خاص العهد
مهرجان كوثر في إيران.. النموذج الثالث للمرأة البنّاءة الحضارية
أسدل مهرجان كوثر السينمائي الدولي الستار على دورته الخامسة في باغ كتاب (حديقة الكتاب) في طهران، وذلك بحضور عدد من المسؤولين وجمع غفير من الفنانين والمهتمين بالسينما.
في مستهل المراسم عرضت شاشات المهرجان جزءًا من تصريحات سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بخصوص شرح النموذج الثالث للمرأة الإيرانية خلال مؤتمر السبعة آلاف شهيدة، ومن ثمّ ألقى مدير المهرجان ناصر باكيده كلمة رحّب خلالها بالضيوف والحاضرين، وأشار فيها إلى أهمية تسليط الأضواء على سينما المرأة في العالم الإسلامي، خاصة في مجالات الحجاب والعفاف، كما أكد على ضرورة صناعة أعمال سينمائية حول مظلومية نساء غزّة، وما تعرضن له من جرائم وفظائع وما تحمّلنه من صعاب في ظلّ العدوان الصهيوني الوحشي على القطاع.
المهرجان أُقيم على شكل ورشات وندوات تدريبية وتوعوية بدأت منذ قرابة 6 أشهر، وتمحورت بمجملها حول قضايا المرأة في السينما، ودور الشاشة الفضية في التأكيد على أهمية دور المرأة في المجتمع، وضرورة مواجهة موجة العولمة الغربية التي تحمل في طيّاتها أهدافًا غير إنسانية، وغير أخلاقية، لها تأثيرات سلبية وهدّامة على مجتمعات العالم الإسلامي.
عودة بعد انقطاع طويل
في السياق أكد مدير المهرجان ناصر باكيده، في حوار له مع موقع "العهد" الاخباري، أن هدف المهرجان يتمثّل في مواجهة موجة العولمة الغربية التي تعمل على زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية والعبث في معتقداتها الطاهرة، لا سيما في جانب المرأة المسلمة.
وأوضح باكيدة أن مهرجان كوثر السينمائي الدولي الخامس أعاد نشاطه بعد توقف دام خمسة عشر عامًا، وذلك بمساعدة المهتمين بهذا المجال. وأوضح أنه توصّل مع القائمين على المهرجان إلى أنه ينبغي أن نبحث قضية النموذج الثالث للمرأة الحضارية في شكل سلسلة من اللقاءات والندوات الثقافية، وبهذه الطريقة تمكّنا من إحداث تفاعلات جيدة في جامعات البلاد وأقسام مختلفة من السينما في البلاد.
وأشار إلى أن الأمانة العامة للمهرجان تسلمت نحو 1200 عمل في القسمين الوطني والدولي، وقال: لم نكتف بمواضيع تخص الحياة العفيفة أو الحجاب والعفة من وجهة النظر الداخلية، بل أحدثنا خلال هذه الدورة من المهرجان قسمًا خاصًا عن مظلومية غزّة، كما تلقّينا رسائل من بعض أهالي القطاع طالبوا فيها الدول الإسلامية بالوقوف بشكل أكبر معهم ودعم المقاومة لتتمكّن من دحر الاحتلال.
شارك في مراسم الاختتام مساعد رئيس الجمهورية ورئيس مؤسسة الشهيد والمضحين سید أمیر حسین قاضي زاده هاشمي، الذي ألقى كلمة خلال الفعالية أكد فيها على أهمية النشاطات السينمائية لا سيما تلك المختصة بشؤون حقوق المرأة المسلمة، وصيانة الإسلام وصونه لكرامتها وعزّتها وعفافها.
وأضاف: اسم هذا المهرجان مأخوذ من القرآن الكريم وسورة مباركة هي سورة الكوثر، ونأمل أن يستمر هذا الحدث بجهود جميع المهتمين وسنرى إنجازاته في المستقبل وسنرى أعمالًا رائعة حول كرامة المرأة ومكانتها وحقوقها.
في القسم الدولي الذي تفرّع إلى ثلاثة أقسام هي الأفلام الوثائقية الطويلة والأفلام الوثائقية القصيرة، والأفلام الروائية القصيرة، حاز فيلم "وهي كانت رفيقتي" (من لبنان) للمخرج شادي عيسى على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وفيلم تحت شجرة الليمون (من فلسطين) للمخرجة نور أسود على جائزة أفضل فيلم في قسم الأفلام الوثائقية القصيرة، وفيلم ذبذبات من غزّة (فلسطين - كندا) للفلسطينية رحاب نزال على جائزة خاصة في قسم الأفلام الوثائقية القصيرة، وحصد فيلم رسالة (إيران) للمخرج سعيد ملتجي على جائزة في قسم الأفلام الروائية القصيرة. وذهبت الجائزة الكبرى للمهرجان إلى فيلم "هناس" للمخرج حسين دارابي وإنتاج محمد رضا شفاه.
واستهدفت الدورة الخامسة للمهرجان قضايا التعرف على قدرات ومواهب المرأة في المجال الثقافي والفني والتعريف بها لجعلها أكثر فعالية في تعزيز ثقافة التضحية والمقاومة. كما سلّط مهرجان هذا العام الأضواء على قضايا تجسيد وتجليل الشخصيات العلمية والثقافية والاجتماعية الناجحة للمرأة الإيرانية ونظيراتها في مختلف أنحاء العالم وجبهة المقاومة للأجيال القادمة والعالم الإسلامي.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
14/10/2024