الخليج والعالم
تونس تدين الاعتداء الصهيوني على لبنان وجريمة اغتيال هنية
تواصلت ردود الفعل التونسية الرسمية والشعبية المتضامنة مع لبنان وضاحيته المقاومة، وكذلك جريمة اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية في إيران. وأصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانًا مساء أمس عبّرت فيه عن إدانتها الشديدة للعدوان الهمجي السافر للكيان المحتل على لبنان، وحذرت من أن الاعتداء على أمن لبنان وسيادته في خرق سافر لكافة المواثيق والقوانين الدولية، والإمعان في ترويع المدنيين العزل ومواصلة سياسات التصفية والاغتيالات الجبانة أمام صمت دولي مريب لن يخمد أصوات الحق والحرية، بل ولن يزيد إلا في الإصرار على المقاومة من أجل التحرير الكامل لكل شبر من الأرض المحتلة، وليس لأي جهة أجنبية أن تحدد من الذي له الحق في أن يقاوم الغاصب والمحتل.
وتابعت الخارجية في بيانها: "تجدد تونس التأكيد على دعمها وتضامنها الكامل مع لبنان الشقيق، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في ردع السياسات العدوانية الخطيرة للكيان المحتل".
وفي السياق نفسه أدانت تونس في بيان صادر عن وزارة الخارجية اغتيال إسماعيل هنية وقالت: "إن هذا الاغتيال الشنيع يُضاف إلى القائمة الطويلة للتاريخ الدموي للعمليات الآثمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني قبل احتلال فلسطين وإثره ضدّ العديد من الشخصيات التي دافعت عن الحق الفلسطيني على غرار، على سبيل الذكر لا الحصر، المغفور لهم بإذن الله تعالى غسان كنفاني ووائل زعيتر ومحمود الهمشري وعز الدين القلق وخالد نزال وخليل الوزير وصلاح خلف والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومحمد الزواري وغيرهم من الذين نحسبهم عند الله شهداء".
ورأت أن هذا الاغتيال الجبان فيه تعدّ صارخ واعتداء سافر على سيادة الدول واستهتار بكلّ القيم والإنسانية والأخلاقية وبالمواثيق الدولية في ظل عجز المجتمع الدولي على وقف حرب الإبادة والتجويع ومحاسبة المحتل الصهيوني على ما يقترفه يوميًّا من انتهاكات لشرائع السماء والأرض ومذابح بحق الشعب الفلسطيني وما ينتهجه من كلّ أصناف الجرائم ومن سياسات توسعية استفزازية.
وبالموازاة لم يتوقف الشارع التونسي عن التظاهر تضامنًا مع لبنان وغزّة. وتحت شعار: "حزب الله يا حبيب اضرب فجّر "تل أبيب"" و"مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة" تظاهر مساء الأربعاء ناشطون تونسيون في مسيرة تضامنية بدعوة من اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين وتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس. وانطلقت المظاهرة من ساحة محمد علي أمام مقر اتحاد الشغل في اتّجاه شارع الحبيب بورقيبة.
وأعلن رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة إضافة نقطة أو بند إلى جدول أعمال الجلسة العامة للبرلمان في علاقة بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، وذلك للتطرّق إلى كافة الأبعاد التي تمر الآن في ساحة الشرق الأوسط وفي لبنان وفي الجولان وفي الضفّة الغربية وفي غزّة، وإلى الصلف الصهيوني الذي لقي دعمًا سافرًا من طرف الإدارة الأميركية ومن طرف الغرب، الذين يتلذّذون بالاعتداءات والجرائم التي ترتكب في حق الأطفال والنساء والشيوخ، حيث وصلنا إلى مرحلة لا يمكن قبولها، بحسب قوله.
من جهته، أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل - أهم المنظمات الوطنية النقابية في تونس - بيانًا في إثر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وقال الاتحاد إنّ هذه الجريمة النكراء تثبت مرّة أخرى أنّ هذا الكيان المجرم يمارس الإرهاب المنظّم والاغتيالات الجبانة لكلّ مقاوم مستفيدًا من دعم الولايات المتّحدة الأميركية والدول الأوروبية وتواطؤ دول عربية مطبّعة تعتبر المقاومة خطرًا على سلطتها وعروشها.
وتقدّم المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بخالص التعازي إلى الشعب الفلسطيني وإلى مقاومته الباسلة وإلى عائلة هنيّة، مشدّدًا على أنّ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس لن يزيد الشعب الفلسطيني إلاّ ثباتًا وإصرارًا وتشبّثًا بالمقاومة والنضال المستمر من أجل حقّه وأرضه ودولته.كما دعا المكتب التنفيذي كافّة القوى الوطنية إلى التنديد بهذه الجريمة الإرهابية الصهيونية المنظّمة عبر كلّ أشكال الاحتجاج السلمي المختلفة.
الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع والتي تضم العديد من الهيئات والمنظمات والجمعيات التونسية أصدرت بيان نعي وتعزية. وقال صلاح المصري عضو التنسيقية لـموقع "العهد" الاخباري "إن الشبكة أدانت بأشدّ العبارات الجريمة الصهيونية والشراكة الأميركية الكاملة حيث جاءت هذه الجرائم مباشرة بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن. وأكد أن هذه الجرائم هي محاولة للهروب من الهزيمة الكبرى التي انتهى إليها الاحتلال وشركاؤه، بعد قرابة عشرة أشهر من طوفان الأقصى". وأضاف أن الشبكة دعت جماهير الشعب التونسي إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية ضدّ جرائم أميركا والصهيونية.