معركة أولي البأس

خاص العهد

مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (1 / 2)
12/07/2024

مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (1 / 2)

بعد حصول أرمينيا وأذربيجان على استقلالهما عن الإمبراطورية الروسية في عام 1918، نشأت بينهما خلافات حول ملكية بعض الأراضي التي أهمها إقليم ناغورني قره باغ. ثم توقفت هذه الخلافات بعد ضم الدولتين إلى الاتحاد السوفياتي في عام 1922، لتعود وتنشب بعد حل الاتحاد السوفياتي عام 1991، ونتج عنها عدد من الحروب التي سقط فيها عدد كبير من القتلى من الجانبين.

وعلى الرغم من إجراء استفتاء في عام 1991 نتج عنه إعلان أرمينيا استقلال قره باغ، فما زالت الخلافات قائمة حول هذا الإقليم، وعاد الصراع إلى الواجهة في شهر أيلول/سبتمبر 2023 وسقط الإقليم بيد القوات الأذربيجانية، ما سرق لوهلة وميض الحرب الأوكرانية ولفت الأنظار إلى جنوب القوقاز، الأمر الذي بدا وكأنه جبهة جديدة تنجرّ إليها روسيا وربما الدول المحيطة: إيران، أرمينيا، أذربيجان وكلّ  القوقاز.

من ناحية أخرى فإن إقليم ناختشيفان الأذربيجاني ذي الحكم الذاتي يمتلك حدودًا بطول 17 كلم مع تركيا، ويتطلب الوصول إليه من أذربيجان المرور عبر إيران أو أرمينيا. ولذا، ترغب أذربيجان بالسيطرة على هذا الممر، ما يهدّد الأمن القومي الإيراني والروسي على حد سواء. كذلك، فإن مراهنة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على دعم عسكري أميركي يبقى صعب التحقق، نظرًا إلى أن هذا الدعم يجب أن يمر عبر جورجيا التي اكتوت بنار الحرب سنة 2008، وستفكر مليًا قبل السماح للقوات الأميركية بالمرور في أراضيها مهما كانت المغريات لكيلا تذهب "فرق عملة".

مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (1 / 2)

كل هذه المحاور بالإضافة إلى موضوع القضية الفلسطينية وما يجري من عدوان على قطاع غزة، كانت موضع حوار أجراه موقع العهد الإخباري مع وزير الدفاع السابق لجمهورية أرمينيا أرشاك كارابتيان ومدير استخباراتها السابق وزعيم حركة جبهة عموم أرمينيا.

*أرشاك كارابتيان:

بالفعل كلّ ما يدور من صراعات في المنطقة لها ارتباطات بعضها ببعض. قد يبدو المشهد كأنه يحاكي صراعات مناطقية موضعية، غير أن كلّ هذه الصراعات متداخلة فيما بينها.

في ما يتعلق بصراع ناغورني قره باغ فهو صراع مصطنع. إذ بعد انتصار البلشفية ووصولها إلى السلطة، أنشئت دولة، لم تكن قائمة من قبل، تحت اسم أذربيجان، التي تضم اليوم عدة قوميات (الليزغينية والتاليش وغيرهما)، وهي مجموعة من الشعوب التركية ذات الامتداد من وسط آسيا حتّى تركيا، ومن الصعب تعريف ما يسمّى بالشعب الأذربيجاني، بيد أن كلّ شعب وكلّ  إنسان له الحق في العيش وتقرير مصيره حتّى لو لم تكن قوميته معلومة أو معروفًا وجودها.

المشكلة الأساس في هذا الصراع لا تكمن في احتلال بقعة من الأرض، والسيطرة على شعب ما والقضاء على ثرواته وقيمه وثقافته، إذ إن السبب الأساس هو تبرير الوجود، وأنا أقول لماذا تريدون تبرير وجودكم إن كنتم موجودين فعلًا؟ ابدأوا بكتابة تاريخكم منذ سنة 1920.

انطلاقًا من تاريخ منطقتنا والتناقضات بين الشعب الأرمني والشعوب التركية، فقد ظهرت حالة من التناقض والفهم المختلف، حول نشأة وتطور المنطقة. توجد مسائل مؤلمة مأساوية حدثت، منها الإبادة الجماعية للأرمن، وهي مسألة أليمة، والخسارة المستمرة للأراضي. فالأرمن، على سبيل المثال، منهم من انتقل إلى لبنان، ويعدونه بلدهم، ولا يعدونه أراضي أرمينية. وأنا أعتقد بعد زيارتي لبيروت، أرى أن هذا البلد مثال على إمكانية التعايش بين الإثنيات والأديان المختلفة. وهذا الشعب مر بتجربة الصراع الداخلي المحرض عليه من الخارج، لكنني كما أرى اليوم توحدوا في مواجهة الخطر المشترك.

لصراع ناغورني قره باغ جذور تاريخية عميقة، وهو مواجهة بين الإيديولوجيات والأديان. وفي الأساس، مرتفعات قره باغ ليست مجرد قطعة أرض تخلت عنها الحكومة الأرمينية وسلمتها تسليمًا. في البدء، قالوا إن إدارة الإقليم سلمته لأذربيجان، ثمّ قالوا إن روسيا سلمت قره باغ لأذربيجان، غير أنني أغبط الفلسطينيين، الذين يدافعون عن وطنهم بكلّ نزاهة ورجولة. أنا أغبط الفلسطينيين على تفانيهم. لماذا لم يقف سكان قره باغ هذه الوقفة للدفاع عن إقليم يعدُّونه وطنهم، في مواجهة جيش أضعف بمرات من الجيش الإسرائيلي؟ فالجيش "الإسرائيلي" إذا لم نحتسب قدراته النووية، فإنه يحتل المركز الـ 18 في العالم، والشعب الفلسطيني هو خارج معادلة قدرات الجيوش، فانظروا كيف يقاتل أبناؤه! وأنا كعسكري وأرميني بكلّ بساطة أحسدهم وأغبطهم وأشعر بالفخر لوجود شعب قادر على القتال من أجل وجوده من أجل حياته وحريته. ومن دون الدخول في صلب أصل الصراع، الشعب الفلسطيني يقاوم ويحقق إنجازات.

قمت بالتحضير للمقابلة معكم واطلعت على الأرقام، بالحد الأدنى الأرقام الرسمية، فوجدت أن ما يزيد على 33 ألف شهيد وما يزيد على 80 ألف جريح. وعلى الأرجح، فإن الأعداد الحقيقية أكبر، لدينا ألوف المفقودين، الذين لا نعلم عن مصيرهم شيئًا.

مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (1 / 2)

* سيد أرشاك كارابتيان، أحد المفكرين الفلسطينيين المناضلين أخبرني أن عدد الشهداء منذ سنة 1948 حتّى السابع من أكتوبر، بلغ ما يقارب 100 ألف أو 110 آلاف شهيد، ولو قدم الشعب الفلسطيني 50 ألف شهيد ثمنًا لحريته، لمصلحة استقلاله وسيادته خلال الحرب الدائرة رحاها اليوم، فهو ثمن يتحمله الشعب الفلسطيني، ومستعدون لهذه التضحية. هل في ذلك دلالة على أن هذه المواجهة مصيرية؟

نعم، هذه المواجهة مصيرية وحاسمة، فإما أنه لن يكون هناك فلسطين مستقبلًا أو أن فلسطين ستصبح حرة. ولكن الكفة في مصير المواجهة حتّى الآن، ومن دون حسد هي لمصلحة فلسطين. لدي أصدقاء عديدون ومنهم يهود. وقد زارني أحد اليهود "الجيدين"، منذ وقت قريب وطرح عليَّ السؤال: أنت إلى جانب من تقف؟ وفكرت إن قلت له إنني إلى جانب الفلسطينيين، فقد يغضبه موقفي، قبل أن أجيبه عن سؤاله هو أدرك إلى أي جانب أقف، فاجأني بقوله إنه يقف إلى جانب الفلسطينيين، وقال لي لا تقلق أنا مع الجانب الفلسطيني، فطلبت منه التوضيح، فقال: هل تظن أن كلّ اليهود يؤيدون ما يقوم به نتنياهو؟

هنا يحضرني سؤال بخصوص قره باغ، إن كانت قيادة أرمينيا قد اعترفت بفلسطين فكيف لها ألا تعترف باستقلال إقليم قره باغ؟ هذا لا أستطيع فهمه.
هذا بالنسبة لي نكتة.

بموجب القانون الدولي والوثاق القانونية إقليم قره باغ يعدُّ أرضًا أذربيجانية، ولكن الأرمن يقطنونه منذ عقود، والسيادة على الإقليم تغيرت مرات عدة، ما هي حقيقة الأمر؟

بالنسبة لي لا أدري هل أفرح لاعتراف أرمينيا بفلسطين، أو أضحك لعدم جدية هذا الاعتراف؟ من ناحية، أنا اقف إلى جانب هذا الشعب المناضل من أجل حياته وقضيته، مع أن لدي عديدًا من الأصدقاء اليهود، ولكنني لا أخفي موقفي وأرى أن ما يحدث إزاء الفلسطينيين هو أمر غير عادل، ولكن لدينا قره باغ بالقرب منا، والحكومة أو الدولة الأرمينية لم تفعل شيئًا من أجله حقًا. رئيس الحكومة باشينيان سلّم إقليم قره باغ تسليمًا، هو أعلن أن الأمر لا يعنيه. ومنذ عام وقّع وثائق تعترف بالسيادة الأذربيجانية على الإقليم، في حين أن الأذربيجانيين في الثامن من أيار/مايو من سنة 1994، وقعوا اتفاق وقف إطلاق نار. هذا الاتفاق ينص على أن من الضروري البدء خلال عام بمفاوضات وتوقيع معاهدة سلام. إنهم منذ ما يزيد على ثلاثين سنة لم يعترفوا بناغورني قره باغ، وبدأوا بمراكمة القوّة للتفوق على القوات المسلحة الأرمينية. تقريبًا منذ سنة 2015، بدأت عملية التفوق العسكري الأذربيجاني، عندما وقعوا عقد تسليح بـ 5 مليارات دولار، واشتروا السلاح من "إسرائيل" وغيرها، وشارك ضباط أتراك في بناء القوات المسلحة الأذربيجانية، وشاركوا في الحرب، وبدأوا بتدريب هذه القوات من مستوى الكتيبة حتّى عدة فرق، لكن التفوق حتّى سنة 2015 كان إلى جانب القوات المسلحة الأرمينية، وكانت أرمينيا تستطيع بكلّ سهولة اتّخاذ قرار البدء بالعمليات العسكرية. هذا كان يتطلب قرارًا من القيادة الأرمينية بالطبع. وعلى الرغم من إدراك الإدارة الارمنية للخطر المحدق، فإنها لم تعترف بإقليم قره باغ أرضًا أرمينية أو دولة مستقلة.

* أنت كوزير دفاع سابق ترى أن أرمينيا كانت تستطيع إجراء استفتاء لضم إقليم ناغورني قره باغ للأراضي الأرمينية لكن الحكومة الأرمنية لم تفعل ذلك؟

في الدستور الأرميني مكتوب بكلّ وضوح أن الدولة الأرمينية تعدُّ الضامن لإقليم ناغورني قره باغ، وقرار رئيس الإدارة الأرمينية يعدُّ إخلالًا فاضحًا بالدستور. "إن هذه أرض أذربيجانية ولن نقوم بالدفاع عنها". تذكرون هذا التصريح، هذا خرق فاضح للدستور وهو سيدفع الثمن، هو والإدارة المحيطة به سيدفعون الثمن وستتم مساءلتهم، والتاريخ لن يرحمهم.

الدستور الأرميني ينص على أن الدولة الأرمينية هي الضامنة لإقليم قره باغ، لكن الإقليم اليوم قانونيًا غير موجود! ففي دستور أذربيجان لا يوجد ما يسمّى بقره باغ، وكذلك في أرمينيا يجري محو كلّ ما له علاقة بهذا الإقليم، بما في ذلك الخرائط كلها، من المكتبات ومن الكتب المدرسية، مفهوم ناغورني قره باغ في أرمينيا يتم محوه، فقط من أجل تبرير خيانة شخص جبان هو باشينيان.

للأسف خسارة ناغورني قره باغ بالنسبة للأرمن تعادل خسارة وطن، فهو إقليم صغير ولكنه كان وطنًا، فنحن لم نسلم فقط منطقة جغرافية بل تخلينا عن وطن، وخلال 30 عامًا من التفوق العسكري الأرمني كان يمكن التوصل لما هو ملائم بشكل أفضل.

أتعجب عندما يعترض مواطن أصله من ناغورني قره باغ، ويحمل روسيا المسؤولية، فيقول إن روسيا أعطتنا هذا الإقليم ثمّ عادت وسلمته لأذربيجان، فأنت كمواطن من قره باغ ماذا تفعل في أذربيجان؟ لماذا لم تحمل السلاح وتدافع عن موطنك؟ لماذا لم يصمد قادة قره باغ ذوو الأصوات العالية، في الإقليم، ولم ينظموا مقاومة، علمًا أن لديهم نفوذًا في كلّ أرجاء العالم؟

 أذربيجان تحاول كتابة تاريخ جديد وتصور نفسها أنها شعب تاريخي قديم، وتطلب من الشعب التاريخي الأساس في الإقليم أن يتخلى عن تاريخه، والشعب الذي ظهر في سنة 1920 يكتب تاريخًا قديما لنفسه على أنه هو الشعب التاريخي.

هذا الغصب لا يمكن أن يمر وقادة أرمينيا الحاليون كلّ هذا الفريق، قد سجلهم التاريخ كخونة لوطنهم وشعبهم، وبكل تأكيد مئة في المئة سوف تجري محاسبتهم وسيتحملون مسؤولية هذه الجرائم، للأسف الثمن سوف يدفعه أبناؤهم. أتتعجب عندما يقول عدوك إن موطنك هو أرض أذربيجانية، وقادة أرمينيا يقولون إننا نوقع اتفاقية سلام، فهذا سيكون ورقة مجرد قطعة ورق، ولن يرقى لمستوى اتفاق، إذ إن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مدعومًا.

في ما يتعلق بما نشهده في تاريخنا الحالي في فلسطين، نعم ممكن مقاربتها بالوضع في ناغورني قره باغ، عندما أدرك "الإسرائيليون"  أنهم يستطيعون بقوة السلاح الدخول إلى غزّة وطرد الناس من بيوتهم والعالم أجمع يغضّ النظر عن أفعالهم، استسهلوا هذا الأمر، الأميركيون يصرخون أن هذا أمر سيئ، كما صرخوا حيال قره باغ، من دون أن يحركوا ساكنًا لوقف ما يحصل. نحن نعلم أن الولايات المتحدة إن شاءت إيقاف "الإسرائيلي" فإنها كانت قادرة على ذلك.

اليوم معظم سكان قره باغ لجأوا إلى أرمينيا ولديهم امتعاض كبير من الحكومة الأرمينية. 120 ألف شخص في القرن الحادي والعشرين، قوات دولة جارة تدخل إلى منطقة ولا تبقي فيها مواطنًا واحدًا حيًا، تجاوزوا بذلك ما حصل في أوروبا في سنة 1941. عندما دخل المحتل النازي إلى أوروبا، فإن الشعوب بقيت في مواطنها في بيلاروس في أوكرانيا وفي قسم من روسيا وغيرها. أما في قره باغ، فلم يبق واحد في المئة من السكان في أرضه، ومن بقي يعدون على أصابع اليد. من الممكن أن نفهم من يكونون هؤلاء، قد يكونون ممن تعاملوا مع العدو، ولا أعتقد أن في المرحلة القريبة المقبلة يمكن خلق ظروف مؤاتية لعودة النازحين إلى بيوتهم. عدد من النازحين موجود في روسيا عند أقاربهم، وعدد منهم انتقلوا إلى أوروبا، وبحسب الإحصاءات الآن في أرمينيا يوجد ما يقارب 100 ألف.

مداخلة: هذا المثلث لم يهدأ وما زالت تجاذبات المصالح المتناقضة للدول المحيطة والتدخل الخارجي قائمة. ممر ناخيتشيفان وغيره من الألغام المنتظرة، أذربيجان، أرمينيا، إيران، تركيا، روسيا والتدخل الغربي...

وباشينيان يعول على تدخل الأساطيل الأميركية لحمايته، والتدخل الأميركي المباشر متعذر جغرافيًا نظرًا لاضطرار مرور الدعم الأميركي عبر أراضي جورجيا، التي اكتوت بنار الحرب في سنة 2008، ولا أعتقد أنها ترغب بإعادة الكرّة...

كارابتيان: هذا الممر ليس فقط مجرد طريق؛ فإن كان الأمر متعلّقًا فقط بتأمين ممر فهذا الأمر ممكن حله، غير أن هذا الممر هو تغيير جيوسياسي كبير. تخيلوا ما يمكن أن يقدمه هذا الممر للشعوب التركية. هذا الممر يوحد الشعوب التركية، من وسط آسيا إلى تركيا، ولكن بأي ثمن ومخاطر للمنطقة؟

*هل يجب احتلال أرض أرمينية إضافية لتحقق هذا الحلم التركي - الأذربيجاني؟

إن فتح هذا الممر يمنح سببًا قويًا للعالم لتناسي أرمينيا كليًا. أرمينيا موجودة بفضل تأثيرها الجيوسياسي وموقعها الجغرافي، عندما كان إقليم ناغورني قره باغ موجودًا كانت كلّ المشكلات حوله قائمة، وعندما سلموا الإقليم انتقلت كلّ المشكلات إلى ما حول أرمينيا، هل ستصمد أرمينيا من دون قره باغ مع هذه السلطة الحالية لدولتنا؟ هذا سؤال كبير.
بالنسبة لخطوط التواصل والتوريد يمكن فتح كلّ المعابر بموجب القانون والتفاهم على هذا الأمر، كما يمر الجورجيون عبر أرمينيا إلى إيران وبالعكس كذلك. ويمكن إنشاء نقاط جمركية وفتح هذا الممر، كما يسافر الأرمن عبر جورجيا إلى روسيا. هذا يجلب إيرادات لأرمينيا ويسهم في مراقبة الشحنات، ويمنع تهريب المخدرات والسلاح. أما الممر المنشأ من دون رقابة أرمينية فهو يثير قلق أرمينيا، وفي الوقت نفسه يثير قلق الروس والإيرانيين. هم يريدون العبور من دون أي مراقبة من غانجي إلى ناختشيفان، أو من زانغيفان إلى ناختشيفان من دون نقاط تفتيش. هل لكم أن تتصوروا المخاطر المحفوفة؟ كذلك يرغبون بمد خط غاز ونفط عبر هذا الممر، من دون أن يدفعوا رسوم عبور للدولة التي تمر عبرها هذه الأنابيب. هذا مفيد لمن يشتري. أوروبا هي المستفيدة. مَن المهتم بهذا الامر؟ الولايات المتحدة الأميركية. من الواضح من يعمل لمصلحة من، ومن يقف إلى جانب من، ومن يتنازل ويسلم قره باغ لمن.

خلال حرب الـ 44 يومًا، في عام 2020 والتي انتهت بسيطرة أذربيجان على إقليم ناغورني كره باغ من أرمينيا، أغلق الأميركيون طريق إمداد أرمينيا بالأسلحة من روسيا عبر جورجيا، وهذا سبّب لنا مشكلات كبيرة، في هذا الوقت تعرضنا لنكسة على طول الجبهة، وذلك بسبب إقفال الطريق، والأميركيون تحديدًا هم من أغلقوا هذه الطريق.

أما الآن فالأميركيون يتصرفون كالقديسين، ويرون أن أذربيجان لديها حصانة. عندما كنت وزيرًا للدفاع، ذات مرة زارتني السفيرة الأميركية، وهي بعد ذلك عُينت سفيرة للولايات المتحدة في موسكو. يومها كانت عندنا أحداث مع حدود ناختشيفان، ودارت المعارك نحو شهر من الزمن. يومها أصدرت أمرًا بعدم التراجع ولو خطوة واحدة إلى الوراء، والأذريون لم يتمكّنوا من الدخول إلى المنطقة. حينها سألتني السفيرة الأميركية: "ألا تخشون أن يمتد هذا الاشتباك في ناختشيفان إلى كامل حدود تماس القوات الأرمينية والأذربيجانية؟".
أجبتها "بالطبع لدي خشية من ذلك". فقالت "ماذا أنتم فاعلون؟". فأجبت بكلّ بساطة "خط النفط من أذربيجان لن يبقى في مكانه!". فأجابت "هذا لن يعجب واشنطن". فقلت لها "إذًا اسعوا لكي تنتهي الحرب في هذه البقعة. وإن توقفت الأعمال الحربية فلا داعي لدي لتفجير خط النفط والغاز!".

هذا يلخص السياسة كلها. مستقبل أرمينيا يتلخص بهذا الكلام. اليوم لديهم نيكول باشينيان، الذي يقبلهم في كلّ الأماكن الممكنة لديهم، وغدًا قد يكون كارابتيان! الذي يقول لهم "كفى! الأمور لن تسير بهذا الشكل، أو يأتي أحد آخر... بالمختصر هم يرون أنه طالما هناك أرمن فهم يشكلون خطرًا على أموالهم. كلّ الحروب في هذه المنطقة مرتبطة بالأموال، وهذه خلاصة تاريخية منذ قدم التاريخ وهذا هو الحال.

* الرئيس فلاديمير بوتين أطلق تحدي تزويد أعداء الولايات المتحدة الأميركية بالأسلحة المناسبة، إلى أي مدى ترون أن روسيا مستعدة للتدخل في هذا الصراع وغيره لحماية مصالحها القومية أولًا ولإضعاف نفوذ الولايات المتحدة الأميركية في العديد من الصراعات.

أنا لا أذكر حادثة واحدة وعد فيها الرئيس الروسي بفعل أمر ما ولم يفعله! لا توجد سابقة أو أمثلة على عدم التزامه بما يقول. أما بالنسبة لمصلحة التدخل في هذه المنطقة أو تلك، فأقول التالي: "كان لدينا الاتحاد السوفياتي، كان لدينا دول حلف وارسو، دخلت فيه تشيكوسلوفاكيا، بولندا، رومانيا، وكان لدينا منطقة عازلة دون حدود الاتحاد السوفياتي، ونحن بعد سقوط حلف وارسو، خسرنا المنطقة العازلة وظهرت رابطة الدول المستقلة.

دول البلطيق لم تنضم إلى رابطة الدول المستقلة، وظهرت داخل هذه الرابطة منطقة عازلة وهي بيلاروس، أوكرانيا وجورجيا، التي كانت من دولها الأعضاء... تصرفات الديموقراطيين أدت إلى انسحاب بعض تلك الدول من رابطة الدول المستقلة، وخسرنا المنطقة العازلة مجددًا. أما الآن فتدور المعارك في أوكرانيا، وهناك مشكلات في وسط آسيا، ونحن ندرك أن الأمور ليست مستقرة هناك. هناك مشكلات جنوبًا، أعني بذلك ما بعد الحدود الروسية، وأعتقد أن روسيا إن خرجت مما وراء القوقاز فإن المشكلات ستبدأ في جنوب روسيا، وروسيا لا تستطيع البقاء خارج هذا الصراع في المنطقة.

*لماذا لا يجري استهداف خط النفط والغاز من أذربيجان ردًا على تخريب خطي السيل الشمالي الروسي؟

لأن هناك تركيا وأذربيجان، وروسيا لا تريد اضطرابات في هذه المنطقة، روسيا إلى جانب الاستقرار في المنطقة، وتختلف عن غيرها. بماذا؟ هي دومًا إلى جانب الاستقرار سواء أكان ذلك في أوروبا، أم في الجنوب أم في وسط آسيا. تاريخيًا روسيا لا ترد اللكمات إلا بعد أن يبلغ السيل الزبى، وتاريخيًّا سعت روسيا للحفاظ على الاستقرار في منطقة القوقاز وما وراء القوقاز. كم سيستمر هذا الصبر؟ من الصعب التكهن بذلك، لأن المطامع والطموحات الغربية تزداد كلّ مرة. أولًا سعوا للسيطرة على خمس مناطق في ناغورني قره باغ، وبعدها أرادوا الحصول على كامل الإقليم، والآن يتطلعون للحصول على الممر الواصل إلى ناختشيفان ومناطق أخرى، فهم لن يتوقفوا. إلى أي مدى سينجحون في هذا الامر؟ وهذا ليس مرتبطًا فقط بروسيا بل مرتبط بالشعب الأرميني نفسه، ومن جديد، أنا أتطلع بغيرة وغبطة للشعب الفلسطيني. نعم، أيام عصيبة تاريخيًا مرت وتمر عليه، أتمنى لهم الأمن والنجاح بالوصول إلى ما يناضلون من أجله، وأنا متأكد من أن هذا الشعب سيحقق ما يسعى له. كذلك، فلو نظرنا إلى الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط هذه، فنحن كذلك نرى أنه دور يدعو للاستقرار. انظروا إلى سورية، مع دخول القوات الروسية، بدأ الاستقرار يتحقق، نعم لم يتحقق الاستقرار دفعة واحدة، والأمر كان صعبًا. المهم أن الوضع الآن لم يعد كما كان في بداية الحرب على سورية، هناك مناطق أعيد أعمارها، نعم هناك آثار للحرب.

* هناك المشكلة الاقتصادية إضافة للاحتلال الأميركي لمناطق النفط والغاز والثروات السورية وتمويل بقاء النازحين في لبنان وتركيا وغيرها.

تعلمون أن كلّ هذه التصرفات ترتد عليهم في الغرب. هناك مناطق واسعة لا يمكن تمييز السكان المحليين من المهاجرين فيها، وهم يصبحون غرباء في بلدانهم. سياستهم ترتد بضرباتها عليهم إن لم يساهموا في عودة النازحين إلى أوطانهم. نحن نرى كيف هجر أهل قره باغ كلهم، هل تظنون أنهم لن يتحركوا باتّجاه أوروبا؟ بحسب معلوماتي هم يتوجهون إلى هناك...

*الاتحاد الأوروبي وعد لبنان بمساعدة مالية بعدة مليارات لقاء بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وسماحة الأمين العام لحزب الله دعا الحكومة اللبنانية لفتح الموانئ البحرية أمام اللاجئين السوريين للتوجه إلى أوروبا، كوسيلة ضغط لعدم عرقلة عودتهم إلى ديارهم ولكي تصرف هذه المليارات على عودتهم إلى سورية.
أعود لمستوى تطوّر البشرية. وصلنا للقرن الحادي والعشرين، ولم تتعلم البشرية العيش بشكل إنساني. عندما تطرد الإنسان من موطنه فسيبحث عن مكان للعيش فيه، وقد يأتي إليك، لدرجة أنك عندما تزور دولة أوروبية تسمع كلّ اللغات إلا لغة البلد الأصلية. هم أنشأوا المستعمرات، واليوم لا يدرون إلى أين يهربون من سكان المستعمرات السابقة. واليوم نحن نمر بمرحلة جديدة، فهناك لاجئون بسبب هذه الحروب المختلفة. ومن ناحية، فالغرب يحارب من أجل الحصول على المنافع كالنفط والغاز لكنه بعد ذلك يصطدم بمشكلات لا نهاية لها، لأنهم يقومون بذلك دون أي نزاهة.

* بخصوص الصراع في القوقاز والصراع الأرميني - الأذربيجاني وناغورني قره باغ، ما هو مصيره؟ وما هو مصير المنطقة؟

أظن أن الأمور ستعود إلى نصابها الطبيعي وسيبقى الأرمن في المنطقة. سيعود الأرمن إلى قره باغ. وأعتقد أنها ستكون منطقة ذاتية الحكم لا مركزية. وأنا واثق من أن هذا سيحصل تحت حماية أرمينيا أو روسيا. أما منطقة جنوب القوقاز فستتمتع بالاستقرار في هذه الحال فقط، وإلا فإن الحرب ستنشب مجددًا.
سؤالي: هل هذا سيحصل بعد تغيير السلطة في أرمينيا؟

هذا ليس مرتبطًا بسلطة أو حكومة، بالعكس، مع هذه السلطة الحالية الحرب ستكون أقرب وستحصل على نحو أسرع.

* ستكون حربًا شعبية؟

لا، أذربيجان ستواصل الاعتداء. فهي حصلت على فرصة تاريخية للحصول على شيء ما، والأذربيجانيون لن يفوتوا هذه الفرصة للحصول على المزيد. سيدفعون بالأمور حتّى الحد الأقصى. والحد الأقصى يعني أن هناك مقاومة ستحصل. الشعب الأرميني هو شعب مقاتل، ونحن نعرف ذلك من التاريخ، وغالب الظن ستظهر بؤر مقاومة، وهذا سيؤدي إلى حرب كبرى، وتحديدًا في ظل هذه السلطة - سلطة باشينيان. أما إن كان رئيس هذه الدولة شخصًا حكيمًا وحازمًا قاسيًا، فسيستطيع بحزمه ليس دفع الناس للحرب بل إفهام العدوّ والقول له إن دخلت بقوة السلاح فستظهر لديك مشكلات، والأفضل لك أن تتفاهم معنا. كذلك، أنت عندما تكون قويًا فسيظهر حولك أصدقاء تلهمهم شجاعتك للوقوف إلى جانبك.

اليوم لا أحد يريد التفاهم. أبلغوني اليوم (تاريخ المقابلة) بأنهم بدأوا بإزالة الألغام في جيرموكي. هذا فعليًا قسم من ممر ناختشيفان، أي أن باشينيان تخلّى عن الكوريدور وسلمه لهم.

ماذا ستفعل إيران؟

لهذا أقول إن حربًا كبرى بانتظارنا ستبدأ في هذه المنطقة. لا أريد التحدث نيابة عن إيران. في متابعة لتصريحات الرئيس الإيراني الراحل أقول إن إيران لن تبقى على الحياد، ومن الممكن أن تنتهي الأمور عنما تدخل إيران وتأخذ هذه البقعة وتضعها تحت سيطرتها، وهذا أيضًا يعني الحرب.
هل تذهب لحد المواجهة مع تركيا وليس فقط مع أذربيجان؟

لا يوجد لدى إيران مخرج آخر، وإلا فستواجه إيران أزمة كبرى وخطيرة للغاية. المصالح الوطنية الإيرانية قد تتضرر إذا احتلت أذربيجان ممر ناختشيفان وستفقد إيران السيطرة على كلّ ما يحصل حوله، هذا يعني التحضير واستخدام المنطقة للحرب المقبلة على إيران، نحن نعرف ذلك.
بخصوص مقتل الرئيس الإيراني، لا أريد أن أستخلص استنتاجات من دون امتلاك حقائق. ولكن هناك في مكان ما عميق تدور أمور مريبة دومًا، الأفكار تظهر لدى الجميع، لكن لا توجد حقائق. لذلك لا يسعنا إلا الأسف على مقتل رجل بهذه الطريقة.

 لكنني أعتقد أن إن حصل سيناريو كهذا، فإن ارمينيا ستتحول إلى شيء مشابه لسورية حيث الكل يتقاتل مع الكل، وفي دول أخرى يجلسون يحتسون القهوة ويتفاهمون، يتناولون الغداء ويتبسمون بعضهم لبعض، هذا ما يمكن أن يحصل. تصوروا أنه في رقعة صغيرة مثل أرمينيا، تتواجه إيران، تركيا، أذربيجان، روسيا...

يتبع.. الجزء الثاني

سورياروسياالجمهورية الاسلامية في إيرانتركياأذربيجانأرمينيا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
بزشكيان يلتقي صباغ: لتعزيز التعاون والتصدي لمحاولات الهيمنة الأميركية 
بزشكيان يلتقي صباغ: لتعزيز التعاون والتصدي لمحاولات الهيمنة الأميركية 
سورية.. شهداء وجرحى في عدوان صهيوني على تدمر
سورية.. شهداء وجرحى في عدوان صهيوني على تدمر
وزير الخارجية السوري يلتقي نظيره الإيراني في طهران 
وزير الخارجية السوري يلتقي نظيره الإيراني في طهران 
الجهاد الإسلامي في دمشق تشيّع شهداءها: مبايعة المقاومة ثابتة
الجهاد الإسلامي في دمشق تشيّع شهداءها: مبايعة المقاومة ثابتة
نصير زادة بعد لاريجاني في دمشق: تفويض بالدعم لدمشق والمقاومة
نصير زادة بعد لاريجاني في دمشق: تفويض بالدعم لدمشق والمقاومة
بوتين: الصراع الأوكراني اكتسب طابعًا عالميًا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على بلادنا
بوتين: الصراع الأوكراني اكتسب طابعًا عالميًا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على بلادنا
زاخاروفا: الأغلبية العالمية تشهد اليوم الانهيار المروّع للأيديولوجية الغربية
زاخاروفا: الأغلبية العالمية تشهد اليوم الانهيار المروّع للأيديولوجية الغربية
موسكو تهدد باستخدام النووي.. بوتين وقع مرسوم تعديل سياسة الردع النووية
موسكو تهدد باستخدام النووي.. بوتين وقع مرسوم تعديل سياسة الردع النووية
"نيويورك تايمز": لأول مرة بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ أميركية طويلة المدى
"نيويورك تايمز": لأول مرة بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ أميركية طويلة المدى
لمواجهة العقوبات.. إيران وروسيا تربطان أنظمة البطاقات المصرفية
لمواجهة العقوبات.. إيران وروسيا تربطان أنظمة البطاقات المصرفية
مكتب الإمام الخامنئي على "اكس": يجب تقديم كل قادة عصابة الإرهاب الصهيونية للمحاكمة
مكتب الإمام الخامنئي على "اكس": يجب تقديم كل قادة عصابة الإرهاب الصهيونية للمحاكمة
قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 
قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 
إيران ترد على قرار "الدولية للطاقة" بسلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة
إيران ترد على قرار "الدولية للطاقة" بسلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة
مادورو: نتشاطر مع إيران النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني
مادورو: نتشاطر مع إيران النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني
إيران ترد على قرار مجلس حكام الطاقة بسلسلة جديدة من أجهزة الطرد
إيران ترد على قرار مجلس حكام الطاقة بسلسلة جديدة من أجهزة الطرد
أنقرة: لا اتفاقات محدّدة حول توقيت ومكان لقاء أردوغان والأسد
أنقرة: لا اتفاقات محدّدة حول توقيت ومكان لقاء أردوغان والأسد
تركيا تعلن تعزيز "القبة الفولاذية" 
تركيا تعلن تعزيز "القبة الفولاذية" 
"الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية: تراجع تكتيكي لا يُلغي الانتخابات
"الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية: تراجع تكتيكي لا يُلغي الانتخابات
العلاقات السورية التركية.. الاستعصاء لا يزال قائمًا
العلاقات السورية التركية.. الاستعصاء لا يزال قائمًا
عسكر تركيا في الشمال ودبلوماسيتها في بغداد!
عسكر تركيا في الشمال ودبلوماسيتها في بغداد!
زيارة بوتين لأذربيجان: النتائج والأبعاد الجيوسياسية
زيارة بوتين لأذربيجان: النتائج والأبعاد الجيوسياسية
بوتين يترأس وفدًا في زيارة رسمية في أذربيجان
بوتين يترأس وفدًا في زيارة رسمية في أذربيجان
مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (2 / 2)
مقابلة لـ"العهد" مع وزير الدفاع الأرميني السابق أرشاك كارابتيان (2 / 2)
تطور العلاقات الإيرانية ــ الأذربيجانية.. صفعة جديدة في وجه الغرب الجماعي
تطور العلاقات الإيرانية ــ الأذربيجانية.. صفعة جديدة في وجه الغرب الجماعي
طهران تعلن عن ربط كهربائي بين إيران وروسيا وآذربيجان
طهران تعلن عن ربط كهربائي بين إيران وروسيا وآذربيجان
بسبب مطالبتهم باستقالة رئيس الحكومة.. اعتقال 38 متظاهرًا في أرمينيا
بسبب مطالبتهم باستقالة رئيس الحكومة.. اعتقال 38 متظاهرًا في أرمينيا
مباحثات بين إيران وأرمينيا لضمان السلام والاستقرار في منطقة القوقاز الجنوبية
مباحثات بين إيران وأرمينيا لضمان السلام والاستقرار في منطقة القوقاز الجنوبية
مصادقة البرلمان الوطني الأرميني على نظام روما الأساسي: خطأ ام خطيئة؟
مصادقة البرلمان الوطني الأرميني على نظام روما الأساسي: خطأ ام خطيئة؟
العدو الصهيوني شريك في حرب أذربيجان مع أرمينيا
العدو الصهيوني شريك في حرب أذربيجان مع أرمينيا