نقاط على الحروف
إعلام العدوّ ينقل إلينا بشائر هزيمته
تنخفض وتيرة الاستعراضات الكلامية التهديدية ضدّ لبنان في الصحافة العبرية، سواء في نقلها لتصريحات السياسيين والعسكريين الصهاينة أو في التحليلات التي تُنشر كلّ يوم تقريبًا. تخفت لغة الوعيد لصالح الواقعية في مقاربة "جبهة الشمال" وذلك مع تصاعد نوعي لمستوى الرّعب الذي يعبّر عنه مستوطنو الشمال، من فرّ منهم نحو الوسط ومن بقي، ومع ارتفاع حدّة العسكر الصهاينة الخائفين من تداعيات أيّ حماقة قد يرتكبونها ضدّ لبنان.
في ما يلي، جولة على بعض ما تمحورت حوله التغطيات والتحليلات والتقارير الصحفية التي تناولت موضوع الحرب على لبنان في الصحافة الصهيونية.
نشرت صحيفة معاريف عن المحلل العسكري ألون بن ديفيد قوله إنّ "ما لا يتجرأ الجيش على قوله هو إنّه غير مستعد لمعركة موسعة في لبنان وإنّه إذا اندلعت الحرب على الجبهة الشمالية، ستجد "إسرائيل" نفسها في حرب استنزاف طويلة الأمد، ستشل الحياة في معظم أنحاء البلاد، دون القدرة على اتّخاذ القرار. كذلك نقلت الصحيفة نفسها عن ضابط بارز أنّه أبلغ قيادة الجيش بضرورة التخلي عن شعار العمليات بأي ثمن، وأن الجيش غير جاهز لحرب طويلة في الشمال. كما كشفت الصحيفة عن رسالة بعث بها ضابط كبير في سلاح الجو الصهيوني إلى أعضاء ما تسمى هيئة الأركان العامة يحذّرهم فيها من شن حرب على لبنان لأنّها ستقود إلى كارثة استراتيجية أكبر من 7 أكتوبر. وورد في معاريف أيضًا أن "الجيش "الإسرائيلي" والمجتمع غير قادرين على الصمود في مثل هكذا مغامرة"، وشبّهت الدعوات لغزو لبنان وتدمير حزب إلى الشعارات الانتخابية الفارغة، كما اعتبرت الذين يدعون إلى الحرب على حزب الله قاصرين عن فهم من هي هذه المنظمة وما هو مدى قدرتها على دمار "إسرائيل".
بدورها، غطّت صحيفة "يديعوت أحرونوت" زيارة غالانت إلى واشنطن، ونقلت أنّه "أوضح للأميركيين أن "إسرائيل" لا تسعى للحرب مع حزب الله بل لتسوية إن أمكن ذلك"، وأنّه قال لهم "لا نريد حرًبا في الشمال وسنقبل باتفاق يبقي حزب الله بعيدًا عن الحدود". كذلك نقلت الصحيفة عن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان قوله إن الحكومة غير قادرة على اتّخاذ قرار، وعاجزة عن تحقيق نصر على حماس في الجنوب وحزب الله اللبناني في الشمال.
أمّا صحيفة هآرتس، فقد نشرت مقالًا تحليليًّا أكدت من خلاله أن دخول "إسرائيل" في حرب مع حزب الله في لبنان ستقود إلى هزيمة مطلقة.
هذه هي الأجواء المهيمنة على الخطاب الصحفي لدى العدوّ، ومن الواضح أنّها تعكس حاله وتمثّل صورة واضحة عمّا يدور في أروقة الكيان في السرّ وفي العلن. أمّا إذا تناولنا بعض الإعلام العربي الذي جنّد نفسه في خدمة أهداف العدو، أو جرى توظيفه من أجل التسويق لما يريده الأميركي و"الإسرائيلي"، فنرى أنّ الأجواء مختلفة تمامًا. هنا، العناوين تهديد ووعيد وويلات. ففي جولة على بعض العناوين المريبة التي يحترف اختيارها هذا الإعلام لتشكّل موجة "رعب" في صفوف اللبنانيين، إليكم ما تعنون به "العربية": تصعيد أكبر آت بين "إسرائيل" وحزب الله، غالانت يوجّه رسائل لحزب الله من واشنطن، لبنان مهدّد بقطع الانترنت وعزله عن العالم حال نشوب الحرب، تعزيزات للجيش "الإسرائيلي" على الحدود، قائد أميركي يحذّر من الهجوم على لبنان... وتأتي هذه العناوين بجانب عدد هائل من التقارير والمقالات التي تهاجم حزب الله وتتبنّى أيّ موقف ضدّه. وكما "العربية" يستميت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية في محاولة تصوير الآتي على قاعدة الترهيب والتهويل والتهديد والترويع، دونما أيّ التفات إلى الرعب المعلن عنه في الصحافة العبرية. وأكثر من ذلك، يبدع هؤلاء في تغطية مشاهد الدمار والتباكي عندها، فيما يتجاهلون ذكر أي خسائر مُني بها العدوّ طوال فترة الحرب، في محاولة للإيحاء بأنّنا وحدنا نتعرض للخسائر وأن العدوّ لا يخسر، وبالتالي لن يُهزم.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024