًا، دون تسميتها، مع إحداثيات مُررت عبر المقطع، مع ترجمة عبارتي السيد نصر الله إلى اللغتين العبرية الانجليزية، وهو ما فهم على أن المضمون موجه للأميركيين والإسرائيلين على حد سواء.

ويعد المقطع مكملًا لما أفرجت عنه المقاومة من خلال واقعة "الهدهد" وترجمة لبعض مضامين خطاب "الردع الاستراتيجي" للسيد حسن نصر الله خلال ذكرى أسبوع الشهيد أبو طالب.

لكن ما هي رسائله؟

- بُث المقطع تزامنًا مع زيارة وزير الحرب "الإسرائيلي" يوآف غالانت إلى واشنطن، وبغضّ النظر عن المعلن حولها، إلا أن المرجح أن جبهة لبنان تأتي على رأس أولوياتها، وبالتالي حمّلت المقاومة غالانت عبئًا مضاعفًا إلى هناك.

 - تأكيد المقاومة على أنها تملك بنك أهداف ضخمًا مبنيًّا على معرفة وجمع استخباري دقيق وأنها تملك القدرة التي تطاله بحرية اتّخاذ القرار.

- أن المقاومة جاهزة للذهاب بعيدًا في حال رست سفن "الإسرائيليين" على شاطئ توسيع الحرب.

- أن المقاومة تمارس ضغطًا على الأميركيين، مع علمها بأنهم يرفضون حتّى الساعة توسيع الحرب، كي لا يقعوا ضمن الحسابات الخاطئة نتيجة المساعي "الإسرائيلية" لأخذ ضوء أخضر وإسناد لتنفيذ "عمل محدود" يقدرون أنه قد لا يتوسع إلى حرب قد تأخذ بعدًا شاملًا.

- تراكم المقاومة من كشف نواياها بما يضع "الإسرائيليين" أمام خيارات صعبة.

- ترفع المقاومة من نسبة الحرب النفسية الصادقة اتّجاه المستوطنين ليس فقط في الشمال إنما على امتداد فلسطين المحتلة، خصوصًا بعد ما شهده الكيان على مدى يومين بعد تصريح رئيس شركة الكهرباء حول ما يمكن أن يكون عليه الوضع بحال ضرب حزب الله الكهرباء.

تعد هذه الرسائل مباشرة، لكن ثمة ارتدادات أخرى لما يبثه حزب الله داخل المؤسسة الأمنية والجيش، حيث يكتشف هؤلاء المدى الذي وصل إليه الحزب على مدى سنوات، وفشل الاستخبارات، وكذلك المعركة بين الحروب، في كبحه، وهو ما يخلط عليهم الكثير من الأوراق، ويدفعهم إلى مراجعة حساباتهم، وحتّى مناهج عملهم وتحضيراتهم، وقد نرى في مقبل الأيام تقاذفًا للتهم حول التقصير سواء من الطاقم الحالي أو من سبقهم.

إن ما يقوم به حزب الله لا يخرج عن سياق الردع الاستراتيجي، والذي يضيق الخيارات أمام "الإسرائيليين"، إن لجهة لبنان أو لجهة قطاع غزّة والمقاومة الفلسطينية، فخيار وقف الحرب في غزّة مُرّ، وتوسيعها اتّجاه لبنان أمرُّ، وبالتالي إن المقاومة تتقصد تعميق المأزق، وما في الجعبة أضخم.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات